أميرة غريب تكتب: أبى .. أين أنت؟

الأربعاء، 09 أبريل 2014 12:21 م
أميرة غريب تكتب: أبى .. أين أنت؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتزاحم الكلمات فى مقدمة رأسى، فلا أستطيع انتقاء الأرحج منها والأصلح لوصف شعور كهذا الشعور.. إنها فاجعة كبرى وارتطام غليظ فى عتمة الظلام.. إنها أول الخيبات الإنسانية وآخرها، وأنه الفقدان الأعظم فى حياة كل إنسان.

قاس جدا ذلك اليتم الذى ينتزعنا من النور إلى الظلام، ومن الإمان إلى الحرمان.. لا شك أن الاقتراب من اليتيم ذلك الفاقد والمفقود ينتقل بنا لإحساس مختلف.. إحساس مؤلم فحياته دوما ممتلئة باللا حياة.. وكلامه ممزوج بالألم والرغبة فى الصمت.

ومع كل تلك المعاناة وقسوة الفقدان والحرمان اللتين يتربعان فى قلب اليتيم، يأتى يوم اليتيم ليتوج هذا الظلام الداخلى.. ليعلن بكل بساطة احتفالا بفقد أبويه احتفالا يجعل منه إنسان مشفقا عليه، فيتذكر أنه وحيد ويتذكر أنه مختلف عن كل أطفال العالم الذين يأتون من كل مكان كى يشهدوا عليه يتمة، ويقروا معاناته وآلامه فى الحياة..

فهو فى نظرهم ونظر العالم طفلا يستدعى الشفقة، فينتقل من داره إلى دور النعيم.. التى لا تأتى إليه سوى فى أحلامه.. مدارس لغات، حفلات، أندية ... الخ.

كيف لنا أن نجعل اهتمامنا به يومًا وحدا.. يومًا يذكره بما حرم منه.. وبما سلبه الله منه وكيف نجعل فى قلبه كل تلك المقارنات والشعور بالنقص والانتقاص، وكأنه أداة وليس إنسانا.. يوم يشعرنا فقط كم نحن رائعون وكرماء! نحتفل به ونشفق عليه من أجل إرضاء أنفسنا وليس من أجله هو.

فلو نظرنا إلى أعماق قلبه، وشعرنا به شعورًا حقيقيًا لانتفى الأمر من بدايته، وتأكدنا أن لليتيم حقا فى كل يوم وليس يوما واحدا للاحتفال بمعاناته وتذكرته بحرمانه.. أنا ضد يوم اليتيم قلبًا وقالبًا.. مضمونًا وهدفًا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة