بداية، وقبل أى كلام عن الفيلم، أنوه بأن منتج هذا الفيلم هو أحمد السبكى وليس محمد السبكى منتج فيلم حلاوة روح، حيث إن العامة والخاصة غالبا ما يخلطون بين الاثنين ويتعاملون مع اسم عائلة السبكى ككيان واحد، بينما هما اثنان كانا يعملان معا ثم انشطرا لشركتين منفصلتين وإن ظلت بعض ملامح الأخوة الفنية والعائلية تجمعهما، هذه مجرد معلومة ليس لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالفيلم لكنها للتنويه.
يُعرض فيلم سالم أبو أخته فى موسم يكاد تخلو له دور العرض كفيلم مصرى وحيد بين أفلام أمريكية كثيرة، حيث لا يُعرض إلا فيلمان قديمان نسبياً، وهما لامؤاخذة وفتاة المصنع، أما حلاوة روح فقد هبت عليه رياح المنع، ولذا صارت الساحة شبه خالية لفيلم واحد جديد.
الفيلم كتب له السيناريو والحوار محمد سمير مبروك، وهو نفسه الذى كتب فيلمى عبده موته والقشاش، وفى فيلمه الجديد يستمر مبروك فى نفس عوالم الفيلمين السابقين له، حيث يحكى عن عالم الباعة المتجولين، فسالم بائع ملابس متجول يربى أخته وفتاة أخرى نظن كمشاهدين أنها أخته الصغرى، ولكن نفهم بصعوبة أنها ابنة معلمه السابق الذى مات وورثته زوجة شابة يبدو أنها طردت ابنته، وأقول يبدو، لأن هذا تكهنى الشخصى وليس له من إشارة فى الفيلم، ويقع هذا البائع بين كراهية صاحبة المحل المواجه له التى كانت حبيبته فى يوم ما وبين ضابط على علاقة بها يضعه فى مرمى انتقامه الدائم ويكبس عليه بحملة كل عدة أيام ويأخذ بضاعته، وكما تحكى الأحداث فالضابط شخص فاسد متزوج من ابنة رجل مهم تذله دون سبب واضح لنا، كما تفاصيل أخرى فى السيناريو حول شخصيات أخرى كأخت سالم التى نفهم ضمنا أنها كانت متزوجة أو مخطوبة لشاب مات تعيش على ذكراه، وتتطور الأحداث فى دائرة انتقام الضابط من سالم ثم انتقام سالم من الضابط حتى تنتهى بقتل الضابط لأخت سالم فى ليلة فرحها ثم قتل الضابط وشريكته على يد سالم، ثم تنتهى الأحداث فى قاعة المحكمة بمرافعة من سالم بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن كل البائعين المهمشين، ويدافع عنه ضابط سابق فى محاولة من كاتب السيناريو لخلق توازن بين نظرة المشاهد للشرطة التى تقول إن فيها الصالح والطالح.
هذه هى قصة الفيلم الذى كان يمكن أن يكون فيلما جيدا جدا لولا التحابيش التى أخذت من موضوع الفيلم الرئيسى ومن وقت الأحداث، والتحابيش هى راقصة، ورقصة، وأغنية هنا وهناك، ومطرب شعبى، وجلسة حشيش، وتحرش، وفرح شعبى، والاعتراض على هذه التحابيش نابع من أنها محشورة حشرا داخل السيناريو، بل إنها ظلمته، فحين نجد البطل محمد رجب يصعد للمسرح ويغنى ويرقص هو وأخته وحبيبته نتساءل: لماذا؟ وحين أبو أخته يرتاد «كباريه» ويرتبط براقصة هى ذاتها التى تحيى أفراحهم نتساءل: لماذا؟ وحين نشارك الشخصيات جلسات أنس الحشيش ربما لن نسأل لماذا؟ لأننا كمشاهدين نعرف أنها فرصة لنلتقط إفيها هنا وإفيها هناك، ويضحك البعض منا.
بيئة المهمشين والمقهورين فى هذا البلد بيئة غنية بالدراما والتناقض، ولست من هؤلاء الذين يريدون الشاشة قصورا وفيلات وحمامات سباحة، ولكن أغلب من يصنعون أفلاما تتناول حياة البؤساء صاروا نمطيين، فلا يمكن أن يخلو فيلم من أفلامهم من رقصة وأغنية وفرح وجلسة حشيش وتحرش يجعلوننا نضحك منه، وهى جريمة يجب ألا توضع أبدا فى سياق كوميدى وكأنها عادى وطبيعى ومعلش.
مخرج الفيلم محمد حمدى لم يستطع أن يقدم عملا إبداعيا فى مجاله، فقد كان أيضا محكوما بالتحابيش، وبالتالى فقد خرج فيلمه، كما تخرج كل تلك النوعية من السينما، غراما، وانتقاما، ورقصة، ودمعة، رغم أنه كان يملك فرصة أضاعها.
بطل الفيلم محمد رجب استطاع أن يستوعب الشخصية وأداها بمهارة، وأضفى عليها روحا مختلفة عن أدواره السابقة، حورية فرغلى موهبة أخاف عليها الاحتراق من الارتباط بنوعية واحدة من الأدوار، أيتن عامر دور لا يضيف ولا ينقص منها، محمد الشقنقيرى أضاف لنفسه مساحة سينمائية يفتقدها، ريم البارودى كان بأدائها كثير من التحابيش، مثل الفيلم، بلا داع.
سالم أبو أخته كان من الممكن أن يكون فيلما جيدا لولا كثرة التحابيش التى تفسد الطعام كما تفسد السينما فيصبحان junk food أو junk movies!
عدد الردود 0
بواسطة:
علاء الدين
ياخسارة على فن الزمن الجميل
عدد الردود 0
بواسطة:
gigi
رجاء من عائلة "السبكي".......حاولوا المشاركة في بناء المجتمع المصري
عدد الردود 0
بواسطة:
hazem
مبقاش في ذوق و لا فن
عدد الردود 0
بواسطة:
ragab
الفيلم جميل اوى
بتشوة صورة الفيلم لة عاوز افهم