فى مفاجأة لم تكن متوقعه، قد تصب فى مصلحه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المرشح لولاية رابعة اعترف بشير فريك كان والياً فى ولايات جيجل (شرقى الجزائر) ووهران (غربى الجزائر)، وذلك فى برنامج تلفزيونى لقناة "الشروق" المحلية، بتورط الحكومة فى تزوير الانتخابات الرئاسية عام 1995 والتى فاز بها الرئيس الأسبق ليامين زروال، وكذا الانتخابات البرلمانية التى جرت عامى 1991 و1997.
ويمثل هذا الاعتراف من وجهة نظر مراقبين تدعيما لموقف بوتفليقة، حيث يوحى الاعتراف بأن الرئيس الجزائرى فاز فى 3 دورات انتخابية دون تزوير.
وقال بشير فريك، إن رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش كلف الولاة بالتصرف فى نتيجة الانتخابات التشريعية عام 1991، واعتبر الوالى السابق أن ذلك كان دعوة صريحة للتزوير، وأضاف الوالى بشير فريك أن "الولاة والهيئات الإدارية قاموا بكل شىء من أجل فوز الرئيس السابق ليامين زروال إلى سدة الحكم سنة 1995".
وأوضح فريك أن الولاة تلقوا خلال تلك الانتخابات تعليمات وأوامر رسمية لمساعدة المرشحين رئيس السابق لحزب التجديد الجزائرى نور الدين بوكروح، ورئيس السابق لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية سعيد سعدي، على جمع التوقيعات وتمكينهم من المشاركة فى السباق الانتخابي، وأكد الوالى السابق الذى سُجن لفترة بسبب اتهامات وجّهت إليه بالتورّط فى قضايا فساد، أن "مدير ديوان الرئاسة ورئيس الحكومة السابق أحمد أويحيى طلب منى أثناء الاستفتاء على الدستور سنة 1996 خفض نسبة المشاركة".
وكشف نفس المصدر أن "الولاة تلقوا أوامر واضحة بتزوير الانتخابات التشريعية عام 1997 لصالح التجمع الوطنى الديمقراطى، وقال: "فى ولاية وهران حيث كنت والياً حصلت حركة مجتمع السلم على 10 مقاعد فى البرلمان من مجموع 14 مقعداً خاصة بالولاية، لكننا خصمنا منها 5 مقاعد ومنحناها للتجمع".
وشكل البرلمان عام 1997 لجان تحقيق فى تزوير الانتخابات، انتهت إلى صياغة تقرير يعرض على البرلمان، وأضاف الوالى السابق بشير فريك أن "رئيس الحكومة الأسبق والمرشح الحالى للانتخابات الرئاسية على بن فليس اتصل بى عندما كنت والياً على ولاية عنابة (شرقى الجزائر)، وطلب منى المساعدة لفوز الرئيس بوتفليقة بانتخابات الرئاسة عام 1999".
وكان بن فليس حينها مديراً لحملة المرشح عبد العزيز بوتفليقة، قبل أن يعينه مديراً لديوانه برئاسة الجهورية، وقال الوالى السابق إن "الحكومة كانت تقنع الولاة والمسؤولين بأن تزوير الانتخابات حينها مصلحة وطنية يقتضيها صالح البلاد".
وعلى جانب آخر، منع ناشطون فى تنظيم مدنى جديد عقد تجمع انتخابى للمترشح على بن فليس فى مدينة مشدالة بولاية البويرة 120 كيلومتراً شرقى العاصمة الجزائرية، واقتحم الناشطون فى حركة مدنية جديدة تدعى "انبدل"، ومنعوا المواطنين وكوادر حملة بن فليس وممثله جمال بن عبد السلام الذى يرأس حزب "الجزائر الجديدة" من تنظيم النشاط الانتخابى.
وقال الناشطون الذين كانوا يرفعون شعارات تطالب بالتغيير السياسى ورفض الانتخابات الرئاسية، إنهم سيمنعون كل المترشحين من تنظيم تجمعاتهم الانتخابية، وفى مدينة باتنة (شرقى الجزائر) ألغى التجمّع الشعبى الانتخابى الذى كان مقرراً أن يحضره الأمين العام للحركة الشعبية الجزائرية وزير الصناعة عمارة بن يونس، لصالح المترشح عبدالعزيز بوتفليقة، خوفاً من حدوث مواجهات بين مؤيدى بوتفليقة والرافضين لترشحه لولاية رئاسية رابعة.
وتزامناً مع ذلك أيضاً، ألغى رئيس حزب تجمّع أمل الجزائر وزير النقل عمار غول تجمعاً انتخابياً لصالح الرئيس بوتفليقة، كان مقرراً تنظيمه بمدينة بريكة بولاية باتنة لأسباب أمنية، خوفاً من حدوث اضطرابات فى المدينة، بسبب تهديد حركة "أحرار الأوراس" وعدد من نشطاء فى المجتمع المدنى بمنع هذا التجمع.
ويأتى إلغاء هذين التجمّعين الانتخابيين لصالح بوتفليقة على خلفية غضب شعبى فى مدينة باتنة ومنطقة الأوراس عموماً، ذات الغالبية من السكان الأمازيغ، من نكتة ثقيلة أطلقها مدير حملة الرئيس بوتفليقة رئيس الحكومة السابق عبدالمالك سلال، اعتبرها الأمازيغ مسيئة بحقهم.
وكان عبد المالك سلال، مدير حملة الرئيس بوتفليقة، تعرض السبت الماضى إلى مضايقات فى مدينة بجاية من قبل محتجين من الأمازيغ، دفعته إلى إلغاء تجمعه الانتخابى، وأعقبته مواجهات بين الشرطة ومحتجين أحرقوا جزءاً من دار الثقافة بالمدينة.
مفاجأة قد تصب فى مصلحة المعركة الانتخابية للرئيس الجزائرى بو تفليقة.. مسئول سابق يكشف تزوير الانتخابات لصالح ليامين زروال عام 1995.. وغاضبون يمنعون مؤتمرا انتخابيا لـ"بن فليس" ويرهبون أنصاره
الأربعاء، 09 أبريل 2014 05:33 م