نقلا عن اليومى..
السمع من الحواس الأساسية لدى الإنسان، فمع ضعف السمع يعجز الإنسان عن التواصل بشكل كامل مع من حوله، بالإضافة إلى أنه قد يصبح عرضة للإصابة بالعديد من الحوادث، بسبب عدم قدرته على سماع التحذيرات، ويحذر عدد من الأخصائيين وأطباء من تزايد أعداد المصابين بأمراض السمع التى تحدث نتيجة الإصابة بالالتهاب السحائى، الصفراء لحديث الولادة، وتشير الإحصائيات إلى أن أصحاب الإعاقة السمعية بمصر يتراوح من 3 إلى 5 ملايين شخص، بالإضافة إلى أن 3 من أصل ألف مصرى يولدون بإعاقات السمع، و10 من هؤلاء المرضى يحتاجون إلى إجراء عملية لزرع القوقعة، إلا أن ذلك يقف عند مرحلة الحلم الذى لا يتحول إلى الواقع بسبب ضعف التمويل اللازم لإجراء تلك الجراحة.
فى البداية، يقول الدكتور مختار بسيونى، أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بكلية طب الإسكندرية ورئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة، إن برنامج زراعة قوقعة الأذن بجامعة الإسكندرية من أنجح البرامج على مستوى الوطن العربى، مضيفا، أن البرنامج قام بعلاج حالات تتعدى 300 مريض، وتبدأ العلاج من خلال تشخيص الحالة عند إصابة المريض بضعف السمع، حيث يتم أولا استبعاد الإصابة بأى أضرار أخرى بالأذن، مثل وجود ارتشاح بطبلة الأذن، أو المعروف بين العامة «ماء على الطبلة»، حيث يتم علاجها أولا ثم يتم إجراء الجراحة مع فريق طبى متكامل به طبيب سمعيات وأخصائى جراحة وأخصائى تخاطب.
مضيفا، أن الصعوبات التى تواجه البرنامج هو ضعف الإمكانيات، حيث إن جهاز القوقعة مكلف جدا، على الرغم من أن قيمتها انخفضت من 200 ألف جنيه إلى 120 ألف جنيه، مشيرا إلى أن التأمين الصحى بدأ فى الآونة الأخيرة فى سداد جزء كبير من تكاليف العملية، إلا أن مصر لديها كثافة سكانية مرتفعة، وبالتالى هناك الكثير من حالات الإعاقة السمعية التى لا تدخل تحت نطاق التأمين الصحى، وبالتالى لا تستطيع تحمل هذه المبالغ الضخمة، إلا أن هذا المبلغ ليس ضخما لإنقاذ حياة إنسان وتحويله من شخص معاق إلى شخص سليم ومعافى، مشيرا إلى أهمية وضع قيود على الأطباء، الذين يجرون عملية زرع القوقعة، وإلى حسن اختيار المرضى وتجهيز المستشفيات لضمان زيادة معدلات نجاح عمليات زرع قوقعة الأذن.
وأوضح الدكتور أسامة صبحى، رئيس وحدة السمعيات بكلية طب جامعة الإسكندرية، أن دور طبيب السمعيات فى زراعة القوقعة ينقسم إلى ثلاثة محاور، المحور الأول، هو تشخيص وتحديد المريض الذى يحتاج إلى زراعة القوقعة، حيث يتم تحديد هذا بناء تشخيص إصابة المريض بضعف شديد بالسمع، مع استخدام السماعات لفترة لا تقل عن 6 شهور ولم يستفد منها، وأن يثبت بالدليل القاطع احتياج المريض إلى زرع قوقعة، أما عن المحور الثانى، وهو بعد التأكد من عدم وجود إصابة أو أضرار بالمخ كالإصابة بالصرع أو مشاكل بالمخ من خلال إجراء فحوصات طبية وأشعة قطعية على المخ، والتأكد من أن القوقعة سليمة تشريحا ويمكن إدخال الجزء الداخلى للقوقعة، وهنا يأتى دور طبيب السمعيات الذى يتأكد أن القوقعة بمكانها الصحيح. المحور الثالث، خاص بالبرمجة العملية، وتبدأ بعد حوالى من 5 إلى 7 أسابيع، حيث يكون جرح الجراحة قد التأم تماما، ويقوم طبيب السمعيات بعملية البرمجة الصوتية، حيث يقوم بإدخال بيانات ومعلومات إشارات سليمة إلى الجهاز، ثم يأتى دور جلسات التخاطب، حيث يتم تمرين المريض على كيفية النطق، فى البداية تكون الجلسات مكثفة، جلستان أسبوعيا، ثم يقل معدلها، حتى تصبح مرة واحدة سنويا، حيث يتم التأكد من سلامة الجهاز والمريض.
وأضاف تامر الشحات، مدير منطقة الشرق الأوسط لإحدى الشركات الرائدة فى صناعة قوقعة الأذن، إن زرع القوقعة لمريض واحد يتكلف حوالى 140000، بالإضافة إلى أن قطع غيار القوقعة الصغيرة تكلف مبالغ سنويا، بالإضافة إلى أن قطع الغيار أغلبها يكون فى السلك الموجود بالجهاز الخارجى الذى يوضع على الأذن، ويكلف من 1000 إلى 1500 جنيه سنويا حسب عمر المريض، وهو ليس فى متناول غالبية المرضى من المصريين، مضيفا أن المريض يحتاج إلى تغيير القوقعة كل من 10 إلى 15 عاما، مشيرا إلى أنهم يسعون إلى تطوير هذا المجال من خلال إجراء دورات تدريبية للأطباء على يد خبراء وأطباء أجانب، بالإضافة إلى رفع تأهيل الأهل للتعامل مع ذلك الجهاز ومع الأبناء.
ويقول الدكتور صديق عبد السلام، أستاذ الأذن والأنف والحنجرة بجامعة الإسكندرية، إن جهاز قوقعة الأذن، عبارة عن جهاز إلكترونى مكون من قطعتين، جزء يتم غرسة داخل الأذن، والجزء الآخر يتم وضعه على الأذن الخارجية، ويعمل ذلك الجهاز على تحويل الحوارات والصوت إلى ذبذبات، تصل إلى المخ الذى يستطيع ترجمة تلك الإشارات إلى اللغة والحديث مرة أخرى، مشيرا إلى أن تلك الجراحة كلما كان مبكرا كان أفضل. وأضاف الدكتور محمد طلعت، مدرس سمع واتزان بكلية طب إسكندرية، إن زراعة القوقعة يتم تشخيصها لمريض يعانى من ضعف سمع، من شديد إلى عميق، ويتم تحديد ذلك من خلال قياس درجة السمع لدى المريض، ثم يتم فى البداية استخدام السماعات العادية لفترة معينة من الزمن، إذا لم تؤد لنتيجة فعالة يتم الاستعانة بإجراء جراحة زراعة القوقعة، ثم بعد إجراء الجراحة يتم إجراء جلسات تأهيل للمريض لتعود على كيفية استخدام الجهاز، بالإضافة إلى التدرب على كيفية النطق، والتحدث بشكل سليم.
زراعة قوقعة.. حلم القضاء على الإعاقة السمعية..أطباء: معالجة أكثر من 300 مريض بجامعة الإسكندرية.. ونحتاج التمويل المادى
الخميس، 01 مايو 2014 10:25 ص
الدكتور اسامة صبحي
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة