الحكومة الأمريكية ترفض كشف النقاب عن السجون السرية لـ"سى آى ايه"

استأنفت الحكومة الأمريكية حكما أصدره قاض فى جوانتانامو يأمرها فيه بكشف النقاب فى شكل كامل عن برنامج السجون السرية لوكالة الاستخبارات المركزية "سى آى ايه"، وفق ما أفاد موقع المحاكم العسكرية الاثنين.

وفى وثيقة من 26 صفحة مؤرخة فى 23 أبريل ورفعت السرية عن مضمونها أخيرا، طلب رئيس المدعين العسكريين مارك مارتنز من القاضى فى جوانتانامو إعادة النظر فى قراره التاريخى الصادر فى 14 أبريل.

وفى هذا الحكم، أمر الكولونيل جيمس بول الحكومة بان تسلم الدفاع كمية من المعلومات حول السجون السرية التى اعتقل فيها المتهمون الرئيسيون فى جوانتانامو، على أن يشمل ذلك أمكنة الاعتقال وأساليب الاستجواب المستخدمة وكل الاعترافات التى تم الحصول عليها.

وتعرض السعودى عبد الرحيم الناشرى الذى يواجه عقوبة الإعدام لضلوعه فى الاعتداء على المدمرة الأميركية "يو اس اس كول" العام 2000 قبالة اليمن، لاستجوابات عنيفة بين اعتقاله العام 2002 ونقله إلى جوانتانامو فى سبتمبر 2006.

كذلك، تعرض العقل المدبر المفترض لاعتداءات 11 سبتمبر الباكستانى خالد شيخ محمد ل183 جلسة إيهام بالغرق، فيما خضع أربعة متهمين معه يواجهون ايضا العقوبة القصوى لأساليب استجواب تعتبر بمثابة تعذيب قبل نقلهم إلى جوانتانامو.

ويؤكد محامو المتهمين انهم لم يحصلوا سوى على معلومات ضئيلة حول الفترة التى كان فيها موكلوهم معتقلين لدى السى آى ايه.

وفى استئنافه لملف الناشرى، طلب الجنرال مارتنز من القاضى انتظار صدور تقرير من مجلس الشيوخ حول برنامج الاعتقال والاستجوابات فى مرحلة ما بعد 11 سبتمبر 2001.

وإذ تطرق مرارا إلى موضوع "الأمن القومى"، أكد المدعى أنه "سبق أن سلم 245 الف صفحة للدفاع" اضافة الى "ملخصات وتصريحات" من شانها تجنب نشر معلومات سرية.

واعتبر أن القاضى بول تجاوز سلطاته لان قانون المحاكم العسكرية الاستثنائية يفرض عليه تجنب إحداث أوضاع "تضطر فيها الحكومة إلى الاختيار بين حماية معلومات سرية باسم الأمن القومى وإحالة مرتكبى انتهاكات خطيرة لقانون الحرب على القضاء".