فى كل دول العالم يتفرغ الإعلام لمناقشة مشكلات مواطنيه ويبحث عن مشكلات ولا يكل ولا يمل من عرض المشكلات وتقديم حلول متعددة حتى أنه يصبح عاملا أساسيا لمساعدة الحكومات فى حل الأزمات أو إحراجها إن تقاعست بل والدعوة إلى تغييرها بعد فضحها.. أما لدينا فإن الإعلام يترك مشكلات المواطنين ويبحث عن قضايا تافهة يشغل بها الرأى العام.
نعم الحكومات المتقدمة تخشى إعلامها لأنه يدفعها دائما للأمام ولا يتركها تتراخى أو تهمل مشكلات الناس فهو يراقبها ويتابعها ويسلط أضواءه على مواطن الضعف والفساد فى أجهزة الدولة لتصويبها وما أكثر القضايا التى فضحتها الصحف والمجلات العالمية وتسبب هذا النشر فى تقديم حكومات لاستقالتها بل ومحاكمتها أحيانا.. أما فى الدول غير المتقدمة فإن الإعلام يبحث عن أى أزمة وإن كانت لا لازمة لها حيث يترك مشكلات الناس ويبحث إما عن فضيحة أو خناقة بين شخصين تافهين لينفخ فيها ويذهب باعين الناس بعيدا عن مشكلاتهم الأساسية.
ففى الوقت الذى يشكو فيه المواطنون من ارتفاع الأسعار وانقطاع الكهرباء وحوادث الطرق والسيول والأمطار نجد الأخبار الإعلامية تغوص بنا بين خلافات شخصين لا يعرفهما أكثر الناس أو يعرض ويعرض ويعرض لفضيحة المحلة الجنسية وبعدما يمل الناس منها يظل يبحث عن أخرى فيجد ضالته فى حادثة مشابهة فى البحيرة ضاربا بكل المثل والأخلاق بل وحتى السلام الاجتماعى عرض الحائط.
البعض يقول إن الحل فى تفعيل ميثاق الشرف الإعلامى وآخرون يقولون مللنا من هذا الميثاق الذى كلما كثر الحديث عنه كلما زادت المخالفات الإعلامية والمهنية.. لذلك ندعو عقلاء المهنة للبحث عن حلول قبل أن يتمزق المجتمع وتضيع معه هيبة الإعلام.
ضياء رشوان نقيب الصحفيين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة