دخل جحا ذات مرة فى رهان مع الوالى يكلفه حياته إن فشل فيه! وهو أن يعلّم حمار الوالى الكتابة والقراءة خلال عشر سنوات!.
وقد عاتبه أهله بشدة على هذا الجنون. لكن جحا طمأنهم بكل برود قائلاً: خلال عشر سنوات إما أن أموت أنا، وإما أن يموت الوالى أو يموت الحمار!. فتكون المشكلة قد انحلت من جذورها قبل انتهاء أجلها.
وفى يوم 3 أبريل الحالى نشرت جريدتنا "اليوم السابع" خبرًا يبشر بحل "موجب" لمشكلة انقطاع التيار الكهربائى بحلول منتصف عام 2014، وهو ما ذكرنى بقصة جحا، فحتى يحين ذلك التاريخ قد تتم عدة تغييرات وزارية، ووقتها أيضًا سينشغل أهل المحروسة بانتخابات رئاسية جديدة.. وتكون إثيوبيا قد انتهت من بناء زلزال النهضة الذى بتوابعه تعود مصر لعصر اللمبة الجاز واللمبة السهارى وبذلك نتخلص من حكاية انقطاع التيار الكهربائى لأنه لن يكون موجودًا لينقطع!!. فتنتهى المشكلة من لغاليغها تلقائيًا.
والأمر "الموجب" فى هذا الحل عودة تباشير الماضى الجميل الذى نحن له هروبًا من الواقع الرزيل، حيث تعود عايدة الشاعر بصوتها المخملى الرائع لتلعلع بأغنيتها الاقتصادية الجميلة: "أنا مش عايزة جهاز فيه نجفة وبوتاجاز. أنا راح أعيش بالحب معاك لو على لمبة جاز".
وياسلام لما نرجع نستمتع بأفلام زمان وعبارة زمان اللى وحشتنا بعد ما الكهربا نكدت علينا عيشتنا: "كرسى فى الكلوب يا جدع". وبدلاً من شهر فى السنة نغنى يوميًا بفانوس ولفانوس رمضان!. والفرحة تكون من غير فاتورة ولا ضمان.
لكن من الأمور "السالبة" ظهور حاجة شديدة وملحة لإنشاء وزارة جديدة تختص بمنع النسل!!.. وظهور مصارف فضائية جديدة بأسماء: "النور"، "الكلوب"، "الماس" رغم عدم وجود كهربا حتى يعانى الناس من دمامل وخراجات جديدة، ومن "الموجب" أيضًا أن يخرج علينا الوريثان الفنيان لفؤاد المهندس وشويكار بعبارات الدلع التى تصبح لازمة من لوازم حوار الشارع المصرى أمثال: "الفتيل فى القنديل". ولع الشمعة وكل دمعة.
وربما يخرج علينا شعبولا كعادته بأغنية تواكب الجديد:"صلاح سرق المفتاح لكن العداد معايا".
ومن الحلول المطروحة قبل 2018 بعض إجراءات الترشيد الإجبارية فنحن شعب منذ وعينا على الحياة تكون كل إجراءات الترشيد فى كل جوانب حياتنا إجبارية وعمرها ما كانت اختيارية، وكأنها من العيب والقصور الإدارى والسياسى أن تكون اختيارية. وبس.
حمدى نصر يكتب: حل مشكلة قطع الكهربا من لغاليغها
الإثنين، 07 أبريل 2014 04:07 م