"كل شىء قابل للتلاعب فى وزارة التعليم العالى، حيث أعلنت الوزراة عن فتح باب التقدم أمام أعضاء هيئة التدريس بالجامعات، لاختيار المستشارين والملحقين الثقافيين بدول العالم، ثم لا تمانع أن تخصص هذه المناصب للقيادات ورؤساء القطاعات المسئولين عن اعتماد الاختيار، وللحاشية المقربة، مثلها مثل المكافآت"
وتشهد الوزارة حاليًا هذه المخالفة، بموافقة ورضا الدكتور وائل الدجوى وزير التعليم العالى، فى إعلانات اختيار المستشارين والملحقين الثقافيين بـ9 دول هى "الصين ـــ ألمانيا ـــ المغرب ـــ النمسا ـــ الهند ـــ الولايات المتحدة الأمريكية ـــ روسيا الاتحادية ـــ ليبيا"، ففى شهر فبراير الماضى، أعلنت قطاع الشئون الثقافية والبعثات بوزارة التعليم العالى، عن فتح باب الترشح، حتى الأسبوع الأخير شهر مارس.
وبدأت المخالفات عندما قرر الدكتور محمد حمزة، رئيس قطاع التعليم والبعثات، الترشح لوظيفة مستشار ثقافى بأمريكا، ليكون "الخصم والحكم فى الوقت ذاته"، فالقطاع الذى يعمل تحت إمرة "حمزة"، واللجان التى تم تشكيلها تحت إشرافه، وتم إقرارها من قبل الوزير هى التى ستختار 3 أسماء مرشحين لهذا المنصب المهم.
كما تقدم الدكتور أحمد فرحات، رئيس قطاع وزير التعليم العالى، بأوراقه للترشح مستشار ثقافى لمصر فى دولة المغرب، وهو الرجل الثانى فى الوزارة، ورئيس قطاع التعليم.
ويبرر رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات موقفه، بأنه ليس عضوًا فى لجان الاختيار، ويتناسى أن لجان اختيار المستشارين الثقافيين والملحقين الثقافيين هو من يعرض تشكيلها، على الوزير الذى يصدر قرارا وزاريا بها، وبالفعل جاءت نتائج لجان الفحص فى صالح "حمزة"، حيث تم ترتيبه كأفضل مرشح ضمن 3 مرشحين بعد استبعاد أحد رؤساء الجامعات السابقين، ويعتمد الوزير الترشيحات رسميًا خلال أيام، كما جاء "فرحات" ضمن المرشحين للسفر للمغرب.
غير أن المتقدمين يرون أن وجود "حمزة" و"فرحات" فى منصبين من أهم 3 مناصب بوزارة التعليم العالى، لا يتفق مع قاعدة "تضارب المصالح" بما يتيح استخدام وسائل الضغط من قبل المسئولين، غير أن "فرحات" فى تصريحات خاصة يوضح أن قطاعه لا علاقة له نهائيا بقطاع البعثات.
الواقعة ليست الأولى، فى قطاع الشئون الثقافية والبعثات، وإنما تتكرر سنويا، ويحصل على فرص السفر مستشارين ثقافيين المقربين من الوزير ومسئولين قيادات بالوزارة، حيث تكررت من قبل عقب ثورة 25 يناير، إذ كرر الدكتور محمد جابر أبو على رئيس القطاع السابق "نفس التجربة" لكى يترك منصبه ويسافر مستشارا ثقافيا بالصين فى منتصف عام 2011.
ويبرر رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات لنفسه، هذه الواقعة، غير أن الدكتور محمد سمير حمزة، رئيس قطاع البعثات بوزارة التعليم العالى، يبرر ذلك بأنه تقدم بطلب رسمى للدكتور وائل الدجوى، وزير التعليم العالى والبحث العلمى بالاعتذار عن العمل، والمشاركة فى اللجان المشكلة لتقييم المتقدمين من الأساتذة لشغل منصب مستشار ثقافى بأمريكا.
وأوضح لـ"اليوم السابع" أنه تقدم لشغل الوظيفة بصفته أستاذ جامعى بكلية العلوم جامعه عين شمس، وعلى قوه العمل ومنتدب من الكلية لشغل وظيفة رئيس قطاع البعثات. مشيًرا إلى المسئول عن لجنة التقييم تم تكليفة من جانب وزير التعليم العالى، ويقوم باستدعاء من يساندونه فى اعمال لجنة التقييم، مضيفًا إلى أنه تم اختبارة بمعرفة اللجنة مع باقى المتقدمين دون تمييز.
من جانبه، قال الدكتور أحمد فرحات، رئيس قطاع مكتب الوزير بالتعليم العالى: "موقفى قانونى لأننى ببساطة ممكن أسيب الوزارة وأقدم، لأننا أساتذة جامعة ولا علاقة لنا باللجنة ولا الاختيار، وأى شخص بيمر على لجنة خماسية، ووجودى لا علاقة له بالإجراءات نهائيا، وقطاعى لا علاقة له بالشئون الثقافية نهائيا".
ويؤكد "فرحات"، أن الاختيار فيه شفافية مطلقة، وأن اللجنة هى التى تلتقى المرشحين لا يعرفها، وقال "تقدم 70 شخصا كنت من بينهم ويسرى على ما يسرى على الجميع وتدرس الأوراق، وبالتالى لا يوجد أى جرم، بساطة ممكن أمشى من الوزارة فى 24 ساعة والموضوع مفتوح لجميع أعضاء التدريس على مستوى الجمهورية والجميع يتقدم وتدرس أوراقه".
ننفرد بنشر تفاصيل تلاعب"التعليم العالى"فى اختيار المستشارين الثقافيين بأمريكا والمغرب وألمانيا..رئيس قطاع البعثات يرأس لجان الفحص ويقدم أوراق ترشحه لها..واللجنة تختاره أفضل مرشح للسفر للولايات المتحدة
الخميس، 01 مايو 2014 09:16 م