دعا وزير الثقافة الفلسطينى، الدكتور أنور أبو عيشة، الدول العربية بما فيها مصر إلى زيارة الأراضى الفلسطينية لكى يدركوا حقيقة الحياة تحت الاحتلال ويتقاسموا هذه المعاناة مع الشعب الفلسطينى للنضال من أجل القضية الفلسطينية.
وقال أبو عيشة، فى مقابلة مع مراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط برام الله، إن الزيارة الأخيرة التى قام بها إلى مصر للقاء رؤساء الاتحادات النقابية المصرية كانت تهدف إلى توصيل رسالة مهمة مفادها ألا يجوز أن يتم مقاطعة المواطن الفلسطينى، لأنه تحت احتلال.
وأضاف "رسالتنا هى ألا تعاملوا السجين والسجان على نفس المستوى أو بنفس النظرة، فالمواطن الفلسطينى بحاجة إلى أن يشعر بوجود العالم العربى بجانبه وأنه لا ينسى فلسطين".
وتابع "الآن كل الفلسطينيين يعيشون فى حالة من الإذلال الاحتلالى، وأنا أريد من أى مواطن عربى أن يتقاسم هذه المعاناة، لكى يكون ذلك دافعا له حتى يناضل أكثر معنا فى بلده من أجل القضية الفلسطينية ويعلن عن الحالة التى نعيشها".
وذكر مثال على ذلك ما حدث بالحرم الإبراهيمى (فى الخليل) من تقسيم، فأصبح قسم منه كنيس، قائلا "عندما ترى بعينيك هذا المشهد ستكون أكثر قدرة على نشر هذه الرسالة إلى الرأى العام العربى والإسلامى والنضال معنا".
وأضاف "فى الزيارة الأخيرة إلى مصر، اتفقنا مع أهل الثقافة المصرية على أن نواصل الحوار مع الأشقاء الذين يعتبرون بأن زيارة فلسطين تعد تطبيعا، اتفقنا أن نتواصل معهم لإقناعهم بأن ذلك ليس تطبيعا وإنما التطبيع شىء آخر ولا نوافق عليه، كذلك للتوضيح بأن زيارة الأقصى شىء مهم وليس معناه زيارة إسرائيل".
كما أكد استمرار التعاون المصرى الفلسطينى فى المجال الثقافى، مشيرا إلى زيارته الأخرى إلى مصر والتى قام بها فى آخر يناير لحضور معرض القاهرة الدولى للكتاب، وقال "كانت لنا مشاركة ثقافية كبيرة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب واليوم جاء دور مصر، الحاضرة فى ثقافتنا الفلسطينية، لتشارك فى معرض فلسطين الدولى التاسع للكتاب، المقرر يوم 10 الشهر الجارى".
وأعرب أبو عيشة عن سعادته البالغة لحضور معرض القاهرة الدولى للكتاب، مضيفا "عند لقائى بالمثقفين والأدباء المصريين والعرب وجهت لهم دعوة لزيارة فلسطين لنتقاسم معرفة حقيقية للحياة تحت الاحتلال لأننا بحاجة إلى كل الجهود العربية والإسلامية وأصدقاء العدالة والسلام فى هذا العالم".
كما أشاد بتنظيم معرض الكتاب والحوارات الثقافية والنقاشات التى أقيمت على هامش المعرض وبرؤية أرض المعارض المخصصة والمزودة بكل الإمكانيات لتخدم الشعب المصرى بشكل كبير.
وحول معرض فلسطين الدولى التاسع للكتاب، المقرر عقده فى العاشر من الشهر الجارى فى بلدية البيرة فى رام الله، أوضح د.أبو عيشة أن المعرض الذى تمتد فعالياته حتى العشرين من الشهر الحالى يهدف إلى تشجيع الصغار والكبار على القراءة والى إعادة الاعتبار للكتاب الذى تراجعت شعبيته بين عامة الناس".
وأكد أبو عيشة أن المعرض يعيد الاعتبار للثقافة الفلسطينية، ويعزز حق الشعب الفلسطينى فى الاطلاع على المطبوعات والإصدارات الجديدة، وخاصة المراجع العلمية بالنسبة لطلبة العلم، ويساهم بدوره فى تعزيز وتشجيع صناعة الكتب المحلية، والإقبال على القراءة، خاصة من قبل طلبة المدارس والجامعات.
يقام معرض فلسطين للكتاب هذا العام تحت عنوان "دولة فلسطين .. القرار والإصرار"، ويكشف د.أبو عيشة عن مغزى اختيار هذا العنوان، قائلا "نضالنا السياسى واضح، ويجب أن نكون لسان حال أهل الثقافة الفلسطينية ولسان حال المواطن الفلسطينى بشكل عام، وحاليا منظمة التحرير الفلسطينية تخوض معارك تفاوضية وباسم الشعب الفلسطينى، لذا أردنا أن نوضح موقف أهل الثقافة ورجل الشارع الداعم لمنظمة التحرير الفلسطينية فى هذه المعارك التفاوضية".
وتابع "قررنا أن يكون الحل عادلا، قررنا الوصول إلى دولة فلسطينية ومصرين على ذلك، وإصرارنا منذ أن وجدت منظمة التحرير الفلسطينية والى الأبد سنصرعلى حقوق الشعب الفلسطينى التى أقرها القانون الدولى"، وأضاف "إن هذا العنوان رسالة أخرى موجهة للعالم بأن هناك التحام بين الشعب الفلسطينى والقيادة الفلسطينية".
وفيما يتعلق بشعار الدورة التاسعة لمعرض الكتاب، أوضح وزير الثقافة الفلسطينى أن شعار "نقرأ، نعرف، نبنى، نحيا" يعكس رغبة الشعب الفلسطينى فى حياة روحية فى القراءة وفى زيادة المعارف.
وسلط الضوء على زيادة عدد دور النشر المشاركة فى المعرض هذا العام مقارنة بالدورات الماضية، ودعوة دولة عربية شقيقة لتكون ضيف شرف وهى المغرب مما يعد "توثيق للاواصر الاخوية بين الدول العربية".
وفى هذا الشأن، أشار د.أبو عيشة إلى التعاون الفلسطينى العربى، وذكر الأسبوع الثقافى الفلسطينى فى تونس واعتبره "من أحلى الظواهر الأخوية الفلسطينية التونسية".
وقال "فى كل الدول العربية نشعر "بأخوة" واضحة وتضامن بلا حدود وأهل الثقافة فى كل الدول العربية تلاحموا معنا فى نضالنا الثقافى من أجل التوعية بحقوق الشعب الفلسطينى".
وأكد أن الاحتلال يفعل كل ما بوسعه من أجل إفراغ هذه الأرض من سكانها الفلسطينيين، وعلاقتنا الأخوية والنضالية فى كل المجالات مع أشقاءنا العرب ساعدتنا على الثبات والصمود فى مواجهة الاحتلال.
وفيما يتعلق بدور وزارة الثقافة الفلسطينية محليا، أكد د. أبوعيشة أن دور الوزارة يكمن فى تشجيع أهل الثقافة على الإنتاج، مثالا تشجيع الفنان التشكيلى الفلسطينى لإقامة معرض أو المشاركة فى تجمعات فنية، كذلك وصول منابر الثقافة والعلم للجميع.
ونوه إلى فعاليات الوزارة وأنشطتها كالسينما المتحركة، للذهاب إلى المناطق النائية التى لا يوجد بها كهرباء على سبيل المثال، بالإضافة إلى تشجيع الجمعيات التى لديها مشروعات طموحة مثل المكتبات المتنقلة التى تذهب إلى المناطق النائية وتوزع القصص على الأطفال.
كما أكد دعم الوزارة فى خدمة كل الشعب عامة وأهل الثقافة بشكل خاص، من خلال تقديم كافة أشكال الدعم المعنوى فى الأساس والمادى، مشيراً فى الوقت ذاته إلى صعوبات تعوق عمل الوزارة وهى بطبيعة الحال معوقات لها علاقة بالاحتلال الإسرائيلى، سواء على مستوى التنقل، على مستوى تنظيم نشاطات أو إحضار وفود، كذلك الأزمة المالية صعبة للغاية فى الوطن الفلسطينى، مثلما أضاف د.أبو عيشة، بالإضافة إلى مشكلة فى التواصل مع كل المثقفين الفلسطينيين من خارج الوطن.
كما سلط الضوء على كل المبادرات الشبابية التى تنطلق فى الأراضى الفلسطينية، واصفا إياها بـ"المبادرات المهمة والقيمة لمواصلة النضال".
وخلص إلى القول "هناك ما يقرب من ثلاثة ملايين فلسطينى فى الضفة الغربية، وفى غزة تقريبا هناك أكثر من 700 ألف فلسطينى، دخلوا السجون الإسرائيلية منذ عام 1967 حتى الآن.. هذا الرقم يؤكد حقيقة: لا يوجد شاب أو امرأة أو مسن إلا ويعلم بأن خلاصه الوحيد لا يمكن أن يتم إلا بإنهاء الاحتلال وبالتالى هذه المبادرات السلمية الشبابية تهدف إلى ذلك، وكل أبناء الشعب الفلسطينى مهما كانت انتماءاتهم أو توجههم إلا ويعلمون بأن أهم وسيلة مقاومة ضد الاحتلال هى الصمود على الأرض فى الوطن ونحن صامدون".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة