أكد رياض المالكى، وزير خارجية فلسطين، أن المفاوضات بين الجانب الفلسطينى والإسرائيلى برعاية أمريكية لم يتم تجميدها كما يزعم البعض، بدليل أنه على الرغم من توقيع فلسطين على 15 اتفاقية ومعاهدة دولية، إلا أن المفاوضات لا تزال سارية منوها إلى أن الجانب الفلسطينى لدية التزام باستمرار المفاوضات منذ البداية وحتى النهاية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقدته الأمانة العامة بجامعة الدول العربية بعد انتهاء الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب اليوم، الأربعاء، والذى جاء بناء على دعوة الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن لإطلاع مجلس الوزراء على التطورات السلبية التى طرأت على المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية خاصة بعد رفض الثانية الإفراج على الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيون.
وأوضح أن هناك محاولات إسرائيلية وأمريكية لتمديد هذه المفاوضات بعد 29 أبريل ولكن هذه قضية مختلفة، وبالتالى نحن نحاول أن تلتزم إسرائيل بتعهداتها معنا ومنها الإفراج عن الدفعة الأربعة من الأسرى الفلسطينيين قبل انتهاء مدة المفاوضات فى نهاية شهر أبريل الجارى.
وأكد أنه لا يوجد حل إلا من خلال المفاوضات ونحن متمسكون بذلك وهناك رعاية أمريكية لهذه العملية التفاوضية التى تعبر من خلالها على الرغبة الدولية، ونحن كفلسطينيين لا نريد تعطيل المفاوضات ونستطيع أن نجزم أن هذه الجهود ستظل مستمرة على الأقل من طرفنا لإمكانية إيجاد أى مخرج للعملية التفاوضية.
وأشار المالكى أن بالطبع إسرائيل غير جادة فى إنهاء المفاوضات بشكل يضمن حلا عادلا للقضية الفلسطينية، ولكن الإدارة الفلسطينية تعمل على إجبار وإلزام إسرائيل على حل القضية الفلسطينية وإنهاء معاناة الشعب الفلسطينى.
وفى جوابه على سؤال يشكك فى اهتمام الجانب الأمريكى بحل القضية الفلسطينية وإنهاء النزاع مع فلسطين، قال المالكى، كل المؤشرات تقول إن الولايات المتحدة جادة فى مساعيها لحل القضية الفلسطينية متسائلا: "ما الداعى من وراء اهتمام وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى لإيجاد مخارج وحلول لهذه القضية؟"، وتابع "كيرى التقى الرئيس الفلسطينى أبو مازن 39 مرة خلال 8 أشهر متسائلا: ما الذى يجبر كيرى على هذه التحركات لو أنها تبحث عن أمن إسرائيل فقط!؟
من جهته، أكد الدكتور نبيل العربى، الأمين العام لجامعة الدول العربية أن إسرائيل غير جادة فى مسألة إحلال السلام بينها وإسرائيل، ولكن لا بد من إيجاد وسيلة لإجبار إسرائيل على الالتزام بحل القضية الفلسطينية. لافتا إلى أن حديث وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى فى مجلس الشيوخ الأمريكى أمس بإلقاء اللوم على إسرائيل فى تعطيل المفاوضات أمر هام جدا وتغيير صريح فى الموقف الأمريكى، قائلا: لا شك أن الإدارة الأمريكية برئاسة باراك أوباما وزير خارجيته جون كيرى تسعى لحل القضية الفلسطينية وهذا هو المطلوب.
وتابع الأمين العام: الولايات المتحدة ملتزمة بالمفاوضات، حيث إنها تعهدت فى وقت سابق بإنهاء تلك المفاوضات بشكل منصف وعادل للجانبين الفلسطينى والإسرائيلى. لافتا إلى أن الولايات المتحدة فى إمكانها بذل جهد وضغط أكبر على إسرائيل حتى ينتهى النزاع بين الطرفين.
وفى ردة على سؤال بأن أمريكا تساوم الجانب الفلسطينى الآن على الاستمرار فى التفاوض مقابل الانسحاب من المعاهدات التى وقعتها، أكد الدكتور العربى أن الجانب الأمريكى لم يتطرق لهذا النوع من التفاوض، مشيرا إلى أن أمريكا ترى أن خطوة فلسطين فى الاتجاه نحو الانضمام لمنظمات الأمم المتحدة خطوة أحادية، وتابع: هذا التصور غير صحيح وأن هذا هو حق السلطة الفلسطينية بحكم انضمامها لمنظمة الأمم المتحدة.
من جهة أخرى، أكد الوزير المالكى مرة أخرى على أهمية الدور الأمريكى فى هذه المفاوضات قائلا: نحن نؤمن بأنه لا بديل عن المفاوضات لإنهاء النزاع، مشيرا إلى أنه فى حال انسحبت الولايات المتحدة من هذه المفاوضات فلن يكون هناك قوة دولية أخرى تستطيع أن تلعب دور أمريكا فى هذه المفاوضات.
"خارجية" فلسطين: إسرائيل غير جادة فى إنهاء المفاوضات ونحاول إجبارها على الالتزام.. وأمريكا تحاول إيجاد حلول للقضية ولو انسحبت لن نجد بديلا عنها.. "العربى": تغيير إيجابى فى الإدارة الأمريكية لحل القضية
الأربعاء، 09 أبريل 2014 06:56 م