السبت:
لماذا لا تكون هناك مبادرة لهدنة لتهدئة الأجواء ونبذ العنف وكل أنواع الاحتجاجات إلى أن يأتى الرئيس القادم الذى يكون فى مقدروه اتخاذ قرارات مصيرية شجاعة ومختلفة.
فليس فى مقدور أحد الآن اتخاذ أى قرار من أى نوع يتعلق بسياسات الوطن ومستقبله وتوجهاته.
فالرئيس الحالى مؤقت.. ولا يوجد برلمان، والحكومة تحاول أن تظل فى إطار تسيير الأعمال وعبور المرحلة حتى لا تسقط الدولة، والإعلام يخلق حالة من التوهان والتخبط ولا يحدد أو يفصح أى معالم للطريق وتحول إلى نوع غريب من إعلام «الوصاية» الذى يريد أن يفرض رؤيته وقناعاته على الجميع دون موضوعية أو حيادية ومهنية فى العرض والتحليل والبحث عن الحقيقة.
والإخوان يريدونها نارًا تحرق كل شىء، وليس مهما أن يسقط كل يوم ضحايا جدد من مدنيين وعسكريين وأن يصبح الدم المصرى رخيصاً ومستباحاً فى معركة خاسرة لن تجلب لهم إلا المزيد من العزلة والرفض.
ولصالحهم.. لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولكى يكون هناك مساحة لإمكانية النظر إلى المستقبل وتجاوز الماضى فإن عليهم أن يكونوا الداعين إلى مبادرة للتهدئة إلى أن يأتى الرئيس القادم لنرى ما الذى يمكن أن يفعله فى قضايا الماضى والحاضر والمستقبل.. وكيف يمكن أن يعالج ويداوى جرح الوطن بأن يكون رئيساً لكل المصريين.
الأحد:
ويخطئ من يعتقد أن العنف والدم قد يعيقان إجراء الانتخابات الرئاسية والمضى قدماً فى خارطة الطريق سواء بمؤاتمرات من الداخل أو من الخارج. فالحديث عن قدرة الإخوان فى تنفيذ مخطط الفوضى فى مصر يمنح الإخوان قوة لا تتناسب مع قدراتهم وإمكانياتهم الحقيقية.
فما يحدث من تفجيرات واغتيالات واحتجاجات وراءه قوى خارجية منظمة ومدربة اخترقت حدودنا ولا يمكن الاستهانة بها وبما يمكن أن تفعله.
وهذا يستدعى أسلوباً مختلفاً فى التعامل الأمنى، وفكراً جديداً فى ملاحقة الإرهاب ودعماً بلا حدود للأمن ورجالاته فى هذه المرحلة، وعزيمة وإرادة شعبية على تعمل المزيد من التضحيات للمضى قدماً للأمام دون أن تتعطل عجلة الحياة ودون الاستجابة لأجندة الإرهاب فى إغلاق الجامعات على سبيل المثال أو التردد فى اتخاذ القرارات.
الاثنين:
والمعركة الأهم.. هى المعركة الإعلامية، فالخطاب الإعلامى الحالى فاشل بكل المعايير، فكلنا نشترك فى جريمة التشويش على الوطن، وإضاعة ملامح ومعالم الطريق.
فهو إعلام يقتصر على التحريض أو النفاق أو البحث عن مصالح خاصة وبطولات زائفة،والكل فى ذلك يرقص ويغنى على أجساد الآخرين، وتشويه تاريخهم وسمعتهم ووجودهم بما يدفع كل الخبرات والكفاءات والشرفاء إلى الابتعاد عن المشاركة والعطاء احتراماً لأنفسهم وتجنباً للاغتيال المعنوى وتدمير حياتهم وإيذاء أسرهم وأقاربهم.
الثلاثاء:
ويتحدث البعض عن إمكانية وضع مثياق شرف إعلامى لوقف هذا التسيب والانفلات، ولكى يكون هناك معايير أخلاقية يلتزم بها الجميع. وهو حديث فيه الكثير من الأمنيات، لكنه يخلو من الواقع والإدراك.
فما يحدث حالياً هو نوع من «الردح» والسباب فى معارك يدور أغلبها بنى النخبة من المثقفين الذين كرسوا إمكانياتهم لتحطيم بعضهم البعض، والذين أصبحوا يعتقدون أنهم فوق القانون وفوق كل السلطات.
ولا يمكن إيقاف هذا التجاوزات بميثاق شرف أخلاقى، فالضوابط يجب أن تكون نابعة من ضمير الإعلامى وإلتزامه الحرفى والمهنى وفى إطار القانون الذى يعمل فى مواده وعقوباته ما يمكن أن ينظم ويحمى حقوق الجميع.
ولكنها العدالة البطيئة التى تشجع على التجاوز والانفلات، فالمحاكم تتعامل مع قضايا النشر والتشويه بتهاون ودون إهتمام كبير، ولا تصدر أحكاماً رادعة فى ذلك، وهو ما يؤدى إلى أن يكون اللجوء إلى ساحة القضاء نوعاً من إهدار الوقت والمال انتظاراً للعدالة التى قد لا تأتى أبداً.
وهو ما يدعونا إلى المطالبة بمحاكم خاصة للنظر فى قضايا الإعلام لتفعيل وتطبيق القانون القادر على وقف الفوضى الإعلامية التى تنعكس سلباً على منظومة المجتمع وتوجهاته.
الأربعاء:
وإذا كانت إحدى الراقصات قد واتتها الجرأة فاقتحمت ساحة الإعلام بفضائية تليفزيونية رديئة المستوى والمضمون وتتباهى أيضاً بأنها تستحق جائزة نوبل فى «قلة الأدب» فإن هذه علامة أخرى على إنحدار رهيب على نوعية من يتحكمون فى الإعلام الآن.. فلم تعد معايير الشرف والفضيلة ذات قيمة، ولم تعد ورقة التوت أيضاً ضرورية!
الخميس:
ومادمنا نتحدث عن «الأدب» و«قلة الأدب» فإن التحرش الجنسى فى القاهرة لا يقارن بما أصبح يحدث فى المحافظات الآن، وإسألوا طالبات الثانوية والجامعات اللاتى يضطرهن حظهن العاثر إلى ركوب القطارات والميكروباصات و«التوك توك»!
إنهن يسمعن ما لا يمكن تخيله من ألفاظ ويتعرضن لمواقف تدفع الكثير من العائلات إلى منعهن من الخروج والتوقف عن التعلم والتعليم وقبول أول طارق على الباب للزواج!
الجمعة:
ومجرد سؤال أخير.. هل هناك أحزاب سياسية قائمة فعلاً.. وهل هى موجودة فى الشارع.. وهل فى مقدورها أن تخوض الانتخابات البرلمانية.. وأن تنافس الإخوان والحزب الوطنى وكلاهما منحل ومستبعد..!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة