بريطانيا ترصد 13.7 مليون دولار لدعم الغذاء بالدول المتضررة من الصراعات

الإثنين، 07 أبريل 2014 05:59 م
بريطانيا ترصد 13.7 مليون دولار لدعم الغذاء بالدول المتضررة من الصراعات جنوب السودان
كتب عز النوبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رصدت حكومة المملكة المتحدة مبلغ 13.7 مليون دولار أمريكى لتمويل عمليات الطوارئ الزراعية التى تنفذها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "FAO"، لمساعدة الأسر المتضررة من النزاع على استعادة سبل معيشتها ودرء الأخطار المتزايدة الماثلة على أمنها الغذائى.

وقال رئيس مكتب "فاو" بجنوب السودان، الخبيرة سو لاوتسيه، إن نحو سبعة ملايين شخص يواجهون خطر الجوع بجنوب السودان، بما فى ذلك ما يقرب من مليون شخص فروا من سكناهم بسبب الخوف وهرباً من القتال، مشيرا إلى أنه لا يقتصر النازحون على البشر إذ ثمة نحو عشرة ملايين رأس من الماشية رُحّلت عن مراعيها المعتادة.

ويأتى الدعم الذى تقدمه إدارة المملكة المتحدة للتنمية الخارجية "DFID"، لتعزيز أنشطة المنظمة الجارية بجنوب السودان فى لحظة جد حاسمة.

وأضاف رئيس مكتب "فاو" بجنوب السودان، "إننا نعمل فى حدود تواريخ قصوى بالغة الصرامة ولدينا فرص جد محدودة لتوصيل البذور والمدخلات الأخرى الحيوية إلى المزارعين".

وأوضحت "وفى بعض المناطق بدأ سقوط الأمطار بالفعل الآن، وبمجرد بدء الأمطار تصبح عمليات الزرع متأخرة، بل ويتعذر الوصول إلى عدة مناطق شاسعة بجنوب السودان".

ويسمح التبرع الذى خصصته إدارة المملكة المتحدة للتنمية الدولية بما قيمته 8.3 ملايين جنيه إسترلينى (13.7 مليون دولار أمريكى) لمنظـمة "فاو" بالتحرك سريعاً لتوصيل البذور إلى الأسر المزارعة من أجل غرسها حينياً لموسم الحصاد المقبل.

وناشدت منظمة "فاو" فى وقت سابق رصد 77 مليون دولار لمساعدة نحو 2.3 مليون شخص، بدعم فورى مصمم لمساعدتهم على زراعة الخضروات السريعة النضج وإنتاج محاصيل القوت الأساسى، وممارسة أنشطة صيد الأسماك، واحتواء أخطار الأمراض الحيوانية.

وتطبق منـظمة "فاو" نهجاً مزدوجاً لنجدة سبل المعيشة التى تعرضت للدمار فى حالة الأسر المزارعة، مع العمل فى الوقت ذاته على دعم المزارعين بالمناطق الخارجة عن نطاق النزاع. وبوسع المنظمة أن تعمل مع أولئك المزارعين المنتجين فعلياً بغية زيادة إمدادات الغذاء المتاحة وتخفيف الآثار المنتظرة للأزمة الغذائية التى تلوح فى الأفق.

وأكدت خبيرة المنظمة أن "ثمة نافذة من الفرص السانحة لمساعدة الملايين فى جنوب السودان، وإن كان الوقت غير كاف فى ظل هذه الوضعية الباعثة على القلق المتزايد".

ويلزم التمويل من جانب جهات الشركاء السخية المانحة، مثل المملكة المتحدة "لتمكين منظمة "فاو" من دعم السكان فى العمليات الزراعية والتسويق أينما كانوا، وعلف ماشيتهم وتحصينها، وتأمين معدات صيد الأسماك".

وتمضى منظمة "فاو" بحشد مختلف أطقم الإغاثة لإدامة سبل المعيشة فى حالات الطوارئ، بتكلفة نحو 30 دولارا لكل منها.

وتسمح الأطقم المتنوعة إما بتوفير ستة أشهر من المحاصيل الأساسية للأسرة الواحدة، أو بإنتاج الخضر الغنية بالمغذيات، أو تهيئة خدمات الصحة الحيوانية لثمانين أسرة لمدة شهر، أو توفير ما يكفى لتدبير أسماك تشبع حاجة 20 أسرة يومياً.

وفى الأجزاء الأقل تضرراً من جنوب السودان، فإن نجاح موسم الزراعة الرئيسى سيكون حاسماً لوضعية الأمن الغذائى المتوسطة الأجل على الصعيد الوطنى، ففى ولاية غرب الاستوائية، التى سجلت أعلى معدلات الإنتاج فى البلاد على مدى السنوات الخمس الماضية، لم يتأثر المزارعون مباشرة من جراء النزاع وبدأوا فعلياً فى إعداد حقولهم.

وثمة قلق من أن الأزمة أشاعت الفوضى فى سلاسل توريد المدخلات والأسواق وأحبطت الجهود الإنمائية فى عموم أنحاء جنوب السودان. وتخطط منظمة "فاو" إلى توفير البذور العالية الجودة للفئات المعوزة، وتهيئة الأدوات والتدريب وغير ذلك من أشكال الدعم اللازم لضمان إنتاج زراعى مقبول فى عام 2014. وتبرز أهمية هذه الجهود لتوفير الغذاء، خاصة فى وقت لاحق من العام الجارى، ولا سيما على ضوء العجز الحالى فى إنتاج الحبوب الوطنى بما يقدر بنحو 400000 طن.

كذلك تمضى منظمة "فاو" بدعم المزارعين مباشرة من خلال برامج إكثار البذور، حيث يعكف المزارعون فى المناطق الأقل تضرراً بالنزاع على انتاح البذور لصالح العمليات الإنسانية فى مناطق النزاع بالولايات الشرقية من الجنوب السودانى.

الملايين فى خطر
ومن بين سبعة ملايين شخص يصنفون فى خطر من انعدام الأمن الغذائى المتفاوت بجنوب السودان، يقدر أن 3.7 مليون شخص واجهوا مستويات حادة من انعدام أمنهم الغذائى أو حالات طوارئ خلال فبراير.

وتدعو وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية معاً إلى حشد ما مجموعه 1.27 مليار دولار أمريكى، تلبية للاحتياجات الإنسانية العاجلة فى النصف الأول من عام 2014.

وبينما عبأت "فاو" أكثر من 6 ملايين دولار إلى الآن، فإنها تناشد مجموعة متنوعة من الجهات المانحة رصد 25 مليون دولار إضافية، لكن التمويل المتاح أقل بكثير مما هو مطلوب لتأمين مساعدة الأسر المعوزة.

وأكدت خبيرة المنظمة أن "الوقت يظل عنصراً حاسم الأهمية إذ ستغمر المياه معظم الطرق بالولايات المتضررة خلال موسم الأمطار، مما سيضطرنا إلى النظر فى عمليات توصيل المساعدات جواً، وهذا أكثر تكلفة وأقل فعالية، وإن تعين علينا أن نبذل كل ما بوسعنا فى هذا الوقت العصيب".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة