بعد أحداث أسوان بدأت الأمور تعود إلى طبيعتها وتسير بشكل طبيعى إثر المصالحة التى تمت بين قبيلتى الدابودية والهلالية برعاية شيخ الأزهر، وعلى الرغم من الجراح العميقة التى خلفتها الاشتباكات وسقوط القتلى من أبناء العائلتين خاصة أسر الضحايا الذين لقوا حتفهم فى الاشتباكات التى اندلعت بينهم بسبب عبارات مسيئة تطعن فى شرف العائلتين كتبها طلاب مدارس لا يتجاوز أعمارهم العشرين عامًا، لتحصد برك من الدماء ما بين رجال ونساء وأطفال أودت بحياة 26 قتيلاً وإصابة 50 آخرين، عاد للظهور مجددًا سرطان الخصومة الثأرية وبدأ يسرى فى جسد الدولة ضاربًا أركانها، مخلفًا وراء ظهره مزيدًا من الضحايا والمصابين فى عدد من محافظاتها، ما ينذر بكارثة قد تحل بالدولة وتفكك أوصالها.
فقد شهدت بداية الأسبوع الماضى إعادة حلقات الخصومة الثأرية بقرية العطيات مركز الصف التابع لمحافظة الجيزة، حينما نشبت مشاجرة بين عائلتى عليان وأبو عويس وتبادلت العائلتان الأعيرة النارية بسبب مشادة بين أطفال العائلتين, أدت إلى احتراق ثلاث منازل ومقتل مواطن وإصابة 7 أشخاص آخرين.
وفى المنوفية نجحت جلسات الصلح العرفية فى إنهاء خصومة ثأرية بين عائلتى الفيشاوى والمقيمى بمدينة سرس الليان, بعد أن قررت لجنة الحكماء التى تم تشكيلها دفع مبلغ مالى يسمى عرفيًا بـ"الدية" قدرها مليون جنيه لعائلة القتيل "محمد.ا" 53 سنة، مدير عام بقطاع الرى، وقد قام الطرفان بالتصالح وظهرت معالم الفرحة على جميع الحضور.
وفى البدرشين لقى عامل بناء يدعى "محمد.ى" مصرعه إثر خصومة ثأرية بالبدرشين، بعد أن تلقى 5 رصاصات، 2 فى البطن و2 فى الصدر وواحدة فى الرأس، وتبين أن الجثة لعامل بناء يدعى "محمد.ى" 45 سنة, ودلت تحريات اللواء مجدى عبد العال نائب مدير مباحث الجيزة، أن هناك خصومة ثأرية بين عائلتى القاتل والقتيل منذ 7 أشهر.
وفى سوهاج اشتعل الصراع بين عائلتى المناصرة والعمايرة بقرية الشيخ أمبادر بمركز دار السلام، بسبب خصومة ثأرية بين العائلتين، والتى نتج عنها إصابة 4 رجال وسيدة إثر ذلك قام أفراد عائلة العمايرة بالتجمع على الطريق بسبب تضررهم من إصابة ذويهم.
وفى أسيوط لم تكن الأحوال بأفضل حال فقد اشتعلت الاشتباكات بسبب خصومة ثأرية بين عائلتى "عبد الستار" وعائلة "دعبس" بقرية العزية بمركز منفلوط بمحافظة أسيوط, راح ضحيتها 2 وأصيب ثالث، خلال اشتباكات بالأسلحة النارية بسبب رفض الطرف الأول تعدية طريق للطرف الآخر إلى جوار المحجر الخاص بهم.
وقد صرح اللواء خالد عكاشة الخبير الأمنى لـ"اليوم السابع" عن الاحداث قائلاً: إن اتساع نطاق الصراعات القبلية الناتج عن مشاكل صغيرة فى الأساس تتسع تدريجيًا لتشكل دائرة متسعة تخلف وراءها عددًا كبيرًا من الخسائر والضحايا يؤدى بدوره إلى اتساع الفجوات الأمنية والضغط على أجهزة الدولة التى تحتاج للنظر فى أمور أكثر أهمية كالتهديدات الإرهابية التى تحيط بالدولة من كل جانب سواء منظمات خارجية "داعش" أو داخلية "أنصار بيت المقدس".
وفى حديثه عن ظاهرة انتشار الأسلحة والتى تستخدم فى تكدير الأمن العام وفى العمليات الإرهابية إلى جانب الخصومات الثائرية قال إنه يجب محاصرة ومكافحة انتشار السلاح غير الشرعى بسبب انتشاره بصورة كبيرة فى الفترة الأخيرة، موضحًا أن الأرقام الرسمية للدولة تشير إلى وجود نحو نصف مليون قطعة سلاح غير شرعية خلال الثلاث سنوات الأخيرة، ووجود مثل هذه الكميات الكبيرة يساعد على تنامى سلوك العنف فى المجتمع وزيادة معدلات الجريمة والصراعات، وإن لم تكافح بصورة جدية وتوضع على قائمة أولويات وزارة الداخلية سيدخل المجتمع فى نفق مظلم.
وعن خطة الداخلية لمواجهة أحداث العنف والخصومات الثائرية قال: "لا توجد خطة ثابتة للدخلية لمواجهة الصراعات القبلية بسبب اختلاف ظروف كل حادثة، ويتم تحديد خطة العمل من قبل القوات المتواجدة فى موقع الحدث حتى لا تكون الخطط مستهلكة وروتينة، ولكن يجب أن تكون مبنية على أسس الظروف المحيطة وطبيعة الاشتباكات الدائرة هناك".
سرطان الخصومة الثأرية يسرى فى جسد الدولة.. مشاجرات بالأسلحة الآلية فى الصف وأسيوط وسوهاج.. ومقتل عامل فى البدرشين تربص به قاتله للقصاص منه.. وجلسات الصلح العرفية تنجح فى إنهاء خصومة ثأرية بالمنوفية
الخميس، 01 مايو 2014 07:55 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة