مارك زوكربرج يعقد مؤتمر F8"" قبل عيد ميلاده الثلاثين بأيام ويتحول مع فيس بوك إلى مرحلة النضوج.. المواقع تصف المؤتمر بالتاريخى.. ومارك يحاول جذب المطورين ودعم العمل فى تطبيقات الهاتف

أمام آلاف المطورين فى فيس بوك وقف بهدوء خلال مؤتمر الشركة الثالث f8، بدون بدله أنيقة، زوكربرج جمع حتى الآن وفقا لما نشرة موقع ماشابل مخزونه من الحياة والحب "زوجته، والفيسبوك، والعمل الخيرى" وأدرك أنه يريد جعل الفيسبوك مختلفا، وقال "هدفى لثقافة الفيس بوك هو بناء ثقافة من حب الناس الذين نخدمهم والتى تكون قوية أكثر من القراصنة فى فيسبوك" والقراصنة هو اللقب الذى يطلقه "مارك" على العاملين فى شبكته بدلا من الموظفين.

هذه الكلمات التى قالها "زوكربرج"، ومن المنتظر أن تكون كلمات تاريخية عقب سنوات حين يأتى الوقت لتقييم الشبكة الاجتماعية الأكبر عالميا، فهذه الكلمات وهذا المؤتمر هو نقطة تحول لزوكربيرج وفيس بوك، لأنه يعتبر بمعنى أصح اليوم الذى تأخذ فيه الشبكة خطوة نمو أو "نضوج" جديدة.

وقال "لانس ألنوف" رئيس مراسلين موقع ماشابل - المهتم بالشبكات الاجتماعية - أن ردود فعل زوكربرج لوصوله إلى العام الثلاثين لا تعتبر مفاجئة، فمعظم الناس ينعكس تحولهم من مرحلة الشباب إلى مرحلة البلوغ على أدائهم، ولكن مع ذلك، فإنه من الملاحظ زيادة المسئولية، والعقلانية على الكلمة الافتتاحية لf8 وعن كشف الخطة الجديدة لفيس بوك والتى استغرقت ساعة من الحديث المتواصل.

وقال زوركبيرج للجماهير خلال المؤتمر أن شعار فيس بوك هو "تحرك بسرعة.. وحطم الأشياء" سيتم استبداله بكلمة "تحرك بسرعة وأبقى مستقرا" وهى كلمات ليست جذابة جدا مثلما أكد ولكنها تعويذه مناسبة تماما لشركة ناضجة حريصة على بناء علاقات قوية مع آلاف المطورين والشركاء لمساعدتها فى خطوته الكبيرة المقبلة نحو التواصل الاجتماعى فى تطبيقات المحمول.

وكان الهدف الكبير خلال المؤتمر هو: بناء منصة مستقرة وقوية.

وجاء وعد زوكربرج أنهم لن يقدموا أى شىء أقل من المذهل، وأن تطبيق فيسبوك للمطورين سيقدم عامين من الضمان للاستقرار على واجهة برمجة التطبيقات وتسجيل الدخول فى فيس بوك، وذلك حتى يعمل فيس بوك على رفع مستوى تطبيقات مطورين الطرف الثالث والتى وعد أنه استعمل بشكل جيد، والتى تسمح لمطورين من خارج الشركة بالعمل على تطوير تطبيقات لها.

وأصدرت الشركة أيضا واجهة برمجة تطبيقات تتوافق بشكل أفضل، والأهم من ذلك أنه ستقضى خلال 48 ساعة على جميع الأخطاء الرئيسية، وهو ما يعتبر نقطة محورية رئيسية فى علاقة الفيس بوك بالعملاء والشركاء كشركة ناضجة.

ودار المؤتمر حول عرض مستوى الابتكار المرتفع فى فيس بوك فى التكنولوجيا المحمولة فى اليد لجذب المطورين نحو استراتيجيه فيس بوك الجديدة فى عالم تطوير تطبيقات الهواتف والذى يعتمد على ثلاثة مراحل "بناء.. نمو.. مكسب".

وحاول الخطاب إقناع المطورين بهذه لاستراتيجية، وقال زوكربرج بصراحة أنه منذ عامين كان فيس بوك هو التطبيق رقم 1 على متجر التطبيقات ورغم ذلك لم يجمعوا منه سنتا واحدا، والآن حسابات الهواتف المحمولة تأتى بـ 60% من عائدات فيس بوك، وهو ما جاء ردا على أحد الأسئلة المحورية للمطورين وهو "كيف أجنى مال من تطبيقات الموبايل؟".

كما أطلق فيسبوك منصة "Audience Network"، المصممة لحمل عبء تحديد الجماهير، وتتبع التقارير، وهى طريقة بسيطة جديدة ليتعامل فيس بوك كشريك أكبر وللقيام بمهام لن يتمكن شركائه من القيام بها وهى وسيلة أخرى ليقول "نحن شركاء جيدون، وموجودون لمساعدتك بنفس القدر الذى ستساعدنا به، ولذلك أنضم لنا فى عالم تطبيقات المحمول".

التحول الكبير الآخر كان فيما يتعلق بال"خصوصية".. فزوكربرج الشاب قال ذات مرة أن الخصوصية لم تعد "القاعدة الاجتماعية".. ولكن الآن الرجل الذى يقارب على الثلاثين بدأ فى رؤية شيء مختلف، وقرر السماح لتسجيل الدخول لمستخدمين كمجهولين ودون تعريف لأنفسهم عبر تطبيق موبايل يتصل بفيس بوك وهو ما يعد تحول كبير فى إستراتيجية الفيس بوك واستخدام الموقع عبر تطبيقات الهواتف وسطح المكتب، كما أنها علامة أكبر للناضج الذى يريد السيطرة على حياته ومعلوماته.

إدراك زوركبيرج وصل أيضا إلى إيمانه الواضح أن فيسبوك لن يتمكن من البقاء على القمة لعشرة سنوات قادمة بالاعتماد على نفسه فقط، فهو مازال يرغب فى النمو والابتكار، ولكن بدلا من افتراض وانتظار أن شركاءه سيعملون على تنفيذ أوامره ومساعدته فى النمو، يحاول فيسبوك الآن بنشاط مساعدتهم فى البناء، والنمو، وكسب الأموال.

مؤتمر f8 الذى عقد أمس الأربعاء وجاء بعد ثلاثة سنوات من آخر مؤتمر حمل نفس هذا الاسم، والذى دائما ما يشهد نقلات كبيرة فى عالم الفيس بوك، وكانت العلامة الفارقة التى سبقت المؤتمر هو وصول عدد المستخدمين النشطين للفيس بوك عبر الهواتف المحمولة إلى مليار شخص شهريا، وهى بالتأكيد نقله نوعية فى عالم الفيس بوك والذى يربط عدد كبير من المهتمين بالتكنولوجيا بقائه على القمة بإمكانية تحويله من موقع ضخم على الحواسب الشخصية إلى موقع محمول يمكنه التعامل فى عالم الهواتف الذكية والحواسب اللوحية الذى يعد ببساطة "عالم المستقبل".

ودائما ما أعتاد الفيس بوك تقديم عدد كبير من التغييرات على شكله وأدائه قبل هذا المؤتمر كنوع من تحفيز الجماهير للحظات التى سيذكرها التاريخ فيما بعد عن تاريخ الموقع الذى سيطر على العالم وحرك الثورات وغير حياة الشعوب فى كل مكان.