مصر وروسيا يحتفلان الأربعاء المقبل بمرور 50 عاما على تحويل مجرى النيل وبدء بناء السد العالى.. خبراء سوفييت مصممون للسد يحضرون الاحتفالية.. ويبحثون أهم طرق حل مشكلة المياه.. وعرض فيلم لمراحل البناء

السبت، 10 مايو 2014 04:55 م
مصر وروسيا يحتفلان الأربعاء المقبل بمرور 50 عاما على تحويل مجرى النيل وبدء بناء السد العالى.. خبراء سوفييت مصممون للسد يحضرون الاحتفالية.. ويبحثون أهم طرق حل مشكلة المياه.. وعرض فيلم لمراحل البناء جانب من كواليس الإعداد لفيلم مراحل بناء السد
كتب مؤمن مختار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى ظل تطور التعاون المصرى الروسى فى الفترة الأخيرة، يحتفل الجانبان الأربعاء المقبل بدار الأوبرا المصرية والجمعة فى أسوان بافتتاح النصب التذكارى على سد أسوان بمرور 50 عاما على تحويل مجرى نهر النيل وبناء السد العالى، بتعاون مصرى سوفيتى عام 1964، وذلك بعد الدعم المالى والتقنى الذى قدمه الاتحاد السوفيتى لمصر فى عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.



وأكد الدكتور حسين الشافعى، مستشار وكالة الفضاء الروسية فى مصر، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الاحتفال تنظمه الجمعية المصرية لخريجى الجامعات الروسية والسوفيتية، وسيحضره وفد روسى ضخم يضم أشهر الخبراء الروس الذين شاركوا فى بناء السد العالى، وسيتم تنظيم حوار بين هذا الوفد الذى قام بتصميم السد العالى وبين وزارة الرى والجهات المعنية لحل مشكلة المياه فى مصر.

ومن جانب آخر، قام المخرج المصرى الشاب المقيم فى روسيا " جمال السروى"، بتصوير فيلم " مصرى روسى" احتفالا بمرور 50 عاما على بناء السد العالى، حيث إن مدة الفيلم 40 دقيقة، ويضم عددا كبيرا من المعاصرين لبناء السد العالى مثل عبد الحكيم عبد الناصر نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ود. يحيى الجمل الفقيه الدستورى، ومحمد عبد الهادى علام رئيس تحرير الأهرام، والمهندس حسنى أبو حسين أحد المشاركين فى السد، وله اختراعات عديدة ساهمت فى بنائه، وحسب الله الكفراوى وزير الإسكان الأسبق، ومحمد عزت الفلاح المصرى مشارك فى السد كسواق نقل، والعقيد السابق هشام زيتون من قوات الدفاع الجوى فى تأمين السد العالى من ٢٠٠٢-٢٠٠٨، والمخرج عبد السلام عبد الجليل، ودكتور سيد عشماوى أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة، والدكتور زهدى الشامى أستاذ الاقتصاد، والمهندس يورى إميليا مصمم رمز الصداقة المصرية الروسية عند السد العالى وآخرون.



وقال عبد الحكيم عبد الناصر نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر خلال كواليس تصوير الفيلم الروسى، الذى انفرد بها "اليوم السابع": "إن مصر واجهت مشاكل كثيرة خلال بناء السد منها مشكلة التمويل وبعدها وجدنا مشكلة الدعم الفنى ولكن المهندسين السوفييت كانوا حاضرين لدعمنا فى بناء السد العالى، وأسعدنا هذا الدعم ووجدنا الاقتراح الفنى الذى قدمه المهندسون السوفييت لبناء السد هو أحسن اقتراح يمكن الاعتماد عليه، وأثبت التاريخ بعد 50 عاما أنه صمم على أكمل وجه وصنف السد العالى كأول وأعظم مشروع فى القرن العشرين".

وأشار عبد الحكيم، إلى أن مصر والاتحاد السوفيتى احتفلا بتحويل مجرى النيل، وأن هذا المشروع منذ لحظته الأولى كان مردوده عظيما ومفيدا لمصر، حيث حول حوالى مليون فدان من رى الحياض إلى الرى الدائم أى من زراعته مرة واحدة فى السنة إلى زراعته إلى 3 مرات فى السنة، والسيطرة على مجرى النهر، وبامتلاء بحيرة ناصر استطاعت مصر إنتاج أكثر من مليون فدان، وبعد ذلك بدأت محطات الكهرباء بالعمل وساعدت على أكبر نهضة صناعية فى مصر، وكان الاتحاد السوفيتى شريك مصر الأساسى فى هذه النهضة.

وأوضح المخرج المصرى الشاب فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه يشارك فى الفيلم المصور الروسى ألكسى سوركوف، وموسيقى تصورية شهاب عزت، ومهندس الصوت طارق حسنين، بالإضافة إلى طاقم عمل كبير مصرى روسى، حيث تتم فعاليات الفيلم فى مصر وموسكو فى شهر مايو، موضحا أن الفيلم بدعم من الدكتور حسين الشافعى، مستشار وكالة الفضاء الروسية فى مصر ورئيس تحرير جريدة أنباء روسيا، بالإضافة إلى أن دعم الكثير من مؤسسات الدولة الرسمية وغير الرسمية.

ويذكر أن، المهندس المصرى اليونانى الأصل أدريان دانينوس، تقدم إلى قيادة ثورة 1952 بمشروع لبناء سد ضخم عند أسوان لحجز فيضان النيل وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربائية منه، وبدأت الدراسات فى هذا المشروع فى 18 أكتوبر 1952 بناء على قرار مجلس قيادة ثورة 1952 من قبل وزارة الأشغال العمومية "وزارة الرى والموارد المائية حاليا"، وسلاح المهندسين بالجيش ومجموعة منتقاة من أساتذة الجامعات، حيث استقر الرأى على أن المشروع قادر على توفير احتياجات مصر المائية.

وفى أوائل عام 1954، تقدمت شركتان هندسيتان من ألمانيا بتصميم للمشروع، وقد قامت لجنة دولية بمراجعة هذا التصميم وأقرته فى ديسمبر 1954 كما تم وضع مواصفات وشروط التنفيذ طلبت مصر من البنك الدولى تمويل المشروع، وبعد دراسات مستفيضة للمشروع أقر البنك الدولى جدوى المشروع فنيا واقتصاديا.

وتقدم البنك الدولى فى ديسمبر 1955 بعرض لتقديم معونة بما يساوى ربع تكاليف إنشاء السد سحب البنك الدولى عرضه فى 19/7/1956 بسبب الضغوط الاستعمارية، وفى 27/12/1958 تم توقيع اتفاقية بين روسيا "الاتحاد السوفيتى سابقا"، ومصر لإقراض مصر 400 مليون روبل لتنفيذ المرحلة الأولى من السد، وفى مايو 1959 قام الخبراء السوفييت بمراجعة تصميمات السد، واقترحوا بعض التحويرات الطفيفة التى كان أهمها تغيير موقع محطة القوى، واستخدام تقنية خاصة فى غسيل وضم الرمال عند استخدامها فى بناء جسم السد.

وتم توقيع اتفاقية توزيع مياه خزان السد بين مصر والسودان فى ديسمبر 1959، وبدأ العمل فى تنفيذ المرحلة الأولى من السد فى 9 يناير 1960، وشملت حفر قناة التحويل والأنفاق وتبطينها بالخرسانة المسلحة وصب أساسات محطة الكهرباء وبناء السد حتى منسوب 130 مترا، وفى 27 أغسطس 1960 تم التوقيع على الاتفاقية الثانية مع روسيا (الاتحاد السوفيتى سابقا)، لإقراض مصر 500 مليون روبل إضافية لتمويل المرحلة الثانية من السد ومنتصف مايو 1964 تم تحويل مياه النهر إلى قناة التحويل والأنفاق وإقفال مجرى النيل، والبدء فى تخزين المياه بالبحيرة.



وفى وقت سابق، أكد اليوم المهندس محمد مصطفى، السكرتير العام لمحافظة أسوان، أنه رسالة إلى العالم بأن مصر آمنة، وأن شعبها مستمر فى طريقه نحو بناء دولة مدنية حديثة يسودها الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والسلم الاجتماعى بعيدًا عن العنف والتعصب، وتشهد مدينة أسوان فى منتصف مايو القادم احتفالية كبرى بمناسبة اليوبيل الذهبى لمرور 50 عامًا على تحويل مجرى نهر النيل عام 1964، والذى تزامن مع بدء العمل فى إنشاء السد العالى، حيث تشمل الفاعليات تنظيم احتفالية مساء 14 مايو، بدار الأوبرا المصرية، فى حين تم تنظم احتفالية أخرى يوم 16 مايو، بمدينة أسوان أمام رمز الصداقة المصرية الروسية بمنطقة السد العالى، بعد الانتهاء من تطويره.



وأشار السكرتير العام لمحافظة أسوان، بأن الفاعليات ستكون تحت رعاية محافظ أسوان اللواء مصطفى يسرى والسفير الروسى بمصر سيرجى كيربيتشينكو، وسيشارك فيها بعض الوزراء والشخصيات العامة منهم الدكتورة هدى عبد الناصر، بالإضافة إلى يورى أميلتشينكو 75 عامًا المهندس الروسى الذى قام بتصميم رمز الصداقة المصرية الروسية الذى تم إنشاؤه فى عام 1974، حيث سيتم تكريمه فى هذه الاحتفالية.

وأكد على أن فاعليات الاحتفال باليوبيل الذهبى بتحويل مجرى نهر النيل يأتى تجسيدًا حيّا للعلاقات الوطيدة والصداقة الراسخة بين الشعبيين المصرى والروسى، وهو الذى ظهر جليا فى التلاحم خلال إنشاء السد العالى الذى كان وما زال رمزًا خالدًا للصمود والإرادة المصرية التى تثبت دائمًا قدرتها فى المواقف الصعبة.


وأضاف محمد مصطفى بأن فعاليات الاحتفالية ستشهد تكريم عدد من صناع هذا المشروع العملاق سواء من المهندسين المصريين أو الروس والذين سيحضرون خصيصًا من روسيا للمشاركة فى الاحتفالية، طبقًا لتأكيدات ألكسندر بالينكو، مدير المركز الثقافى الروسى بالقاهرة، الذى يعتبر ضمن الجهات المنظمة لهذا الحدث الكبير بالتعاون مع الجمعية المصرية لخريجى الجامعات الروسية والسوفيتية، وأيضًا مجلة أنباء روسيا وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة، بجانب محافظة أسوان، مشيرًا إلى أن الفاعليات تشهد أيضًا عرض فيلم تسجيلى مصرى روسى بعنوان "الانتصار العظيم"، ويحكى تجربة تحويل مجرى نهر النيل، بجانب تقديم عروض فنية تعكس الموروثات الثقافية للشعبين المصرى والروسى، بالإضافة إلى تنظيم معرض صور فوتوغرافى لمراحل تنفيذ مشروع السد العالى، خاصة الافتتاح الأسطورى لتحويل مجرى نهر النيل، والذى حضره الزعيمان الراحلان جمال عبد الناصر ونيكيتا خرشوف.
















مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة