تناولت صحف الإمارات، فى افتتاحيتها اليوم، التخبط فى تنظيم جماعة "الإخوان" الإرهابية بعد الصفعات التى تلقتها فى عدد من الدول العربية والغربية، إضافة إلى دور جامعة الدول العربية الدبلوماسى والإعلامى فى دعم القضية الفلسطينية، والازدواجية التى تتعامل بها البلدان الكبرى فى استخدام القانون الدولى وفقا لمصالحها.
فمن جانبها، قالت صحيفة "البيان"- تحت عنوان (الإخوان مطاردون عالميا)- "إن تنظيم "الإخوان" آخذ فى التخبط، بعد أن ضيق الخناق عليه فى مصر وعدد من الدول الخليجية، ووصل هذا التضييق أخيرا إلى الغرب الذى أدرك أن استخدامه بات يأتى بنتائج عكسية، وبدأت الجماعة بالتكشير عن أنيابها بوجه الدول الغربية مهددة إياها بهجمات إرهابية".
وأشارت الصحيفة إلى تلقى الجماعة صفعة من مصر ودول خليجية ثم تم حظر أنشطتها فى كندا إضافة إلى قرار لندن بالتحقيق فى أنشطة الإخوان ومكتبها الإعلامى تمهيدا لحظرها، مؤكدة أن تصريحات الجماعة دليل واضح على تخبطها أمام ما تواجهه، خاصة أن المخابرات البريطانية ستفتح ملف مؤسسات إغاثية وإعلامية تتبع للتنظيم متهمة بدعم الإرهاب، كما ستشمل التحقيقات تهما بتبييض الأموال، إضافة إلى توقيف عدد من المنتمين للإخوان فى مطار هيثرو والتحقيق معهم قبل دخولهم الأراضى البريطانية، لافتة إلى التوجه الجدى لإمكانية أن تتخذ الحكومة البريطانية قرارات ذات طابع سيادى ومنها سحب الجنسية وجوازات السفر البريطانية والترحيل لمن يثبت تورطه فى دعم الإرهاب فضلا عن السجن.
واعتبر الصحيفة أن محاولات الجماعة الخروج بأقل الأضرار من خلال التلميح إلى إمكانية نقل مقر التنظيم الدولى من لندن إلى إحدى الدول العربية، حتى وإن نجحت لن تجعلها تستمر فى المضى بتحقيق أهدافها بزعزعة استقرار الدول التى لفظتها شعوبها بعد كشف وجهها الحقيقى ومساعيها السلطوية لخدمة أجنداتها الخاصة، وليس من أجل مصلحة الشعوب فى أوطانها.
من ناحية أخرى، أكدت صحيفة "الوطن" أن فلسطين ينبغى أن تكون الشغل الشاغل للجامعة العربية فهى القضية المركزية والأساسية، لأنها مازالت القضية القومية الأولى التى إذا لم تحل سيعيش العالم العربى والإسلامى صراعات وتوترات وصدامات باسم القضية الفلسطينية.
وقالت الصحيفة- تحت عنوان (سلاحان يفتقدهما الفلسطينيون)- "إنه ليس مطلوبا من الجامعة غير العمل الدبلوماسى الدؤوب والنشط والعمل الإعلامى الموضوعى والذكى.. فهذان السلاحان هما اللذان يفتقدهما الشعب الفلسطينى كثيرا فى هذه المرحلة ويحتاج إليهما، موضحة أن العقيدة الإعلامية والدبلوماسية التى تشتغل عليها الجامعة العربية والسلطة الفلسطينية هى إقناع العالم بعنصرية هذا الكيان والأمثلة والوقائع كثيرة، مؤكدة أنه ليس المطلوب إعلاما مترددا إنما المطلوب إعلام ودبلوماسية جريئة وواضحة تقول الحقائق مهما كان ذلك يغضب حلفاء إسرائيل".
وأضافت: "الدبلوماسية الفلسطينية مدعومة من الجامعة العربية بميزانيات مقدرة لابد من أن تتحرك فى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وبقية الدول الأوروبية الأساسية.. فأى نجاح دبلوماسى وإعلامى سينعكس سريعا فى الساحات الأفريقية والآسيوية وأمريكا اللاتنيية، وهذا أمر فى غاية الأهمية لخلق نوع من التوازن فى الرؤية تجاه القضية فى تلك الدول والمناطق، مشددة على أهمية العمل الموضوعى الذى يتكافأ فى التأثير والاتساع مع ما تبثه الدعاية الإسرائيلية".
وفى سياق متصل، انتقدت صحيفة "الخليج" الازدواجية التى تتبعها البلدان الكبرى فى العالم وخاصة الغربية فى سياساتها وفقا لمصالحها، مؤكدة أنها ليست فقط محط استهجان، إنما موضع سخرية أيضا، موضحة أن الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال تستنجد بالقانون الدولى للرد على ضم روسيا للقرم، وهى التى داسته فى حربها على العراق وعملت على لى عنقه وتشويهه عند التدخل فى ليبيا.
وأشارت إلى أن الإدارات الأمريكية المتتابعة عملت على تأييد الكيان الصهيونى فى كل انتهاكاته لهذه القوانين التى لم تتوقف يوما وبلغ الاستهتار بالإدارة الحالية أنها تريد أن تثنى الفلسطينيين عن الاحتكام إلى القوانين الدولية وعن الذهاب إلى المؤسسات الدولية، كما تحاول أن تفرض عليهم الاحتكام إلى سطوة الاحتلال، مؤكدة أن هذه الازدواجية أصبحت تشكل عبئا على سياساتها وفى قدرتها على المناورة فى السياسة الدولية وبالتالى فى قدرتها على التأثير الفاعل.