
الحب والكراهية هما أمران لا نملك لأنفسنا منهما شيئا، فالله سبحانه وتعالى ولحكمة لا يعلمها سواه جعل أفئدتنا تخفق بالمشاعر الفياضة تجاه من نحبهم، دون أن يكون لنا أى خيارات، وحتى إبداء الأسباب فى هذا الحب أو ذاك.
ومن هذا المنطلق فإننى أعترف بأننى أحب المشير عبدالفتاح السيسى حباً يصل إلى قدر حبى لمصر.. نعم أحب المشير حباً خالصا لوجه الله، دون أن يكون لى مطلب أو رغبة فى تحقيق مصلحة شخصية، ودون أى مزايدات على أى شىء.
نعم أقولها وبكل صراحة إننى أحب المشير السيسى من كل قلبى، وإننى أقف إلى جواره فى طريقه إلى قصر الاتحادية ليعيد الاعتبار إلى هذا المنصب رفيع المستوى، فمنصب رئيس الجمهورية يجب أن يتولاه زعيم فى حجم ومكانة السيسى لتعود له من جديد الهيبة والوقار والاحترام، لأنه منصب يتعلق برئيس جمهورية مصر العربية، التى هى أم الدنيا، وستكون بإذن الله كل الدنيا.
لكن والحق يقال فإننى وكما قلت من قبل فإن حبى للمشير يصل إلى نفس درجة حبى لمصر، لأن السيسى هو بالفعل أمل مصر فى هذه المرحلة الحرجة التى تمر بها الآن، فهو الشخص القادر على تهيئة الملايين وإقناعهم بضرورة المساهمة فى انتشال البلد من هذا الوضع المتردى، الذى جاء على خلفية حكم جماعة الإخوان، والذى كاد أن يعصف بمقدرات شعب بأكلمه على مدى عام كامل من الظلم والقهر والاستبداد.
الأمر الذى يجعلنى أقول وبأعلى الصوت لابد أن نبادل الرجل حبا بحب، ولابد أن تتكاتف الملايين التى لبت النداء فى 30 يونيو فى مشهد سيظل يذكره التاريخ، والتى اعتبرها العالم أكبر مظاهرة شعبية فى التاريخ، نعم لابد أن تتكاتف كل تلك الملايين وتخرج إلى لجان الانتخابات، وتقول بأعلى صوت وبكل شجاعة نعم للمشير السيسى رئيسا لمصر، كما أطالب الجميع بعدم الاعتماد على أن نجاح السيسى مسألة محسومة ومضمونة، نظراً لأنه يتمتع بجماهيرية وشعبية تفوق الوصف، نعم فهو بالفعل يتمتع بهذا القدر الهائل من الجماهيرية، ولكن يجب أن نترجم تلك الشعبية بالأرقام، فخروج الملايين إلى صناديق الانتخابات ستكون مؤشرا مهما ورسالة غاية فى الأهمية، نقدمها للعالم الخارجى الذى يتربص بنا، ونقول له إن ما حدث فى 30 يونيو ولا يزال يحدث بمصر حتى الآن هو بالفعل إرادة شعبية نابعة من الشعب، ونابعة من الإيمان بمصر ونابعة من أن الناس وجدوا فيه الزعيم المنقذ، فالتفوا حوله وحرصوا على مساندته ومؤازرته، والوقف خلفه فى خطواته التى لا تستهدف سوى الخير لمصر ولمستقبل شعب مصر.
إن كنا نحب السيسى بالفعل من قلوبنا يجب ألا نتركه بمفرده فى الميدان، ويجب أن نشاركه فى كل خطوة يخطوها، وأن نكون بالنسبة له بمثابة الظهير السياسى والظهير الشعبى، بل الظهير الإنسانى أيضاً، فبدون شعب مخلص وشعب طيب لن يتمكن أى زعيم من تحقيق ما يحلم به الشعب، فمصر الآن وفى ظل هذه الحالة الاقتصادية السيئة تتطلب أن نترجم حبنا للرجل الذى اختارته الملايين ليحكم مصر وتلك الترجمة تتمثل فى أن نعمل جميعا وأن نجد ونجتهد بإخلاص بعيداً عن الشعارات، وبعيداً عن المزايدة، وبعيداً عما يعرف بالتوازنات الانتخابية.
السيسى مجرد فرد، والفرد لن يستطيع عمل المعجزات، ولكنه ومن خلال تكاتف الجميع بالعمل المخلص والجاد يمكن أن يصنع الكثير والكثير، فكلنا يمكن أن نسهم فى النهوض بمصر، وكلنا قادرون على تقديم شىء مفيد ونافع لمصر، وغير صحيح ما يردده البعض من أنهم يمتهنون مهناً بسيطة، وليست مؤثرة، وأنهم لا يملكون ما يمكن أن يسهموا به من أجل النهوض بالاقتصاد، فكل المهن يمكن أن يقوم أصحابها بالمساهمة فى البرنامج الإصلاحى للجهاز الإدارى للدولة، والذى يتبناه المشير السيسى، نعم كلنا قادرون على أن نسهم فى هذه المنظومة التى يمكن أن يعزف الجميع من خلالها سيمفونية رائعة وفائقة الجمال فى حب الوطن، بالوقوف معه جنبا إلى جنب فى حربه ضد الفساد والبيروقراطية. وهنا يحضرنى ما قاله المشير فى لقائه مع وفد رؤساء تحرير الصحف فقد قال: «سوف نأخذ إجراءات حاسمة مع مراكز الفساد، وقيمى ومبادئى لا تقبل اتفاقات أو مصالح مع أحد على حساب وطنى، ولكن يجب أن نستدعى الخير داخل نفوس الناس بدلا من استدعاء الشر، ويجب أن نتحمل مسؤولية وطننا بمنتهى الشرف والأمانة، وأنا بمفردى لن أتمكن من مواجهة التحديات العملاقة التى تعترض مصر، ولكن لابد أن يعمل معى الجميع وأولها وسائل الإعلام، وإلا سيحاسبنا التاريخ والإنسانية بطرقة قاسية جدا».
كلنا نعرف ما يحيطنا من أخطار، وكلنا نحلم بأن نعيش فى مستقبل أفضل، وغد مشرق، ولكن ليس بالأمنيات تتحقق الأحلام والمطالب، فبالعمل وحده يحقق المرء ما يريد، وبالعمل وحده يمكن أن نترجم رغبتنا الصادقة فى الالتفاف حول السيسى الذى أراه هو بالفعل رجل المرحلة، لأنه الشخص الوحيد القادر على أن يخرج مصر من عثرتها، وأن يصل بها إلى بر الأمان، وأن يعيد لمصر وزنها ومكانتها المحلية والإقليمية والعالمية، تلك المكانة التى اهتزت كثيرا خلال الفترة الماضية، بسبب «تفريط» جماعة الإخوان فى الكثير من الثوابت التى كانت ترتكز عليها سياسة مصر الخارجية، والتى كانت بمثابة خطوط حمراء فى تعاملات الدولة المصرية العريقة مع المجتمع الدولى.
لذا فإنه من أجل مصر ومستقبل الأجيال القادمة أكرر وأقول إن السيسى بمفرده لن يستطيع عمل ما نصبو إليه، فهو لا يمتلك عصا سحرية تجعله يصنع المعجزات، نحن بحبنا له، والتفافنا حوله بإخلاص، والعمل معه بجد نستطيع أن نجعله قادراً على صنع الكثير، والكثير من الإنجازات الكبيرة التى ربما تفوق بكثير «المعجزات».
إننى كمواطن مصرى أقول لكل المصريين: علينا جميعاً أن نبرهن عن حبنا للمشير بخطوات إيجابية وكفانا تجريحا فى بعضنا البعض، وكفانا خلافات، ولندع خلافاتنا الصغيرة جانباً، من أجل الوصول إلى الهدف الأكبر، وهو أمن واستقرار مصر، وأنا على يقين من أن السيسى ليس فى حاجة إلى مزايدة من أحد، فالملايين التى أحبته والتفت من حوله بتلقائية ستخرج إن شاء الله أيضا، لتقول نعم له رئيسا لمصر، بنفس تلك التلقائية التى لا تعرف سوى شىء واحد هو الحب للسيسى، الذى هو فى حقيقة الأمر على نفس قدر ما نحمله من حب لمصر.