سؤال كثيرا يتبادر للأذهان ماذا حدث للمصريين بعد الثورة وما هو الاختلاف داخل الأسرة من 2010 وحتى الآن وهل تغيرت العلاقات الأسرية وتغيرت الأنماط السلوكية داخل المجتمع المصرى؟
بداية المجتمع هو عدة أسر والأسرة الصغيرة هى الأب والأم والأسرة الكبيرة هى العائلة ومجموع تلك العائلات يشكل المجتمع أى أن سلوك الفرد يؤثر ويتأثر باختلاف التعامل السلوكى، تلك المقدمة هدفها هو إبراز أهمية الأسرة فى التعامل داخل المجتمع، وبالتالى نجد أن الاختلاف السياسى قد أثر بشكل كبير، نجد أن هناك أسرًا داخل عائلات تتبنى مواقف سياسية لا تتماشى مع الأسرة الأخرى داخل العائلة ذلك شكل صحى وإيجابى، ولكن المؤسف هو أن الشكل يأخذ لغة تعصب دون حوار وقطيعة، وأحيانًا اعتداءات لفظية أى الاختلاف العقلى والفكرى، أصبح يمثل عائقًا فى لغة الحوار لأننا ببساطة نتكلم دون أن نسمع ولأننا تعودنا أن تكون مختلفين ولم تتعود أن نكون منصتين، ونحترم من يحدثنا حتى وإن خالفنا الرأى لم نكتفِ بذلك بل يكون رد الفعل سلبى وإهانات متنوعة، وتلك طامة كبرى نحن للأسف 80 مليونًا 40 مليونًا يشكو طول الوقت أن 40 مليون آخرين لا يستمعون لهم، أى فقدنا قدرة مهمة إلا وهى قدرتنا على الإنصات فتحولنا إلى متحدثين فقط دون أن ندرك أهمية الاستماع، وأصبح من يملك الصوت العالى هوة الأقوى.
ولكن حقيقة الأمر كلما ارتفع صوت محدثك دل على أنه ضعيف التفكير والحيلة، ومن هنا يجب أن نأخذ فى الاعتبار أن ما يحدث داخل المجتمع من عنف ومن جنوح للجريمة له مبررات متعددة وأن معدلات الجريمة زادت بأشكال مختلفة وغاب أهم عنصر للحياة عامة والأسرة خاصة وهو الأمان النفسى، وصارت العلاقات بين أفراد المجتمع يسيطر عليه التحفز والمشاحنات الانفعالية ومما زاد الاحتقان الخطاب الإعلامى وتناول وسائل الإعلام لمختلف القضايا وأصبحت برامج التوك شو حلبة مصارعة الغلبة للصوت العالى وليس للفكر العالى الراقى، هنا يجعلنا نفكر كيف يمكن تغيير سلوكياتنا كمصريين كيف يمكن للآباء تعديل ومواجهة تلك السلبيات بشكل عملى، كيف نوجه الطفل بشكل إيجابى، وهو لا يرى سوى العنف ومشاهد الاغتصاب وجرائم تنوعت من الإثارة تارة ومن الخجل فى عرضها تارة أخرى نحن نحتاج آباء وأمهات، يدركون طبيعة تلك المرحلة نريد أذن تسمع وعقل يحلل وليس آباء تقليدين نريد أب بدرجة فنان يدرك أنه يعيش الحياة من أجل أبنائه، ويشارك فى كتابة سيناريو حياة أبنائه وليس أب كومبارس حاضر بجسده وماله فقط نحتاج أبًا قادرًا على وضع أساس الأسرة ومراحل البناء النفسى فى كل مرحلة، دون تخاذل آب يضع الإصرار أمامه فى نجاح أسرته نحن بحاجة إلى أم تدرك أن الأمومة ليست فقط إنجاز الطهى فى المنزل، وترتيب البيت أم تدرك أهميته فى البناء النفسى والوجدانى.
القضية خطيرة وأتساءل "هل هناك أهم من أسرتك هل هناك أهم من أولادك يا سادة قبل فوات الأوان وسرقة العمر"؟
اهتموا بأولادكم فنحن سنمر بأزمات ومواقف وسنعيش حياتنا وسنكتشف أن الأبناء هم شمعة حياتنا فى وقت الظلمة أذكركم ونفسى أننا نحتاج إلى تعديل نظرتنا فى الاهتمام بأبنائنا وبث القيم الإيجابية كلغة الحوار والتسامح والتفكير والإصرار على النجاح وبث قيمة التشجيع وثقافة "أحسنت نحن نحتاج إلى وقفة نتأمل فيها ساعات العمر وهل نقوم بواجباتنا تجاه أسرتنا.. عزيزى القارئ.. عزيزتى القارئة خذى شعارك عائلتى أولا.. ومن ثم سننشئ أسر سوية وبالتالى سيكون المجتمع شكل مختلف وستكون النتيجة مبهرة لأننا جميعا نملك الحب والرعاية والاهتمام ولكن يغيب عنا الإصرار فى تحقيق أهدافنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة