تمثل الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسى وسائل تصوير دقيقة لمعرفة التكوينات المختلفة فى الأجزاء غير المرئية إكلينيكيًا وتبلغ أهميتها فى الأورام حول العين لمعرفة مدى انتشار الورم الذى قد يظهر جزء منه على سطح العين أو الجفن ويكون امتداده داخل الحجاج، أو قد يكون منتشرا داخل المخ أو الجيوب الأنفية حول العين.
يقول الدكتور إيهاب سعد أستاذ طب وجراحة العيون بطب قصر العينى، إن أورام العيون تمثل تخصصا دقيقا فى أمراض العيون تصيب كبار السن والأطفال وأيضا الشباب وفى أجزاء مختلفة من العين وبتنوع ما بين أورام حميدة وسرطانية وترجع أهمية الفحوصات فى كشف وتشخيص ومتابعة أورام العيون حيث إنه من الممكن اكتشاف أن الورم قد يمتد إلى هذه الأجزاء أو قد يكون مصدره المناطق الموجودة حول العين وممتدًا إلى سطح العين أو الجفون ليظهر لأول مرة فى هذه الحالة.
وأكد "سعد" أنه قد تبين الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسى أن الورم مصدره خارج منطقة الرأس وبعيد كل البعد عن العين حيث تمثل منطقة حول العين بكل ما تحتويه من أوعية دموية مكانًا مفضلًا لهذه النوعية من الأورام، وفى هذه الحالة يطلب طبيب العيون المتخصص عمل أشعة ورنين مغناطيسى على الصدر والبطن والحوض لمعرفة مكان الورم الأولى، الذى عادة ما يتواجد فى منطقة الرئة عند الرجال والسيدات المدخنات أو الثدى عند السيدات وبذلك يتم تشخيص المرض فى مكانه الطبيعى ويوجه العلاج حسب الحالة.
أما بالنسبة للأورام داخل العين خاصة الأورام السرطانية أنواع منها الأورام السرطانية بشبكية الأطفال حيث إنها تصيب عين واحدة أو العينين وقد يصاحب مع بداية أعراض إصابة العين بورم بالغدة النخامية بالمخ، وفى هذه الحالات يتم عمل رنين مغناطيسى على العين والمخ لتشخيص ورم الغدة النخامية ومعرفة مدى انتشار أورام الشبكية السرطانية داخل العين وخارجها حول العصب البصرى إلى المخ وذلك لأهمية تحديد طريقة وكيفية العلاج فى كل حالة.
أما الأورام السرطانية فى كبار السن فتعرف باسم أورام المشيمة الصبغية "ميلانوما" وهى الأكثر شيوعا فى كبار السن وتصيب الجزء الخلفى من العين ويكمن أهمية الرنين المغناطيسى فى تفرقة هذه الأورام من بعض الأورام الدموية الحميدة بالمشيمة وغيرها عن طريق صورة الرنين المغناطيسى.
جدير بالذكر أنه يجب متابعة مدى انتشار الورم الصبغى بمشيمة العين خارج العين حيث إنه يميل إلى الانتشار بالكبد مما يستوجب متابعة حالة الكبد عن طريق عمل موجات فوق صوتية أو رنين مغناطيسى .
وأشار "سعد" إلى أن العين من الداخل تعتبر مكانًا مفضلًا لانتشار الأورام السرطانية من أماكن بعيدة عن العين مثل الرئة والجهاز الهضمى والبروستاتا وغيرها مما يستوجب عمل أشعة مقطعية أو رنين على مختلف أجزاء الجسم لمعرفة الورم السرطانى المسبب لذلك.
ونوّه "سعد" تعتبر الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسى نقلة علمية كبيرة فى تشخيص أمراض الجسم خاصة فى الأماكن الغير مرئية من الجسم حيث يبين كل منهما شكل الأنسجة والأعضاء المختلفة بالجسم وشكل المرض بها ومدى انتشاره وتتميز الأشعة المقطعية بإظهار العظام بوضوح على عكس الرنين المغناطيسى الذى لا يظهر العظام ويكون له ميزة التعامل مع الأنسجة وإظهار أنواعها المختلفة حيث أنة يعتمد على مكونات ذرات الهيدروجين والأكسجين من الأنسجة مما يعطى صورة تشريحية واضحة للجسم ككل وكذلك التفصيلات المرضية كما أنة لا يحتوى على أى جرعة مشعة عكس الأشعة المقطعية ويجب التنبيه من أنه فى حال وجود أجسام معدنية داخل الجسم مثل منظم ضربات القلب أو أى أجسام معدنية غريبة داخل الجسم يمنع تماما عمل رنين مغناطيسى، حيث إن قوة المغناطيس المستخدم بالجهاز تسبب تحرك هذه الأجسام المعدنية من مكانها وتؤدى إلى عدم انتظام عملها خاصة إذا كانت قابلة للمغنطة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة