اِندست وسط صفوف المودعين تبحث عنه ..
خلف الحاجز الحديدى وقفت .. اتكأت عليه بقوة ...
برودته المعدنية لامست جمرًا يحترق فى أحشائها..
حاولت أن تتبينه بين جموع المُغادرين..
الدموع فى مقلتها لم تمنحها سوى منظراً غائماً..
رفت برموشها تطرد زائرة غير مرغوب فيها..
لم تهتم للمناكب التى تدفعها من الجانبين..
تشبثت بالحاجز حتى أبيضّت مفاصل يديها!
بإصرار مسحت الصالة العريضة بعينها..
انتظرت بزوغ شهاب لمع يومًا فسكن قلبها..
والآن يرحل عن مدارها بدون عودة!
منذ تلقت الخبر وقلبها تفتت لغبار كونىّ..
واندثر على مفارق حبها الأربعة!
كيف طاوعته نفسه على قطع حبل حُبهما السُرىّ ؟!
تاركًا أيامها تنزف على طاوله الهوى..
منذ متى يُنصِب الزمن من الحبيب جلادًا يقطع رؤوس العِشق؟!
فى كتاب الغرام.. ما أنفك العاشق يزرع أزهارًا فتُنبت..
ما بال عاشقها لا يهوى سوى أن يزرع العلقم!
تعاظم "الوجع" بداخلها.. فافترش مساحات من "الحسرة"
كان "للكبرياء" داخلها جوله أخيرة مع "الشوق" ...
اندحر فيها الأول منذ أن لمحته فى آخر الجموع!
يا لطلته الحبيبة الغادرة ...
يا لعينيه العابثتين بلا مبالاة ..
يا ليديه القابضتين على حقائب ذكريات..
يا لخطواته النشيطة تتعجل المغادرة..
همّت أن تُناديه.. ثم تراجعت
غمغمت هامسة: " وداعاً حبيبى...
أُحبك بقلب.. لا يريد منك سوى أن تكون بخير"
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احسان محمد على شنور القزاز
قصيده جميله