أكد الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، وجود عدة حقائق تتسبب فى عدم شعور المواطن المصرى حتى الآن بقيمة الأبحاث العلمية، ومخرجاتها وفى مقدمتها عدم وجود سياسات متكاملة تدعم المنظومة البحثية فى مصر تضمن تطبيق نتائج المشروعات البحثية على أرض الواقع واستمراريتها.
وأشار صقر - فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - إلى أنه يجب معرفة أن الاستثمار فى البحث العلمى هو استثمار طويل الآمد، وأنه على الرغم من دقة نتائجه ونجاحها إلا أن العائد من تلك المشروعات يظهر مردوده على الأقل بعد 6 سنوات مما يتسبب فى عزوف رجال الأعمال والمستثمرين عن الاستثمار فى البحث العلمى، مطالبا الدولة بضرورة تقديم التسهيلات ومجموعة من الحوافز التشجيعية التى تجعل المستثمر يقبل على هذا النوع من الاستثمار، وتأمينا للمخاطر التى قد يتعرض لها.
وأكد صقر أنه على الرغم من أن الأبحاث والدراسات العلمية فى مصر جزء كبير منها موجه للقطاع الزراعى نظرا لأن اقتصادها قائم على الزراعة، إلا أن المواطن المصرى مازال يعانى من مشكلة رغيف الخبز، موضحا أن تلك المشكلة ليست خاصة بالبحث العلمى فقط ولكنها تتطلب من الدولة مجموعة من السياسات لاستصلاح الأراضى، وزيادة المساحة المزروعة من القمح، وتطوير طرق جديدة فى صناعة الخبز بحيث لا يعتمد على محصول القمح فقط ولكن يتم إدخال محاصيل أخرى مهمة مثل الشعير والشوفان وهو ما يتم اتباعه فى دول العالم المختلفة.
وأوضح صقر أن البحث العلمى نجح فى القيام بدوره من رفع إنتاجية فدان القمح إلى 25 إردبا للفدان، وهو أعلى إنتاجية على مستوى العالم بالنسبة لوحدة المساحة فى مصر، وذلك من خلال الحملات القومية للقمح التى تبنتها الأكاديمية ونجحت فى استنباط وتطوير أصناف جديدة من القمح ذات إنتاجية عالية إلى جانب استخدام طرق وأساليب مبتكرة فى الزراعة لتقليل المياه المستخدمة ومقاومة الآفات.
وأضاف أن الأكاديمية بالتعاون مع وزارة الزراعة تتبنى مشروعا لتقليل المهدر من محصول القمح أثناء التخزين والحصاد باستخدام الصوامع الأفقية، وهى عبارة عن أنفاق بلاستيكية فوق سطح الأرض تصنع باستخدام نوعية معينة من البلاستيك المعامل يمكنه التحكم فى البيئة التخزينية للحبوب والتحكم فى نسب الغازات الموجودة داخل العبوة، والتى تعمل بدورها على توفير الظروف الملائمة لبقاء الحبوب المخزنة صالحة دون تلف خلال فترة التخزين بالإضافة إلى كونها مادة عازلة تماما للرطوبة ومياه الأمطار.
وأشار إلى أن القيمة الاقتصادية لاستخدام تلك الصوامع ستزيد السعة التخزينية بنسبة 38%، وتخفض تكلفة التخزين بمقدار 54% وتقلل الفاقد الكمى لعملية التخزين بما لا يقل عن 60% مقارنة بالطرق التقليدية المتبعة حاليا بالشون الترابية إلى جانب أنه يمكن التحكم فيها للحفاظ على محصول القمح من الإصابة بالحشرات، والعوامل الجوية المختلفة التى تؤثر على المحصول.
رئيس أكاديمية البحث العلمى يطالب الدولة بتوفير ضمانات استثمار بالقطاع
السبت، 10 مايو 2014 12:01 م