حتى وقت قريب كنا نتعامل ونعرف شخصية الأراجوز أنها تلك الشخصية التى كانت تدخل علينا حالة من البسمة والمرح والبهجة، وسط متاعب وهموم الحياة، وذلك بافتعال العديد من المواقف الساخره والكوميديا أو قيامه بتقليد شخصيات مشهورة أو معروفة بأسلوب يتميز بخفة الدم، ومحاولة خلق حالة من السرو.
وبالبحث فى أصل كلمة الأراجوز، نجد أنها كلمة تركية الأصل من شقين، "قره قوز" قرة بمعنى سوداء، وقوز بمعنى عين، وبذلك يصبح المعنى العام لكلمه قره قوز هو "ذو العين السوداء" وذلك للدلاله على سوداوية النظرة للحياة.
وبطبيعتنا كمصريين نالت شخصية الأراجوز قدرا من الإعجاب والقبول داخل المجتمع المصرى، وإذا حاولنا الدمج بين الأصل التركى للأراجوز من حيث سوداوية النظر للحياة وطبيعة البعض (حاليا) باللجوء إلى السخرية فى العديد من المواقف اليومية والسياسية، وتعدد الأهداف والأغراض من وراء ذلك.
قد يفسر البعض هذا بأننا يجب أن نأخذ الأمور ببساطة، ولا داع أن نرجع كل المواقف حتى الهزلى منها إلى نظرية المؤامرة دائما، وهو ما يدعيه بعض الأفراد.
ولكن بالله عليكم، هل مع كل ما تعيشه بلادنا هذا الأيام، ويحاك ضدها داخليا وخارجيا، لا يدعنا نذهب إلى تلك الفكرة، مع كم وبشاعة ما تتعرض له البلاد.
نعود مرة أخرى إلى الأراجوز أو "مهرج الملك"، ونجد الكثير فى وسطنا من مرتدى ماسك الأراجوز أو المهرج، وهو من يعوض بسخريته نقمة على المجتمع وأهدافه الخفية شخصيا أو مجتمعيا, وهى السخرية الممزوجة بنوع من التشفى، وتعويض قدر من النقص والتفاهة والسطحية، والمشاكل التى يعانى منها، فهو الباحث دائما عن دور، وهو التابع لمن يحركة، وهو من فى وجهك صديق، وفى غيابك يسخر منك بشدة، لأنه فارغ وأضعف من أن يواجهك مباشرة، وينقدك نقدا بناء أو موضوعيا. مع أننا لو بحثنا وتأملنا هذه النوعيات من البشر، لوجدنا أنها مليئة بالكثير مما يمكن نقدهم أو حتى السخريه منهم عليه.
وذلك من كم ما يعانون من عقد نفسية وإحساس بالدونية. وهو الباحث دائما عن الظهور حتى ولو على حساب التهكم والتقليل من شأن الآخر، وهو الصاعد دائما على اكتاف الآخرين، وعلى هدمهم وتفكيك مجهودهم.
نمت وتطورت تلك الشخصيات الإراجوزية مع ما تعرض له المجتمع المصرى من متغيرات عديدة مجتمعيا أحيانا وسياسية على الأكثر فى السنوات الأخيرة، واستغلال هؤلاء لحالة التخبط والتوهان التى أصابت الكثيرين.
ولكنى أكاد أجزم أن الذكاء الفطرى للشخصية المصرية بعد كل ما مرت به من تجارب قادرة على الفرز، والتقييم للجميع، فليس كل من يضحكنى صديق، وليس كل من يبكينى عدو، ويكسب أخيرا من يعرف الأراجوز ويعلم عليه.
أراجوز
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
تامر
فى الجون
مقال واقعى فى الجون
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed
حلو
عدد الردود 0
بواسطة:
نهى
معاك
معاك تماما واظن الشعب كله عرف مين الاراجوز
عدد الردود 0
بواسطة:
ع/عطاالله
العصر المغناطيسي
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل
صح
مفروض نعلم على كل اراجوز
عدد الردود 0
بواسطة:
جيهان
اكثر وضوحا
خليك اكثر وضوح وحدد انت تقصد مين
عدد الردود 0
بواسطة:
بسام
واضح