حالة من السخط والاستياء اجتاحت الوسط الإعلامى المصرى، عقب قيام الدكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام، بحضور حفل توقيع بروتوكول تعاون بين التليفزيون المصرى وقناة "MBC"مصر، التى يمتلكها رجل الأعمال السعودى الوليد الإبراهيمى، وذلك فى سابقة خطيرة، حيث إنه لم يسمح من قبل أى وزير إعلام مصرى بإدخال إعلام غير مصرى داخل مبنى التليفزيون دون وعى بإبعاد الأمن القومى المصرى.
فقد ظهرت الوزيرة وهى تقف إلى جوار محمد عبد المتعال مدير قناة "MBC" مصر، مما اعتبره البعض إهانة بالغة لمنصب رفيع المستوى فى حجم ومكانة وزارة الإعلام المصرى التى كانت وما تزال قبلة الإعلام العربى وصاحبة الريادة الحقيقية فى مجال الإعلام، كما اعتبر البعض أن منصب "وزير" يتطلب من الدكتورة درية شرف الدين توخى الدقة والحذر حينما يتعلق الأمر بالظهور إعلامياً، كما يستوجب عليها أيضاً الاشتراك بأن تكون الشخصية التى تظهر إلى جوارها لا تقل عن درجة وزير أو على الأقل شخصية مرموقة تتناسب مع حجم ومكانة هذا المنصب رفيع المستوى.
والجدير بالذكر، أن الوزيرة درية شرف الدين كانت قد حرصت على حضور حفل توقيع هذه المذكرة التى تشتمل على العديد من الجوانب الإعلامية منها الجانب البرامجى وصناعة المسلسلات والأفلام السينمائية ومجال تأهيل الكوادر البشرية، وتدريب وتبادل الخبرات والكفاءات، وتتضمن الاتفاقية فى جانبها التسويقى التعاون والتنسيق بين الطرفين فى بعض مجالات التسويق الإعلامى والإعلانى، وأبرزت الصحف ووسائل الإعلام تصريحات الوزيرة حول هذا البروتوكول والذى أثارت به العديد من التساؤلات ومثير للدهشة أيضاً، فقد أكدت على أن تبادل الخبرات الفنية والإعلامية بين الكيانات الكبرى فى مجال الإعلام سيساهم فى تطوير هذه الصناعة فى العالم العربى، ووضعها فى المكانة اللائقة التى تستحق، متناسية أن الإعلام المصرى ككيان كبير لا يمكن مقارنته بأى شكل من الأشكال بقناة فضائية مهما كان حجم تمويلها، ومهما كان حجم مالكها، فالإعلام المصرى كيان كبير له تاريخ عريق فى وقت لم تكن فيه أية كيانات أخرى غيره فى المنطقة العربية بأكملها.
ولم تسلم الوزيرة من الانتقادات الكبيرة من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وعلى وجه الخصوص "فيس بوك" و"تويتر" حيث اشتعلت التعليقات الرافضة لهذا السلوك من جانب الوزيرة، وقد كتب البعض موجها إليها تساؤل، بأن هذه القناة كان الأجدى والأجدر بها أن تنهض بالتليفزيون السعودى الذى أصيب بشبه انهيار تام بسبب ألاعيب شركة "ابسوس" التى تتعمد تخريب الإعلام العربى، كما كتب البعض أيضاً أن الدكتورة درية شرف الدين ليست لديها ما تفعله سوى التقاط الصور التذكارية مع شخصيات للأسف الشديد لا وزن لها على الإطلاق، وقال آخر إن الوزيرة ارتكبت هذا السلوك الخاطئ بسبب جهلها بالبروتوكولات التى تحكم تصرفات الوزيرة فى مثل هذه الحالة، بينما وجد البعض فى تصريحات وزيرة الإعلام مادة لإطلاق علامات استفهام كبيرة، متسائلين لماذا تجاهلت الوزيرة كيانات إعلامية مصرية كبرى سبق أن تقدمت من أجل توقيع بروتوكول تعاون مع التليفزيون المصرى، وقد علل البعض رفض الوزيرة لهذا التعاون مع أى كيانات إعلامية مصرية بأنه ينطبق عليه المثل القائل "لا يكرم نبى فى وطنه".
يذكر أن الدكتورة درية شرف الدين تواجه الآن الكثير من المشاكل داخل مبنى ماسبيرو منذ توليها هذا المنصب، وذلك نتيجة اتهام البعض لها بأنها سبب رئيسى وراء غياب العدالة الاجتماعية داخل مبنى ماسبيرو، تلك العدالة الاجتماعية التى يتم الحديث عنها كثيرا على وجه مخالف للحقيقة، فضلا عن ذلك فهناك الكثير من المطالبات بسرعة إقالة الوزيرة، حيث يعتبر البعض أن بقاءها بالمبنى يعد مخالفة دستورية كبرى استنادا إلى أن الدستور الجديد يخلو بالفعل من وزير الإعلام.
موضوعات متعلقة :
يوسف الحسينى: وزيرة الإعلام لا تحب القطاع الخاص المصرى وتفضل السعودى
خيرى رمضان يطالب وزيرة الإعلام بنشر اتفاقها مع "إم بى سى" لأنه أمن قومى.. ويؤكد: اللبنانى بيير شويرى يستغل التليفزيون الرسمى للدولة كباب خلفى للدخول إلى السوق المصرية والسيطرة على الإعلام بالبلاد
درية شرف الدين وزيرة إعلام ضد الدولة..رفضت عرضا للتطوير من قنوات مصرية مع التليفزيون وقبلت عرض قناة mbc.. فتحت أبواب ماسبيرو للبنانى بيير شويرى على حساب المستثمرين الوطنيين ومنحته تورتة الإعلانات
محمد فودة يكتب: التعاون مع قناة "MBC" إهانة لريادة الإعلام المصرى.. وبقاء الوزيرة فى منصبها مخالفة صريحة للدستور.. و"التليفزيون" ككيان كبير لا يمكن مقارنته بقناة فضائية مهما كان حجم تمويلها
السبت، 10 مايو 2014 11:35 ص