وكشف البلاغ الذى تقدم به عدد من معلمى المدرسة، إلى النائب العام ضد مدير المدرسة، أن محمد العسال يتعمد إقحام الطلاب بالمدرسة فى العملية السياسية، متجاهلا الظروف التى تمر بها البلاد مما يضر بمصالحهم، وحمل البلاغ المؤرخ فى "27 من إبريل الماضى، وحصل "اليوم السابع" على نسخة منه، أن مدير المدرسة يقوم بتوزيع الكتاب من تأليفه بالمجان، على المعلمين وأولياء الأمور" متبنيًا، أفكار حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين من خلال الاستناد إلى كتب ومراجع تحمل أفكار الجماعة، حيث استند إلى كتاب للبنا، تحت عنوان "حسن البنا كما عرفته"، والإخوان المسلمون بين عهدين وقصة الإفساد الدينى.
وقد التقى "اليوم السابع" بـ" م أ" معلم بالمدرسة للوقوف على حقيقة الأمر، حيث أكد المعلم أن محمد فتحى العسال، مدير مدرسة، شغل المنصب مع بداية الفصل الدراسى الثانى فى ظروف غامضة، قادمًا من مدرسة العاشر من رمضان، حيث يعمل مدرس لغة عربية، موضحًا، أنه طبقًا للقانون فإن تغيير القيادات يكون مع بداية العام الدراسى أو فى حالة خروج مدير المدرسة على المعاش.
وأضاف المعلم، الذى طلب عدم ذكر اسمه كاملا، أن مدير المدرسة، بعد توليه المنصب احتال على أولياء الأمور لكسبهم فى صفه بمنحهم شهادات تقدير، أثناء طابور الصباح، نظرًا للطبيعة الجغرافية التى تقع فيها المدرسة، حيث إنها تقع فى منطقة المثلث بحلوان، وهى منطقة معزولة، كما أن سكانها يعانون الفقر والجوع والجهل، مشيرًا إلى أن العسال استغل جهل أولياء الأمور ومنحهم نسخة من كتابه للترويج له.
ولفت المعلم، أن منطقة المثلث، هى معقل الإخوان، حيث إنهم ينظمون مسراتهم ووقفاتهم بتلك المنطقة، مؤكدًا أنه أمر المعلمون بالمدرسة بتحضير جميع الطلاب ولا يتم تغييب أحد أثناء خروجه فى اليوم الدراسى، مشددًا على أنه كلفهم بذلك حتى يتم استغلال هؤلاء الطلاب فى مظاهرات الإخوان.
وأوضح المعلم، أن محمد العسال دائمًا الاعتراض على سياسات عمل الحكومة خاصة وزارة التربية والتعليم، ويدعى أنها سبب رئيسى فى الفوضى التى تمر بها البلاد والمدارس بصفة خاصة.
تضمن الكتاب ما يقرب من 290 صفحة، أشارت الصفحة الثانية منه بعد الغلاف، على بيانات الكتاب، واسم المؤلف، وختم شعار المدرسة، وتوقيع مديرها، تحث على الصلاة والصيام وعذاب القبر والجنة ونعيمها والنار، فى الصفحات الأولى من الكتاب، ثم تطرق إلى قصة سيدنا أيوب وسيدنا إسماعيل مع زوجته، ثم تتطرق المؤلف إلى الحديث عن المسجد الأقصى، قائلا: "إن اليهود احتلوا فلسطين بالقوة وما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة، حيث يحث على الجهاد مقتديًا بالخلفاء الراشدين عندما أعادوا القدس والمسجد الأقصى إلى لواء الدولة الإسلامية".
وتحدث الكتاب فى صفحته الـ71 بعد المائة عن سارة زوجة سيدنا إبراهيم علية السلام مع أحد ملوك مصر الطغاة، حسب وصفة، وكان هذا الملك كلما رأى امرأة جميلة لا يتركها، فخاف سيدنا إبراهيم على زوجته، بعد أن استدعاهم هذا الملك، فقال لها قولى: إنك أختى" وبرغم ذلك أصر الملك على الاعتداء عليها.
وأوضح العسال من خلال كتابه، أن الملك كلما رأى، امرأة جميلة لا يتركها، موضحًا أنه كلما حاول الاقتراب من سارة تجمدت يده فقال لها، ادع ربك أن يخلصنى من هذا، فدعت ربها فخلصه، فقال لوزيره إنك لم تأتنَ ببنى آدم وإنما أتيتنى بشيطان أخرجها من هنا، وأمر لها بعطاء وخادمة، وهى السيدة هاجر التى تزوجها نبى الله إبراهيم بعد ذلك.
ومن المثير للدهشة، أن الأوراق التى كتب بها المؤلف من أفضل الأوراق، التى يتم استخدامها فى المجلدات، وتم طبع الكتاب فى مطابع "آل عسال" وهى مطابع أسرته، وأيضًا فى الوقت الذى تم توزيعها بالمجانى، حسب ما أكده المعلمون.
واستنكر المعلم، أن يكون هو صاحب التأليف، مؤكدًا أن اجتماعاته التى تعقد بالمدرسة لا ترقى لأن يقوم بكتابة مثل هذا المؤلف، الذى احتوى على ما يقرب من 290 صفحة، كما اعتبر المعلم عدم إفصاحه عن ميزانية المدرسة مثير للتساؤل حول الميزانية، وأين يتم صرفها؟
ويستطرد المعلم قصة مدير المدرسة فيقول: إنه يقطن بالسيدة زينب، ثم استئجر شقة قريبة من المدرسة يمكث فيها من الأحد إلى الخميس من كل أسبوع، حتى يستطيع بث أفكاره والسيطرة على أهالى المنطقة وضمهم إلى مظاهرات الإخوان، مؤكدًا أنه تعمد تخفيض نسبة النجاح بالفصل الدراسى الأول، حيث وصلت إلى 10% لطلاب الشهادة الإعدادية و40% لباقى التلاميذ، حتى يستطيع بامتحانات الفصل الدراسى الثانى أن يوصل نسبة نجاحهم إلى 100%.
وأكد المعلم، أن الإدارة على علم بما يقوم به محمد العسال، مشيرًا إلى أن موجه عام اللغة العربية بالإدارة أخذت نسخة من كتابه ولم يتم اتخاذ أى إجراء حياله.
وأضاف المعلم أنه تم إبلاغ الوزارة بالواقعة، وبما تم من إجراءات، موضحًا أنها أرسلت لجنة من المتابعة للتحقيق فى الواقعة، الاثنين الماضى، ولم يتم اتخاذ أى إجراءات، مشيرًا إلى أن اللجنة أخذت نسخة من الكتاب لعرضه على الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم، تمهيدًا للتحقيق فى الواقعة.




