أكدت كريستا كيورو، وزيرة التعليم والعلوم الفنلندية- التى تتصدر بلادها فى السنوات الأخيرة قمة الدول صاحبة أفضل وأنجح نظام تعليم فى العالم- أن فنلندا مستعدة فى الوقت الراهن لتصدير نموذجها التعليمى لدول العالم، ومن بينها مصر، والدول الراغبة فى إعادة هيكلة نظامها التعليمى.
وقالت وزيرة التعليم الفنلندية- خلال لقائها اليوم بوفد صحفى عالمى- يضم صحفيين من سبع دول تسعى لإعادة هيكلة نظامها التعليمى، وهى مصر والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والهند وروسيا وأوكرانيا وتركيا- إننا مستعدون للتعاون مع مصر وتبادل الخبرات معها فى مجال التعليم، وأن يتم بحث أوجه التعاون الممكنة.
وأضافت إنه من الممكن أن تنشئ فنلندا- فى ضوء تحركها لتصدير نموذجها التعليمى للعالم- مدارس فنلندية فى العديد من الدول من بينها مصر، وقالت "إن لدى فنلندا آمالا كبيرة فى ضوء تبوؤها المركز الأول وفق الدراسات التى يجريها البرنامج الدولى للتقييم الطلابى "بيسا" الممول من منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، من حيث نظام التعليم وبخاصة تدريس مادة الرياضيات والقراءة والعلوم.
وأشارت كريستا كيورو إلى أن التعليم فى فنلندا له الأولوية دائما، ولا يتأثر بالسياسة، ولا يخضع مساره للتغيرات السياسية فهناك إجماع وطنى على ذلك، وشددت على أن أحد أهم عناصر نجاح تجربة فنلندا فى التعليم هو نظام متكامل أساسه مبدأ المجانية والمساواة الحقيقية فى فرص التعليم بحيث يكون لدى جميع أطفال البلاد فرص تعليم متساوية بغض النظر عن الفوارق الاقتصادية والاجتماعية بين أسرهم فالتعليم بالمجان فى كل المدارس والتعليم الالزامى الأساسى يمتد حتى سن ١٦ عاما. وفى الوقت نفسه يمتد مبدأ المساواة للمدارس أيضا حيث لا يوجد ترتيب بين المدارس حفاظا على أن يكون مستواها متقاربا فى وقت يتعين فيه للعمل فى وظيفة مدرس وهى وظيفة يحصل صاحبها على راتب مرتفع ان يكون حاصلا على شهادة ماجستير.
وأوضحت أن فنلندا لا تعرف نظام الامتحانات الوطنية فى كل مدارس الدولة طوال سنوات الدراسة، وقالت "إن هدف فنلندا هو أن يصبح كل مواطنيها يملكون أسس المعرفة والعلم ويواكبون العصر، وأن تكون لديهم مهارات تمكنهم من تحقيق معدلات نمو اقتصادى كبيرة.
كما أوضحت أن فنلندا بصدد تدشين تعاون فى مجال التعليم مع دولة ايستونيا المجاورة التى حقق تلاميذها معدلات تفوق مبهرة فى مجال الرياضيات، مؤكدة أن فنلندا سوف تصدر نموذجها فى التعليم بكل فخر للعالم.
ونوهت بأن بلادها تدرس بعد تقييم التجارب المتفوقة المنافسة فى دول جنوب شرق آسيا إجراء تعديلات تشريعية مهمة فى مجال التعليم، خاصة فى مجال التعليم الرقمى كأداة لتعليم الأطفال، والذى تتفوق فيه بعض الدول الآسيوية، وذلك بعدما قامت الجهات المعنية فى فنلندا بدراسات عميقة تفصيلية لإيجاد حلول لبعض المشكلات.
وأضافت "أن الدراسات أشارت لمشكلة أخرى أصبحت موجودة فى دول أخرى متقدمة تتعلق بعدم وجود دافع لدى التلاميذ للدراسة وإظهار تنافسيتهم، وهو خلل حديث يتعين معالجته بشكل عاجل".
وأكدت أنه يجب أن يظل الطلبة دائما شغوفين للتعلم والدراسة، مؤكدة أن فنلندا بسكانها الذين يناهز عددهم خمسة ملايين ونصف المليون تقف على مفترق طرق للحفاظ على تفوقها التعليمى، والحفاظ على تفوق تلاميذها خاصة فى الرياضيات والعلوم.
فنلندا تعتزم تصدير نموذجها التعليمى الأفضل فى العالم لمصر
الأربعاء، 09 أبريل 2014 08:26 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة