هانى عبد الستار كشك يكتب: مذكرات حضرتك

الثلاثاء، 08 أبريل 2014 06:11 ص
هانى عبد الستار كشك يكتب: مذكرات حضرتك صورة أرشيفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تفضل.. هذه ورقة وهذا قلم.. حاول أن تكتب مذكراتك.. لا ترفض التجربة ولكن أكتب كل ما تشعر به ودون تفكير فالصدق لا يحتاج إلى ترتيب وستجد الأحداث تأتى هكذا دون أن تستدعيها كخيط تجذبه فلا يقاومك.. قد تتساءل لماذا أكتب مذكراتى فلست مشهورًا أو صاحب تجربة فريدة فى الحياة حتى أقدمها لغيرى.. ولكن تذكر يا صديقى لو كنت مشهورًا فأعتقد أنك لن تكون صادقًا فى الكتابة لأنك ستحافظ على أسرارك خوفًا من المعجبين بك ولو كنت صاحب تجربة فريدة فستحافظ على المثالية، ولكنك تكتب مذكراتك حتى تخرج ما بداخلك كله وتضعه على الورق فتستطيع أن تتعمق داخل نفسك أكثر فتفهمها.

أنت تكتبها لنفسك ولن يقرأها غيرك فكن صادقًا إلى أبعد الحدود ولا تخجل من نفسك وبدرجة صدقك ستكون سعادتك ونقاءك.

ستكتب كم مرة أحببت وكم مرة أخطأت وكم مرة نجحت وكم مرة فشلت هكذا ستجد نفسك بين السطور دون أن تدرى.. لا تخاف وأمنح نفسك قدرًا من التحرر واكتب كل ما تفكر به.. يمكنك أن تمزق مذكراتك أو تحرقها بعد أن تكتبها ولا غبار عليك فأنت تضع ملامح أعوام طويلة مضت وبطبيعة الحال كلنا مذنبون فليس بيننا من عاش عمره بلا خطيئة.

أنت تفعل كما يفعل الفنان حينما ينتهى من لوحته فيضع ريشته جانبًا ويتأمل ما رسم فيجد نفسه داخل اللوحة.

ومهما كان عمرك يمكنك أن تكتب تلك المذكرات حتى ولو كنت فى الستين فأكتب وستجد متعة وستذكر أشياء وتفاصيل صغيرة ولكنها تركت أثرًا بالغًا فيك.. ستجد نفسك تحمل مشاعر سيئة تجاه بعض الأشخاص الذين قابلتهم وتعاملت معهم خلال حياتك والعكس صحيح.. ستذكر معلمة المرحلة الابتدائية بكل خير وستذكر بواب العقار الذى كان يجرى وراءكم لأنكم تسببون إزعاجًا للسكان.. وستذكر صديق وتتمنى لو أن العمر عاد مرة أخرى وتجلس معه نصف ساعة فقط.. ستذكر أشخاصًا فقدتهم وقد تبكى عليهم مرة أخرى ولكن تذكر أن هذا حال الدنيا.. ستذكر كتابًا قرأته وتعلمت منه شيئًا.. ستذكر بنت الجيران وكم كان حبك لها مليء بالبراءة.. ستذكر هدفًا سجله لاعبك المفضل وأنك احتفلت به مع الناس فى الشارع حتى الصباح.

ستذكر ليالى السهر أيام المذاكرة وظهور النتيجة.. ستذكر عندما عاقبك والدك حينما اكتشف هروبك من المدرسة لتلعب الكرة وستذكر كم كانت والدتك تحاول أن تثنيه عن العقاب ولكن كل منهما طريقه مختلفة عن الآخر فى حب أولاده.. ستذكر لحظة ولادة أول طفل لك وسجدة أديتها لله لتشكره وتتمنى أن يكون ذرية صالحة.. كلها لحظات قد تبدو قصيرة جدًا ولكنها مؤثرة جدًا وتركت داخلك بصمة لن تنساها بسهولة.

تذكر كل شىء.. ستبتسم.. ستكون سعيدًا.. ستجد راحة نفسية وهدوء.. فقط لأنك تكتب ولا تترك أى شيء داخلك، هذه المذكرات فلتر ينقى النفوس ولا يترك داخلك أى شوائب فتشعر بالصفاء الذهنى والنفسى، تفضل سيدى ولا تتردد واكتب مذكرات حضرتك.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة