قال الدكتور محمد عبد الشافى أستاذ جراحة المسالك البولية والضعف الجنسى والعقم بطب الأزهر، إن القدماء المصريين أول من وصف الضعف الجنسى بـ"العنة" فى بردياتهم منذ أكثر من 2000 سنة قبل الميلاد.
وأضاف أنهم كانوا يعتقدون أن العامل الروحى قد يكون سببا فى الضعف الجنسى أو "العنة"، وجاء أبقراط أبو الطب بعدهم بمئات السنين، ليثبت أن الضعف الجنسى مرض يصيب الأغنياء فقط لكثرة ركوبهم الخيل، كما يعتقد، ولكنه لا يصيب الفقراء، لأن الفقراء كما ذكر يسافرون على أقدامهم لا على ظهور الخيل.
ولفت "عبد الشافى" إلى أن الفيلسوف اليونانى أرسطو كان يحمل فكرة مختلفة تماما، فكان يعتقد أن العضو الذكرى ينتصب نتيجة قوى روحية داخلية تجعل الهواء يتدفق إليه فينتصب، وظلت هذه النظرية مقبولة لدى الكثيرين حتى أتى العالم الإيطالى ليوناردو دافنشى سنة 1504 م، ولاحظ تدفق الدم بغزارة للعضو الذكرى وانتصابه فى الرجال أثناء تعليقهم لينفذ فيهم حكم الإعدام شنقا، ولكن نظرية دافنشى لم تلق رواجا حتى أتى الجراح الفرنسى أمبرواز باريه سنة 1858 وكتب بدقة عن التركيب التشريحى للعضو الذكرى وآلية الانتصاب وكيفية حدوث الضعف الجنسى.
وتوالت بعده العديد من الأبحاث فى توضيح آلية الانتصاب والضعف الجنسى، حتى تم فك العديد من الشفرات لتفسير بعض حالات الضعف الجنسى، والتى لم يكن لها سبب واضح، وكان من ثمرة الأبحاث التى قدمت فى تفسير الضعف الجنسى، أنه تم التوصل إلى وجود مادة كيمائية توجد فى النهايات العصبية الموجودة فى النسيج الكهفى للعضو الذكرى، وتسمى أكسيد النيتروز NO، والتى تعمل كناقل كيميائى يقوم بترجمة الأمر الذى يصل من الجهاز العصبى للأوعية الدموية الموجودة فى العضو الذكرى والنسيج الكهفى، فيعمل على ارتخائها وتدفق الدم إليها بغزارة فيحدث الانتصاب.
وأضاف "عبد الشافى" كان اكتشاف هذا الناقل العصبى أكسيد النيتروز الشرارة التى انطلق منها اكتشاف العديد من الأدوية التى تعالج ضعف الانتصاب مثل الفياجرا والسيالس والسنافى وغيرها من الأدوية التى فتحت باب أمل للكثير من المرضى، الذين يعانون من الضعف الجنسى، وكان يقف الطب أمامهم عاجزاً دون حل شاف أو ناجح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة