زيارة البابا للإمارات تضيف حروفا جديدة لأبجدية العلاقات الاستراتيجية

السبت، 10 مايو 2014 05:33 م
زيارة البابا للإمارات تضيف حروفا جديدة لأبجدية العلاقات الاستراتيجية البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعثت الزيارة التى بدأها البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لدولة الإمارات العربية المتحدة أمس الجمعة، بحزمة من الرسائل تصب فى خانة تأصيل واستمرارية العلاقات الاستراتيجية بين الشقيقتين، خاصة فى ظل صمود موقف الإمارات قيادة وشعبا من الحراك المصرى الذى أسهم فى دعم مطالب الاستقرار والحرية، التى يسعى الشعب لتكريسها، والذى تجلى فى وقوفها بجانبه عقب ثورة 30 يونيو وموقفها التاريخى والمشرف خلال تلك الفترة.

وجاءت تلك الزيارة التاريخية بدعوة من الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات، فى مرحلة مفصلية تمر بها مصر مع اقتراب الاستحقاق الانتخابى الرئاسى، لتؤكد أهمية تفعيل عناصر القوة الناعمة التى تعتبر الكنيسة من أهمها، بما تمتلكه من تأثير روحى يمتد، ناشرا أواصر المحبة لكل من يقف بجانب الحق المصرى فى الحياة والاستقرار، وهو ما تجلى فى موقف دولة الإمارات فى مساندتها ووقوفها بجانب الشعب المصرى خلال الظروف الصعبة التى مر بها.

فيما يؤشر القداس الذى أقامه البابا تواضروس الثانى وهو أول قداس له فى دولة عربية، اليوم السبت، بكاتدرائية الأنبا أنطونيوس بأبو ظبى، إلى مكانة الإمارات الرفيعة لدى قداسته وما يحمله وكل المسيحيين المصريين من محبة وتقدير لدولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا، خاصة لما تمتلكه الإمارات من تاريخ طويل فى دعم الكنيسة المصرية على كافة الصعد.

ولا يذهب المراقب بعيدا إذا اعتبر تلك الزيارة علامة واضحة فى تاريخ العلاقات بين مصر والإمارات، فموقف الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات الراحل فى إقامة ودعم كاتدرائية الأنبا أنطونيوس بأبو ظبى، كان حدثا فارقا وموقفا تاريخيا قدم من خلاله الدليل العملى الصادق على سماحة الدين الإسلامى الحنيف، وأسس نموذجا إنسانيا ملهما يجب أن يحتذى فى قيم التسامح وقبول الآخر.

ولهذا السبب دشن البابا تواضروس زيارته للإمارات، وهى الأولى من نوعها إلى منطقة الخليج منذ توليه منصبه فى 2012، والزيارة الرعوية الأولى له لدولة عربية، بزيارة مسجد الشيخ زايد وضريحه، فى مدينة أبو ظبى، وهى سابقة تاريخية تدل على مكانة الزائر وصاحب المكان.

يصاحب البابا خلال الزيارة التى تستمر 5 أيام، وفد كنسى يضم الأنبا إبراهام مطران القدس، والأنبا إبرام أسقف الفيوم، والأنبا لوكاس أسقف أبنوب والفتح، والأنبا جوارحيوس أسقف مطاى، والقس أنجيلوس إسحق والقس أمونيوس عادل من سكرتارية قداسة البابا تواضروس، والشماس هانى نجيب.

وعلى الرغم من أن زيارة البابا تواضروس الثانى للإمارات، تؤكد ما أقرته تقارير المنظمات الدولية حول ما يتمتع به "غير المسلمين"، المقيمين فى كافة المناطق من حرية دينية واجتماعية، إلا أنها تحمل مدلولا خاصة يضيف حروفا جديدة لأبجديات العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وأبو ظبى.

حيث تؤكد توجهات القيادة بالإمارات أهمية أمن مصر واستقرارها، باعتباره الضمانة الأساسية للاستقرار فى سائر الأقطار العربية ومنطقة الشرق الأوسط،، وأن دعم مصر فى الظروف الراهنة التى تمر بها، هو واجب على كل عربى يعرف قدر مصر باعتبارها الشقيقة الكبرى للعرب جميعا.

والمراقب لتصريحات القيادة بالإمارات يمكن التأكد بجلاء، مدى دعم الإمارات الكامل لمصر وشعبها فى استكمال خارطة الطريق وإتمام الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المرتقبة، وفقا لإرادة الشعب المصرى وبما يحقق مصالحه، خاصة أن مصر بدأت تستعيد قوتها ووحدتها من خلال أبنائها المخلصين الحريصين على تقدمها وازدهارها.

واستطاع "الشيخ زايد مد جسور التعاون، وخلق علاقات قوية على المستويين الإقليمى والدولى، بما كان يحمله من رؤية خاصة لمصر مبنية على شراكة وعلاقة استراتيجية وتكامل اقتصادى على أسس سليمة بين الدولتين، وهو الأمر الذى دعم تكوين نواة تحول شامل فى المنطقة العربية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة