اللوحات التى علقت على حوائط مدرسة عين جالوت فى منطقة الأنصارى الشرقى بمدينة حلب بسوريا كانت تنتظر اصطفاف كل طفل من فنانى المعرض كلن أمام لوحته، لاتخاذ صورة تذكارية على ما بناه الصغار من أحلام أمل وتحدى بلوحاتهم بمواجهة الأوضاع البائسة التى تعيشها سوريا من قتل وحصار ودمار.
وخلال عشرين دقيقة هى المسافة الفاصلة بين قذيفتين من الطيران الحربى السورى لم تكتمل الصورة ولا المشهد المعد فى مخيلة هؤلاء الأطفال الطامحين، حيث ناح الغراب مثلما يرد فى قصص الأطفال غير المبهجة ليلقى بغارتين جويتين على المدرسة لتتحول كاميرات التصوير من توثيق البهجة المأمولة والأمل الصغير إلى تصوير أشلاء أكثر من 25 طفل ولوحات ملطخة بالدماء.
المشافى الميدانية التى زارها مراسل القدس العربى وثقت مقتل 25 طفلاً ومدرستين وأستاذ، كما شاهد المراسل إصابات وذكر أحد المسعفين أنه شاهد عشر إصابات، على الأقل، قد بترت أطرافها.
هؤلاء الأطفال الذين تراوحت أعمارهم من العشر سنوات وأقل حملوا لوحاتهم معهم إلى السماء وتركوا دماءهم الموثقة إعلاميًا شاهدة على جريمة مؤكدة، تنص اتفاقيات جنيف فى البروتوكول الأول - الفقرة رقم 51 (2) - على ضرورة عدم تعريض المدنيين للهجوم العسكرى وعلى منع التهديد والعنف والإرهاب تجاههم خلال النزاعات المسلحة، حتى وإن كان الهجوم العسكرى قانونياً، كما وتقول الاتفاقيات بتجريم من يقوم بتلك الأعمال كائناً من كان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة