خلال مشاركته بمؤتمر "نحو بناء شبكة عربية لمواجهة الأزمات" بالأردن.. نبيل العربى:واقعنا الإقليمى يفرض علينا التعامل مع العديد من الأزمات.. العمل الجماعى ضرورة حتمية بين الدول للاستجابة الفعالة للأزمات.
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربى، اليوم الاثنين، إن واقعنا الإقليمى والدولى يفرض علينا التعامل مع العديد من الأزمات المعقدة التى تستوجب تغيير الكثير من المفاهيم وآليات العمل، سواء على مستوى الدول أو على مستوى المنظمات الإقليمية أو على مستوى هيئات المجتمع المدنى بمختلف أطيافها وفعالياتها.
وأوضح أن المنطقة العربية تشهد متغيرات كبرى، حيث يعانى عدد من بلدانها من صعوبات التحول نحو بناء نظم ديمقراطية جديدة وحديثة وتتفق مع العصر، وفى الوقت نفسه، تعانى أيضاً من مخاطر الانزلاق نحو الحروب والنزاعات الأهلية المسلحة، ومن أزمات إنسانية قاسية، وانتهاكات لحقوق الإنسان، إضافة إلى معالجة القضايا ذات الصلة بالنزاعات التقليدية على الحدود والموارد الطبيعية، والموقف من سباق التسلح وانتشار أسلحة الدمار الشامل، وكذلك التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب، وفى مقدمة كل ذلك بالطبع المخاطر الناجمة عن عدم التوصل إلى تحقيق السلام العادل والشامل والدائم فى المنطقة بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عام 1967، مع ما يشكله هذا الاحتلال من تهديد مستمر وحقيقى لأمن واستقرار المنطقة على اتساعها.
جاء ذلك خلال مشاركة الدكتور نبيل العربى افتتاح أعمال مؤتمر "نحو بناء شبكة عربية لمواجهة الأزمات" بالعاصمة الأردنية عمان اليوم بحضور عبد الله النسور، مندوب الملك عبد الله الثانى ورئيس وزراء المملكة الأردنية الهاشمية، والدكتور أوجستينو ميوتزو، مدير عام إدارة الاستجابة للأزمات بالاتحاد الأوروبى، والدكتورة سيما بحوث الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، المدير الإقليمى للدول العربية فى برنامج الأمم المتحدة الإنمائى.
وأوضح الدكتور العربى أن هذا المؤتمر الهام يأتى تتويجاً لأكثر من عامين من العمل فى مشروع مشترك فى مجال الإنذار المبكر، والاستجابة للأزمات بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبى وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى.
وتابع:"ففى مواجهة كل هذه التحديات، لم يعد باستطاعة أية دولة أن تنعزل عن محيطها، أو تدعى قدرةً على مواجهة الأزمات وتداعياتها بمفردها، وبات العمل الجماعى ضرورة حتمية يفرضها الاحتياج المتبادل بين الدول للاستجابة الفعالة للأزمات وتحمل الأعباء"
وأضاف: وانطلاقاً من مسئولياتها إزاء تلك التحديات، وقعت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اتفاقاً مع الاتحاد الأوروبى لتنفيذ مشروع يهدف إلى تعزيز القدرات المؤسسية للجامعة العربية وأجهزتها فى مجال الإنذار المبكر والتعامل مع الأزمات، حيث قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائى بالإشراف على تنفيذ هذا المشروع، وتم افتتاحه بالفعل فى مارس 2013 بحضور البارونة كاثرين أشتون ممثلة الشئون الخارجية والسياسية والأمنية للاتحاد الأوروبى.
وأكمل: لقد عملت الجامعة العربية خلال الفترة الماضية على استكمال البنية الأساسية لمركز الإنذار المبكر والاستجابة للأزمات وتزويده بأحدث التكنولوجيات المتاحة فى مجال جمع وتحليل المعلومات والاتصالات. كما عملت الأمانة العامة على النهوض بكوادرها لتتمكن من مواكبة التطور التكنولوجى، فقامت بتدريب أكثر من ثلاثمائة من العاملين فى الإدارات المختلفة بالأمانة العامة، بمشاركة عدد من الدبلوماسيين العرب، ولقد شمل التدريب مجالات متعددة منها فض المنازعات وبناء السلام، والإنذار المبكر، ومجالات جمع وتحليل المعلومات، والمهارات المتعلقة بكتابة التقارير.
وأشار الدكتور العربى إلى أن المشروع يهدف إلى تبادل الخبرات بين الدول والمنظمات العربية والدولية من خلال عقد العديد من المؤتمرات واللقاءات وورش العمل، والتى هدفت إلى تقييم الاحتياجات فى فترات ما بعد النزاعات، والوساطة، والأمن الإنسانى، وقضايا حقوق الإنسان، والمساعدات الإنسانية.
وفى هذا الإطار تم مؤخراً وكنتيجة لجهود جامعة الدول العربية تبنى القمة العربية الأخيرة التى عقدت بالكويت مبادرة لإنشاء آلية عربية لتنسيق المساعدات الإنسانية والاجتماعية فى الدول العربية.
وتم كذلك، إضافة مكون جديد لمركز الإنذار المبكر والاستجابة للأزمات، وذلك من خلال استخدامه كمركز عمليات لمراقبة الانتخابات، وتم استخدامه لأول مرة خلال متابعة الاستفتاء على دستور جمهورية مصر العربية فى شهر يناير الماضى، وتستعد الأمانة العامة الآن لتكرار هذه التجربة خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة التى تشهدها العديد من الدول العربية ومنها مصر والجزائر.
وتابع: ويمكننا القول بأنه نتيجة لهذا البناء التكنولوجى والمعرفى، يمكن لمركز الأزمات بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية حالياً متابعة التطورات السياسية والاقتصادية والإنسانية فى المنطقة العربية، ورفع تقارير تحليلية بشأنها، كما يمكن للمركز التواصل مع الجهات الخارجية عبر دوائر هاتفية أو تلفزيونية مغلقة للتعامل السريع مع الأزمة وتبادل المعلومات.
وأوضح أنه بنهاية الشهر الحالى، تكون قد اكتملت المرحلة الأولى من مشروع بناء قدرات الأمانة العامة فى مجال الإنذار المبكر والاستجابة للأزمات، بحيث يصبح المركز مستعداً للعمل خارج حدود الأمانة العامة والتعاون مع مراكز الأزمات فى مختلف الدول العربية.
خلال مشاركته بمؤتمر "نحو بناء شبكة عربية لمواجهة الأزمات" بالأردن.. نبيل العربى:واقعنا الإقليمى يفرض علينا التعامل مع العديد من الأزمات.. العمل الجماعى ضرورة حتمية بين الدول للاستجابة الفعالة للأزمات
الإثنين، 07 أبريل 2014 02:09 م