قال وزير الخارجية البريطانى ويليام هيج اليوم الاثنين إن العالم بحاجة إلى ارادة سياسية لوقف الصراعات والمجازر.
وفى مقاله فى صحيفة "هانفجتون بوست" البريطانية بمناسبة الذكرى العشرين للإبادة الجماعية فى رواندا، قال الوزير "المشكلة الأساسية هى عدم وجود الإرادة السياسية. لدينا قوانين ومؤسسات وقدرات لبذل المزيد من الجهد لمنع هذه الفظائع. ومع ذلك فإننا كثيرا ما نفشل فى استخدامها، لا نستطيع أن نفهم أو أن نتصرف بناء على الالتزام الناتج من إنسانيتنا المشتركة لحماية إخواننا من بنى البشر فى أى مكان آخر فى العالم من الانتهاكات المروعة."
وأضاف "أنا فى رواندا اليوم لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية، وأن نظهر احترامنا للضحايا وتكريم الناس العاديين فى رواندا للجهود الملحوظة التى بذلوها من أجل إعادة بناء بلدهم بعد أن شهدت فظائع لا يمكن تصورها."
وتابع "اليوم لا بد لنا من وقفة ليس فقط لنتذكر الإبادة الجماعية وضحاياها والناجين، يجب علينا أيضا التفكير فى الدروس المستفادة من تلك التجربة ومسؤولية المجتمع الدولى لمنع تكرار مثل هذه المعاناة الإنسانية المأساوية."
وقال "سأتذكر دائما زيارة النصب التذكارى لإبادة الجماعية فى كيجالى العام الماضي، ورؤية صور الأطفال الأبرياء الذين قتلوا بدم بارد، بأكثر الطرق وحشية يمكن تصورها. نظرت إلى تلك الصور مع العلم أن العالم لم يفعل ما يكفى لمحاولة إنقاذ حياة هؤلاء الأطفال وأسرهم."
وأضاف "تجربة الإبادة الجماعية فى رواندا والفظائع التى ارتكبت أثناء الحروب فى البلقان صدمت المجتمع الدولى وغيرت الطريقة التى نفكر بها تجاه الصراع نحو الأفضل."
وأعرب ويليام هيج عن شعوره بالفخر "لأن المملكة المتحدة لعبت دورا مركزيا فى تأسيس المحكمة الجنائية الدولية وفى الضغط من أجل تعزيز قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة."
وقال الوزير البريطانى "نحن ثانى أكبر مانح ثنائى للمساعدات الإنسانية فى العالم. لعبنا دورا حاسما فى بناء السلام فى الفلبين وبورما، وتقديم المساعدة لبناء الاستقرار فى لبنان وليبيا."
وذكر "لكن على المجتمع الدولى ككل أن يبذل مزيدا من الجهد. الحقيقة هى أن قدرتنا على منع الصراع ما زال يعوقها وجود فجوات بين الالتزامات التى أعلنتها الدول وواقع أعمالهم. لا يزال يتم ذبح المدنيين اليوم فى سوريا، وجمهورية أفريقيا الوسطى والسودان وجنوب السودان ، أفضل طريقة لتكريم ذكرى الذين لقوا حتفهم فى الإبادة الجماعية فى رواندا هو التغلب على التقسيم الدولى وأن نضاعف جهودنا للتصدى للأزمات اليوم ومنع الأزمات فى المستقبل."
وقال هيج إن الأولوية الأساسية فى الأزمة السورية هى بذل كل ما يمكن من أجل التخفيف من معاناة الشعب السورى ، وأضاف "اجتمع مجلس الأمن الدولى قبل أكثر من شهر، وطالب بالإجماع النظام السورى بتوصيل المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، ووقف هجماته الشرسة التى تستهدف بطريقة بربرية المدنيين بالبراميل المتفجرة، إلا أنه ما زال يرفض وصول المساعدات، المتمثلة بالأغذية والمستلزمات الطبية، والعلاجات"، مشيرا إلى عدم وصول أكثر من ثلاثة ملايين شخص إليها.
ودعا الوزير الدول كافة ، بمن فيهم روسيا والصين الى "استخدام نفوذها مع نظام الأسد للمطالبة بتنفيذ قرار مجلس الأمن، وينبغى لجميع الحكومات زيادة مساهماتها ومساعداتها كما فعلت بريطانيا."
ويليام هيج: العالم بحاجة لارادة سياسية لوقف الصراعات والمجازر
الإثنين، 07 أبريل 2014 03:29 م