يعتبر الفتق السرى من الحالات المرضية الشائعة لدى الأطفال والبالغين، وتعتبر عملية إصلاح الفتق السرى من أشيع العمليات التى تجرى فى اختصاص الجراحة العامة، وهى تعتبر من العمليات الصغرى والبسيطة التى تجرى يومياً، فقد تبرز السرة (Navel / umbilicus) إلى الخارج لدى الكثير من الأطفال عند البكاء، وهذه هى علامة كلاسيكية على فتق السرة (Umbilical hernia)، وهى حالة شائعة جدا، لكنها ليست خطيرة فى معظم الحالات.
ويقول الدكتور محمد مدنى محمد زميل كلية الجراحين الملكية، إن الفتق السرى يحدث عندما يبرز، أو ينتفخ جزء من الأمعاء من خلال منطقة ضعيفة فى عضلة البطن، وهو حالة شائعة جدا بين الأطفال الرضع، لكنه موجود أيضا لدى البالغين، وفى معظم الحالات، يغلق فتق السرة من تلقاء نفسه حتى سن السنة، إلا أن الشفاء يحتاج إلى فترة أطول فى نحو 10% من الحالات، ففى الحالات التى لا يختفى فيها فتق السرة تلقائيا حتى سن 4 سنوات، أو عندما يظهر فى سن متقدمة، فمن الضرورى تصحيحه بواسطة عملية جراحية, لمنع حدوث مضاعفات.
ويشير "مدنى" إلى أن الفتق (يخلق) انتفاخا طفيفا، أو نتوءا لينا بالقرب من السرة، ويتراوح قطر النتوء، عادة، بين سنتيمتر واحد وخمسة سنتيمترات، ومن الممكن مشاهدة الفتق السرى عند الرضع أثناء البكاء أو بذل مجهود، وقد يختفى النتوء عندما يهدأ الطفل, أو عندما يستلقى على ظهره، ولا يسبب الفتق ألما عند الأطفال، عادة، أما الفتق السرى الذى يظهر لدى البالغين فقد يسبب شعورا بعدم الارتياح فى البطن.
ويضيف دكتور محمد، أن الحبل السرى (Umbilical cord) يمر خلال فترة الحمل، من خلال فتحة صغيرة فى عضلة بطن الطفل، وتنغلق هذه الفتحة عادة قبل الولادة، لكن عندما لا تلتقى (تلتحم) العضلات بشكل تام وكامل فى خط الوسط، تنشأ منطقة ضعيفة فى جدار البطن، يمكن أن تسبب الفتق السرى عند الولادة، أو فى وقت لاحق من الحياة، أما عند البالغين، فقد يؤدى الضغط الشديد فى منطقة البطن إلى الفتق السرى.
ويوضح زميل كلية الجراحين الملكية، أن العوامل التى قد تسبب الضغط الشديد فى منطقة البطن عند البالغين، هى السمنة (Obesity)، ورفع الأحمال الثقيلة، والسعال الشديد، وتعدد حالات الحمل عند السيدات، وكثرة السوائل فى البطن (الاستسقاء - Ascites)، وإجمالا، يشكل الفتق حالة شائعة جدا بين الأطفال، وخاصة بين الرضع منخفضى الوزن عند الولادة، وقد يحدث الفتق السرى لدى الفتيان والفتيات، على حد سواء.
ويبين "مدنى" أن مضاعفات الفتق السرى عند الأطفال نادرة، وفى الحالات النادرة، قد تبقى أنسجة البطن محصورة فى الخارج وتفشل فى الاندفاع، مجددا، إلى داخل تجويف البطن، ونتيجة لذلك، ينخفض تزويد الدم إلى الجزء المحصور, مما قد يسبب ألما فى السرة وضررا للأنسجة، ويعتبر انحصار الأنسجة وانسداد الأمعاء أكثر شيوعا بين البالغين، وغالبا ما تستدعى إجراء عملية جراحية عاجلة للفتق، من أجل معالجة هذه المضاعفات.
ويقول د.محمد: فى معظم الحالات، ينغلق فتق السرة تلقائيا حتى سن سنة واحدة. وفى بعض الحالات، يمكن أن يقوم الطبيب بدفع النتوء وإعادته إلى داخل البطن، خلال الفحص الجسمانى.
ويؤكد "مدنى" أنه يتم اللجوء إلى إجراء الجراحة للأطفال فقط فى الحالات التى يكون فيها فتق السرة كبيرا ويسبب الألم، أو فى حالة ازدياد حجم الفتق بعد سن عام أو عامين، وعدم اختفاء الفتق بعد سن الرابعة، وانحصار النتوء أو تسببه فى انسداد الأمعاء، أما بالنسبة للكبار، فيوصى باعتماد الجراحة بشكل عام لتجنب المضاعفات، وخاصة فى الحالات التى يزداد فيها حجم الفتق، أو يسبب الألم، وخلال الجراحة، يتم فتح شق صغير فى قاعدة السرة، ثم يتم إعادة الأنسجة الناتئة إلى داخل تجويف البطن، ومن ثم خياطة الشق وإغلاقه، ويمكن لمعظم الناس العودة إلى بيوتهم بعد ساعات قليلة من إجراء الجراحة، ثم العودة إلى مزاولة الحياة العادية فى غضون أسبوعين حتى أربعة أسابيع، حيث من المستبعد أن يعود الفتق إلى الظهور مرة أخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة