د. مصطفى الفقى يكتب: اختارنى مبارك لأذهب لإسرائيل للمشاركة فى «العيد الفضى» لاتفاقية السلام.. فاشترطت إلقائى كلمة بالكنيست فرفضوا.. فسافرت لجنيف لعلاج "ركبتى".. وليس كل من يذهب لتل أبيب خائناً

فى مثل هذه الأيام من عام 2004 دعت «إسرائيل»، متمثلة فى رئيس وزرائها «شارون» رئيس «مجلس الشعب المصرى»، ليحضر احتفال «العيد الفضى» لاتفاقية السلام بين «مصر» و«إسرائيل»، حيث مر وقتها خمس وعشرون سنةً على توقيعها منذ 26 مارس 1979، وعندما عرض رئيس «مجلس الشعب» حينذاك الأمر على رئيس الدولة طلب الرئيس الأسبق «مبارك» أن أقوم أنا باعتبارى رئيسًا للجنة العلاقات الخارجية لحضور احتفال «الكنيست الإسرائيلى» لأجلس إلى جانب «شارون» على منصة واحدة وأستمع لخطابه، ولم يكن الأمر مرضياً لى على الإطلاق لأسباب قومية وأخرى نفسية وثالثة سياسية، فاشترط أن ألقى كلمة أمام «الكنيست»، كنت أنتوى تضمينها انتقاداتٍ حادة للدولة العدوانية العنصرية التى لا تحترم مواثيق السلام ولا تنصاع للشرعية الدولية! ورفض الإسرائيليون أن أتحدث فأخذتها فرصة وسافرت إلى «جنيف» لعلاج ركبتى بينما كان الهدف الحقيقى هو الهروب من تلك المهمة، وبالمناسبة، ليس كل من يذهب إلى «إسرائيل» خائنًا، فالمهم هو أن تكون الزيارة فى خدمة القضية الفلسطينية والسلام فى المنطقة، ولقد أصَّرت مؤسسة الرئاسة فى ذلك الوقت على ذهابى، ولكنى تمسكت بموقفى ولم أفعل، فجرى فصلى من رئاسة لجنة «مصر والعالم» فى «الحزب الوطنى الحاكم» وقتها، ثم قامت «إسرائيل» بجريمتها النكراء باغتيال الشيخ «أحمد ياسين» زعيم حركة «حماس»، فألغت «مصر» المشاركة فى احتفال «الكنيست»، رغم أنها كانت قد حددت بديلاً لى بعد رفضى الذهاب، وكان رد «إسرائيل» بعد ذلك هو اغتيال الرجل الثانى فى «حماس» الشهيد «عبدالعزيز الرنتيسى».. إننى أتذكر ذلك لكى أقول: إن الأحداث تمضى ولكن المواقف باقية.