صحيفة روسية: قضية الغاز بين موسكو وكييف فى طريقها للتأزم بشكل كبير

ذكرت صحيفة (كوميرسانت) الروسية فى عددها الصادر اليوم الأربعاء أن العلاقات بين روسيا وأوكرانيا فى مجال الغاز فى طريقها إلى التأزم بشكل كبير..لافتة إلى أن كييف لم تسدد الديون المتراكمة عليها لقاء الغاز الروسى الذى استلمته فى مارس الماضى وأخذت تهدد بوقف عبور الغاز الروسى إلى أوروبا عبر أراضيها بسبب قيام الجانب الروسى برفع سعر الغاز المصدر لها.

وتشير الصحيفة الروسية إلى أن المفوضية الأوروبية بدأت فعليا مناقشة العواقب المحتملة لأى اضطراب وخلل فى توريد الغاز إلى أوروبا، موضحة أن كل الأطراف أخذت تستعد لتكرار سيناريو العام 2009، عندما توقف توريد الغاز الروسى إلى أوروبا عبر أوكرانيا لمدة أسبوعين.

وذكرت الصحيفة أن الرئيس فلاديمير بوتين سيجتمع اليوم الأربعاء مع أعضاء الحكومة الروسية لمناقشة الوضع الاستثنائى فى التعاون الاقتصادى مع أوكرانيا.

وفى حديث له مع الصحيفة لم يستبعد مصدر حكومى روسى أن يتم خلال هذا اجتماع بحث موضوع وقف توريد الغاز الروسى إلى أوكرانيا. ورجح ذلك أيضا مصدر آخر للصحيفة قائلا "إنه لا يستبعد وقوع ذلك، لافتا إلى أن الاحتمالات كثيرة ومن بينها عدم وقف التوريد فورا، والإيعاز لشركة (غازبروم) بالنظر فى موضوع نقل العمل مع شركة (نفط غاز أوكرانيا) إلى نظام التسديد المسبق عن الغاز الروسى اعتبارا من 1 مايو المقبل".

وتشير (كوميرسانت) إلى أن اللجوء إلى هذا الخيار لن يمثل مفاجأة للجانب الأوكرانى، لافتة إلى أن القائم بأعمال وزير الطاقة الأوكرانى يورى برودان هدد أمس الثلاثاء بأنه إذا أقدم الجانب الروسى على تقليص الغاز المخصص لأوكرانيا، فستقوم الأخيرة بسحب الغاز المخصص للمستهلكين الأوروبيين.

ونقلت الصحيفة عن جوناثان ستيرن الرئيس المناوب للمجلس الاستشارى لشئون الغاز بين روسيا والاتحاد الأوروبى، قوله "إنه حتى إذا خفضت روسيا كميات الغاز المصدر إلى أوكرانيا، فإن الأخيرة ستواصل على الأغلب تمرير الغاز إلى أوروبا لأنها تأمل فى الحصول على قروض من الاتحاد الأوروبى وصندوق النقد الدولى لاستخدامها فى تسديد ديون الغاز". ولكن جوناثان لا يستبعد أن تسحب أوكرانيا الغاز الروسى من الكميات المخصصة للدول الأوروبية فى حال عدم حصولها على القروض المذكورة.