رمضان زكى معتوق يكتب: مأساة أسوان والتغيير للأسوأ

عندما قرأت خبر ارتفاع قتلى اشتباكات عائلتين بأسوان لـ23 قتيلاً بينهم نساء وطفلة وأثناء تمعنى فى قراءة الخبر فى لحظة شعرت أننى أفقد الذاكرة ولم أكن أعرف هل أسوان محافظة ضمن محافظات مصر التى طالما وصفناها بالأمن والأمان استشهادًا بالقرآن الكريم واستنادًا إلى روح المحبة عندما دخلتها السيدة مريم بالمسيح عليهما السلام.

وفى الصعيد الجوانى كما يقولون إن الناس عندهم نخوه وشهامة وجدعان وبصراحة شديدة لم أصدق ما يحدث وكيف وصلت الأمور إلى هذه الدرجة من الوحشية وكأننا فى غابة من الوحوش الضالة التى تلتهم بعضها البعض دون رحمة أو إنسانية أو رأفة. ولا أريد أن أنصب نفسى واعظًا واذكر الناس بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول فى النار.

ولكن الأمر خطير جد فهناك قتل بالرصاص الحى والسلاح الأبيض وذبح نساء وأطفال وجثث تساقطت هنا وهناك فإلى أى حد وصلنا فى مشاهدة الدماء تسيل فنحن لسنا بصدد حادثة نتيجة إهمال بل قتال طاحن بين أشخاص أقل ما يقال عنهم إنهم فى منطقة أكلى لحوم البشر ومصاصى الدماء فكيف وصل الحال إلى هذه الدرجة من القسوة والجبروت والطغيان وكل هذا يظهر واضحًا فى مشاهد القتل والدم والذبح والنار ومهما كان السبب فلا قيم بقيت ولا مبادئ ظهرت ولا نظام تدخل ولا شرطة أنقذت ولا حكومة قللت حجم الخطر ولا عقول أدركت ما تفعل بل هى قلوب امتلأت بالحقد والغل والضغينة وأضمرت العداء لبعضها البعض.

وعادت العقول لما كانت عليه فى الجاهلية الأولى وعدنا للنظام القبلى والحروب الأهلية كما كانت قبل الإسلام ولكن هذه المرة بين أصحاب إقليم واحد فى بلد واحد إنها مثال حى للصراع الدامى والقلوب الميتة فهل ما يحدث نتيجة الفوضى لبلد لم يصل بعد لدرجة الأمان نظرًا لما يحيك بها من مشاكل وصراعات داخلية وأصبح بسببها الكل مشغول أم ذهب برقع الحياء فلا نستحى مما نفعل أين شهامة ومروءة الرجال، فهل ذهبت الرحمة ومن المسئول حتى تصل الأمور لهذا الحد،

وما زالت الحرب قائمة منذ ظهر الجمعة الماضية ألا يوجد من يستطيع فض هذه المهزلة وهل هذا كله يعد ضمن ضريبة التغيير التى أصبحت شعارًا، ملعون أبو التغيير وملعون أبو الفوضى وملعون أبو الهوجة لسه كل حاجه زى ما هى بالعكس التغيير أصبح للأسوأ وحسبى الله ونعم الوكيل.