تفقد البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تجهيزات إعداد الميرون المقدس بحجرة الميرون بدير الأنبا بيشوى فى وادى النطرون ومعه الأنبا صرابامون رئيس الدير، وبعض الآباء رهبان الدير، والأساقفة، حيث يقومون غدا الثلاثاء بإعداد الميرون، على أن يكون تقديس الميرون فى يوم الأربعاء المقبل وذلك فى الكاتدرائية الكبرى، وينتهى فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، ويستمر عمل الزيت الجديد حتى يوم عيد شم النسيم 21 أبريل.
البابا تواضروس يقول حول إعداد الميرون وفق الطريقة الجديدة خلال مقال له فى مجلسة الكرازة القبطية الناطقة باسم الكنيسة قائلا: "إن الطريقة الجديدة التى تم اعتمادها تأتى للاستفادة من العلم، وأنه لم يفرض رأيا على المجمع المقدس أثناء مناقشة الطريقة الجديدة، وأن كافة أعضائه وافقوا عليها بالإجماع، مضيفًا: "لدينا غيرة كبيرة على كنيستنا الأرثوذكسية ولا ننتظر أن يعلمها لنا آخرون مهما كانت التسميات التى يطلقونها على أنفسهم، والتى توحى للعامة أنهم فقط الذين يعرفون، وأدعوهم إلى الإفصاح عن أسمائهم بدلا من النشر على النت والتستر وراء عبارات تهدم أكثر ما تبنى وتسبب بلبلة نحن فى غنى عنها من أجل سلامة حياتنا وكنيستنا وكل الشعب فيها".
وتابع البابا: "ليس فى المسيحية ما يمنع استخدام نتاجات العقل والعلم والتطور والتقدم فى تسيير أمور كنيستنا دون المساس بعقائدنا وأساسيات إيماننا المستقيم، والأسلوب الجديد يتيح لنا استخدام الزيوت العطرية الطبيعية والمستخلصة بكفاءة تامة ونقاوة كاملة بإمكانيات غير موجودة لدينا".
وأشار إلى أنه لم يفرض رأيًا معينًا خلال اجتماع المجمع المقدس على أساقفة الكنيسة عند مناقشة اعتماد الطريقة الجديدة، التى عرضها القمس جوارجيوس عطا الله، الكاهن بإيبارشية لوس أنجيلوس بأمريكا، وهو دارس متخصص فى الكيمياء واستعان به البابا شنودة فى كل المرات التى صنع خلالها الميرون، ووصلت 7 مرات من 1981 حتى 2008.
كما خصص البابا عظته الأسبوعية الأربعاء الماضى عن الطريقة الجديدة لإعداد زيت الميرون، قائلا: "إن آخر مرة كانت عام 2008، لافتا إلى أن الآباء الأساقفة شرحوا الأسلوب الجديد الذى سيستخدمه للإعداد للميرون المقدس، من خلال 14 سؤالا، موضحا أن كلمة "ميرون" تعنى طيب أو عطر، وأنه يتم تحضير 27 مادة نباتية يستخلص منها العطر ويتم وضعه فى زيت الزيتون، ثم بقراءة مجموعة من القراءات والصلوات يقودها البطريرك، ويشاركه الأساقفة والمطارنة والكهنة فيها يقام قداس تقديس الميرون والغليلون، ويستمر لمدة 3 ساعات وسيكون يوم الأربعاء القادم.
وأوضح البابا أن الميرون بديلا لوضع اليد فى المعمودية، الذى كان يقوم به الآباء الرسل، مشيرا إلى أن اتفق الآباء الرسل مع انتشار المسيحية باستبدال وضع اليد بالمسحة المقدسة، وأن أصل الميرون هو الحنوط التى كانت على جسد السيد المسيح، مؤكدا أن الميرون يستخدم فى تقديس مياه المعمودية، ورشم المعمدين (36 رشم)، كما يدشن به الكنائس والمذبح وأوانى المذبح، وكان يستخدم قديما فى تكريس الملوك.
وأشار البابا إلى أن الميرون له أصل كتابى فى سفر الخروج اصحاح 30، ففى العهد القديم أمر الرب موسى ليصنع دهنا مقدسا، وفى العهد جديد ذكر فى رسالة يوحنا الأولى اصحاح 2، وأوضح أن أول من عمل الميرون القديس البابا أثناسيوس الرسولى رقم 20 وقبله كان هناك 19 بابا يضعون اليد، مضيفا فى تاريخ الكنيسة هناك عشرات من الباباوات لم يصنعوا الميرون، لأن الكمية كانت كافية، وكان البابا شنودة آخر من عمل الميرون للمرة السابعة فى حياته عام 2008، ومنهم مرة كانت فى آريتريا، وهذا العام ستكون المرة رقم 38.
وتابع البابا، أن الميرون لا يطبخ كما يشاع، وأن زيت الميرون له مرحلتين الأولى الإعداد، والثانية التقديس، وفى الإعداد يخصص لخلط 27 مادة نباتية، مضيفا "كنا قديما نأخذها من النباتات، من زهر النبات أو جذره أو ورق النبات، كنا نشتريه ونطحنه يحتاج تقليب يصل لعشر ساعات، مؤكدا أن هناك تطورا صنعه العلم، الذى جاء من العقل الذى خلقه الله، وكل نتاجات العلم المباركة نستخدمها، مشيرا إلى أن هناك كاميرات تصورنا والميكرفون الذى اتكلم فيه، والقنوات التى تنقل فكل هذا نتاج العلم، وأوضح أن هذه المواد لها كميات معينة، ونريد أن نستخرج العطر الذى يوجد فيها.
وأوضح أن الوسيلة الأولية لم تكن تخرج كل العطر، مضيفا "فكرنا فى أن نأتى بهذه الخلاصات نقية مئة بالمئة من مصادرها"، وأشار إلى زجاجة صغيرة أمامه وهى خلاصة لحوالى 2 كيلو بودر، تم استخلاص العطر الذى فيها، بطريقة "استين ليستلايشن" أى التقطير بالبخار.
وأشار البابا إلى أنه اليوم ضُمن استخلاص المادة العطرية نقية، من خلال شركات تقوم بذلك معدودة تحتكر استخلاص الزيوت ولا يوجد مثلها فى مصر، حيث تستخلص الزيوت مئة بالمائة وكل عطر يستخرج معه شهادة خاصة، ولو لم يكن نقى تغلق الشركة، وأن صنع الميرون بالأسلوب الجديد سيكون بأكثر جودة، مضيفا، هناك عدة عطور تستخدم فى الميرون، ومنها "عود الندى" فى زجاجة بها 2مم ثمنها 207 دولار، أى حوالى 1500 جنيه مصرى، وأشار إلى أن الإعداد مرحلة كيميائية، والمرحلة الثانية هى مرحلة التقديس، والتقديس له صلوات، وعرض الكتاب الذى استخدمه البابا شنودة فى آخر مرة عمل الميرون فيها، واستخدمه فى 2008 مؤكدا وسنستخدمها فى عمل الميرون، وأنه لو مادة من المواد الـ27 نقصت، وهذا حدث فى مرات كثيرة سابقة، فإن الخميرة المتبقية من ميرونات سابقة، توضع على الميرون.
يأتى ذلك وسط جدل قبطي، حول الطريقة الجديدة التى اعتمدها المجمع المقدس للكنيسة فى جلسته نهاية فبراير الماضى، لعمل الميرون بديلاً عن الطريقة القديمة لتصنيعه.
ورفضت بعض الحركات القبطية الطريقة الجديدة التى اعتمدتها الكنيسة لإعداد زيت الميرون وقالت فى بيان لها أصدرته: "هل تغير طقس الميرون حتى يكون مماثلاً لكنائس أخرى؟ وهل هو مقدمة للبعد عن تقاليد الكنيسة القبطية وتعاليمها وطقسها؟ وهل هو بالون اختبار حتى يتم فى المستقبل القريب تغيير شكل الكنيسة تقربًا إلى كنائس أخرى دون مناقشة فى المجمع المقدس أو مع الشعب القبطى، ليجرى فرض التغيير عليه من فوق؟".
ننشر تفاصيل الإعداد لـ"الميرون المقدس".. البابا تواضروس الثانى يتفقد التجهيزات بدير الأنبا بيشوى فى وادى النطرون.. الإعداد يشمل مرحلة كيميائية والثانية هى التقديس بصلوات خاصة
الإثنين، 07 أبريل 2014 05:23 م
البابا تواضروس الثانى خلال الإعداد
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة