"الطاقة الذرية": نؤمن حماية البيئة المصرية من أخطار التلوث الإشعاعى

الإثنين، 07 أبريل 2014 10:38 ص
"الطاقة الذرية": نؤمن حماية البيئة المصرية من أخطار التلوث الإشعاعى رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور عاطف عبد الحميد
(أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور عاطف عبد الحميد، إن ‏عمل الهيئة ينصب على "التطبيقات السلمية للطاقة الذرية"، مشيرا إلى أنها تقوم بالدور الرئيسى ‏فى تأمين وحماية البيئة المصرية من أخطار التلوث الإشعاعى.

وأوضح رئيس الهيئة- فى مقابلة مع الوكالة، أنه رغم أن عمل الهيئة يركز على الأعمال ‏العلمية والبحثية، إلا أنه يرتبط ارتباطا وثيقا بالمواطن، قائلا "لا تقتصر استخدامات الطاقة الذرية على الحروب والدمار كما علق فى ‏أذهان البعض، بل تستخدم فى الكثير من الأعراض السلمية التى تمس المواطن وتخدم البيئة ‏والصحة والغذاء والصناعة والتعليم والتدريب، حيث تستخدم فى الكشف المبكر للأورام ‏السرطانية، واستصلاح الأراضى وتحسين جودة المحاصيل، ومكافحة الآفات، كالبكتيريا ‏والطفيليات الضارة، والحفاظ على البيئة، وعلاج آلام الأمراض الروماتيزمية، ومكافحة ‏الميكروبات الممرضة، كما تعمل على ضمان خلو الصادرات والواردات من الإشعاعات لتأمين ‏صحة المواطن المصرى".‏

وأضاف أن "مصر من الدول القلائل التى يوجد بها مجمع لإنتاج النظائر المشعة به مصنع ‏للوقود النووى، ومصنع للنظائر المشعة وهو ينتج 5 أضعاف احتياجات المواطن المصرى، نظرا ‏لأهميتها فى تشخيص وعلاج كثير من الأمراض، وخاصة الأمراض السرطانية، ويعمل على ‏تأمينها عند حدوث مشاكل فى السوق العالمية تحول دون توفيرها، مشيرا إلى أن هيئة الطاقة ‏الذرية وفرت على مصر شراء هذه النظائر من الخارج بالعملة الصعبة، إضافة إلى تصدير ‏الفائض منها إلى الخارج من خلال التسويق بالتعاون مع شركة هولندية للعمل كموزع لإنتاج ‏الهيئة من النظائر المشعة فى جميع دول العالم التى توافق مصر على التصدير لها.

ونوه بأن الهيئة تتوفر بها الكوادر والخبرات الأساسية التى تساهم فى الحفاظ على البيئة من ‏الملوثات الضارة للإنسان والحيوان والنبات، من خلال وسائل آمنة وصديقة للبيئة لا ينشأ عنها ‏أى ملوثات ولا ينتج عنها أى مخلفات من المواد التى تتم معالجتها إشعاعيا.‏

وأوضح أن الهيئة تستخدم تقنيات التحليل الإشعاعى للكشف عن الملوثات البيئية السامة ‏والخطرة من المعادن الثقيلة والخفيفة الناتجة عن الصناعات الملوثة للبيئة مثل الحديد والصلب ‏والأسمنت، وكذلك الرصاص المنبعث من عادم وقود السيارات وغيرها من ملوثات البيئة، كما ‏تستخدم تكنولوجيا الإشعاع فى عمليات تدوير المخلفات البلاستيكية والاستفادة منها صناعيا.‏

وفى مجال الصحة، قال الدكتور عاطف عبد الحميد، إن "الهيئة تدعم توسيع رقعة الاستخدامات ‏السلمية للطاقة الذرية فى مجال الطب النووى والصحة، وذلك عن طريق إنتاج النظائر المشعة ‏للاستخدام فى التشخيص والعلاج، وتقوم بأعمال التحليل بالتقنيات النووية، وتشمل التقدير ‏المناعى الإشعاعى للهرمونات والكشف المبكر للأورام السرطانية، كما تعمل فى مجال تعقيم ‏المعدات والعبوات الطبية والأدوات الجراحية وأجهزة محاليل الدم والقسطرات وخامات تصنيع ‏الأدوية، وذلك باستخدام أشعة جاما، كما تقدم الخدمات الاستشارية الخاصة بإزالة التلوث".‏

ولفت إلى أن هيئة الطاقة الذرية تقوم بإنتاج وتعقيم النسيج المشيمى لاستخدامه فى علاج ‏الحروق وقرح الفراش والتشوهات الجلدية، وذلك عن طريق تعريضه لأشعة جاما عند جرعة ‏إشعاعية محددة للقضاء على الميكروبات، وتستخدم تكنولوجيا الإشعاع فى تحضير وسادات ‏حرارية خاصة للتطبيق الطبى لتخفيف آلام الأمراض الروماتيزمية، وتعمل على الحد من ‏المشاكل الصحية التى تصيب الإنسان الناتجة عن التعرض الإشعاعى ودراسة دور مضادات ‏الأكسدة فى الحد من تأثير الإشعاعات وبحث وتطبيق طرق العلاج الحرارى فى علاج أمراض ‏السرطان.

وفيما يتعلق بالتطبيقات السلمية للطاقة الذرية بالنسبة للغذاء، قال الدكتور عاطف عبد الحميد ‏إن "الهيئة تعمل على حفظ الأغذية بالإشعاع طبقا للمعايير واللوائح المعمول بها عالميا مع ‏ضمان الجودة العالية دون استخدام المبيدات أو المواد الحافظة الضارة".‏

وأضاف أن "الهيئة تستخدم التشعيع الجامى فى استحداث طفرات محصولية ذات صفات ‏مرغوبة وعالية الإنتاجية مثل السمسم والأرز والبطاطس والقرطم، مما يساهم فى دعم الأمن ‏الغذائى، وتستخدم التقنيات النووية فى البحوث والتطبيق العلمى لزراعة الأراضى الصحراوية، ‏وتطوير سلالات النباتات الملائمة للظروف الصحراوية التى تقاوم الملوحة، وذلك باستخدام ‏الطفرات المولدة إشعاعيا باستخدام التكنولوجيا الحيوية، كما تستخدمها فى تنمية الثروة ‏الحيوانية والداجنة، وذلك عن طريق تحديد احتياجات الحيوان وتقدير القيمة الغذائية لمواد العلف ‏ورفع الكفاءة التناسلية باستخدام طرق التقدير المناعى الإشعاعى للهرمونات".‏

ولفت إلى أن الهيئة تستخدم بعض النظائر المشعة فى مجالات الرى والتنقيب عن البترول ‏والمياه وتحديد كميات المخزون منها.‏

وأوضح أن الهيئة تعاقدت مع شركة أمريكية للتسويق العالمى لما يعرف بالكواشف الإشعاعية، ‏مشيرا إلى أن هذه الكواشف عبارة عن ملصق يوضع على المواد التى تتم معالجتها بالإشعاع، ‏تفرق بين ما تمت معالجته وما لم تتم معالجته من خلال تغير لون هذه الكواشف، ونوه بأنها ‏أصبحت من متطلبات الشركات للتحقق من تعرض منتجاتها للجرعات الإشعاعية المحددة ‏بهدف تعقيمها وحفظها لفترات الصلاحية المقررة، مشيرا إلى أن الهيئة اتخذت هذه الخطوة بعد ‏تلبية احتياجات السوق المحلى بدلا من الاستيراد من الخارج، وهو ما يؤدى إلى توفير العملة ‏الصعبة للبلاد.‏

ولفت إلى أن الشركة الأمريكية تقوم بتسويق هذه الكواشف داخل أمريكا وفى الأسواق العالمية، ‏مثل إيطاليا والهند والسعودية وبعض الدول الإفريقية مثل غانا.‏

ونوه بأن الهيئة تقوم بدور مهم فى تحسين كفاءة الاستفادة من مياه الرى والعناصر الغذائية ‏لمحاصيل الخضر باستخدام النظائر الثابتة، كما تعمل على توفير المكافحة المتكاملة لآفات ‏الحقل عن طريق استخدام أشعة جاما مع بعض منظمات النمو للحشرات والمستخلصات ‏النباتية.

وفيما يتعلق بالتطبيقات السلمية للطاقة الذرية فى مجال الصناعة، قال رئيس هيئة الطاقة الذرية إن "الهيئة تقدم استشارات وخدمات فنية فى مجالات عديدة أهمها توكيد ‏الجودة، وهندسة المواد التى تخدم مجالات الخواص الميكانيكية والتآكل واللحام، واستخدام ‏تكنولوجيا الإشعاع للاستفادة من المخلفات البلاستيكية والزراعية فى مجال البناء والتشييد".‏

وفى مجال التطبيقات السلمية للطاقة الذرية فى مجال التعليم، قال إن "الهيئة تساعد الجامعات المصرية عن طريق تصميم أجهزة القياس النووية والأجهزة التدريبية ‏للمعامل المختلفة".‏

ولفت إلى أن الهيئة تعقد ندوات ومؤتمرات وورش عمل على المستويات المحلية والإقليمية ‏والدولية فى مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا النووية، إضافة إلى توفير التدريب.‏

وأوضح أن هيئة الطاقة الذرية تبحث كل ما يرد إليها من أفكار جديدة من الشباب من داخل ‏وخارج الهيئة وتتبنى بعضها، مشيرا إلى أن الهيئة تلقت اتصالا عبر البريد الإلكترونى من أحد ‏الطلاب فى المرحلة الثانوية واسمه "إسلام الجابرى وهبة" طرح فكرة عن الاندماج النووى، مشيرا ‏إلى أنه أعجب بجرأته والتعبير عن فكرته وأرسل فى طلبه ووفر له فرصة اللقاء مع اثنين من ‏كبار الأساتذة بالهيئة ناقشاه وأوضحا له الموضوع وبدأ يستوعب بفكر أعلى وأخذ ثقة أكثر فى ‏نفسه.

وشدد على أن هيئة الطاقة الذرية تفتح هذا الباب لتشجيع الشباب طرح ما لديهم من ‏أفكار، وتبنى ما له جدوى منها حتى إذا كان يحتاج إلى بعض التصويب أو التعديل.

وفيما يتعلق بالتعاون فى مجال الطاقة الذرية على المستويين العربى والدولى، قال الدكتور ‏عاطف عبد الحميد، إن "الهيئة عضو فى الهيئة العربية للطاقة الذرية والوكالة الدولية للطاقة ‏الذرية، وتتعاون معهما بشكل وثيق، مشيرا إلى أن الهيئة تعقد دورات تدريبية وندوات للأخوة ‏العرب داخل مراكز الهيئة فى مصر بشكل دورى.. كما تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة ‏الذرية لعمل مشاريع للمعونة الفنية تحصل من خلالها على أجهزة وخبراء فى مختلف ‏التخصصات، مشيرا إلى أن الهيئة حصلت على 6 مشروعات تعاون فنى خلال الدورة الأخيرة ‏للوكالة الدولية.

وأوضح أن هيئة الطاقة الذرية فى مصر هى نقطة الاتصال مع الجهتين على مستوى مصر ‏بالكامل، فيما يتعلق بالمشاريع المرتبطة بوزارات الصحة والصناعة والزراعة وجميع الجهات ‏المعنية على مستوى الجمهورية.‏

ولفت إلى أن الهيئة عقدت مؤخرا دورة حول استخدامات الطاقة الذرية فى مجال الدراسات ‏الأثرية، بحضور 32 متدربا من الدول العربية تحت رعاية الهيئة العربية للطاقة الذرية، ‏تناولت تحديد عمر الآثار والمومياوات باستخدام التقنيات النووية، مشيرا إلى أن هناك تعاونا ‏وثيقا بين الهيئة والوكالة الدولية للطاقة الذرية ووزارة الآثار فى هذا الصدد.‏

وفيما يتعلق بالتعاون مع إفريقيا فى هذا المجال، قال الدكتور عاطف عبد الحميد إن "هيئة ‏الطاقة الذرية تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى مجال تدريب الكوادر الإفريقية فى ‏مراكز الهيئة، كما تقوم بإرسال خبراء من مصر للمشاركة فى بعض الأنشطة فى الدول ‏الإفريقية".‏

وأضاف أن "الهيئة حصلت على 5 مراكز متميزة برعاية الوكالة الدولية للطاقة ‏الذرية من خلال مشروع التعاون مع الدول الإفريقية (الأفرا)، والتعاون مع قسم التعاون الدولى ‏الفنى فى الوكالة الدولية".‏

وفيما يتعلق بمصطلح طرح على الساحة فى الآونة الأخيرة، ويوصف بأنه "أخونة" هيئة الطاقة ‏الذرية، قال الدكتور عاطف عبدالحميد: "أطمئن جميع المصريين بأن الهيئة بعيدة تماما عن ‏أى انتماءات سياسية أو توجهات دينية، لأننا هيئة علمية بحثية، وجميع العاملين بها كوادر ‏واعية وتستطيع أن تقدر مصلحة الوطن".‏

وأضاف أن "الهيئة لديها لوائح تحدد مواصفات من يحصل على مناصب قيادية وتنظم هذه ‏العملية"، مؤكدا أنها تنسق بشكل وثيق مع جميع جهات الدولة بما فى ذلك ‏الأمنية منها، وأن الهيئة لا تدار بشكل عشوائى، وتحصل على موافقات على أنشطتها من ‏الجهات المختصة للحفاظ على أمن المواطن المصرى وأمن منشآت الهيئة.‏

ولفت إلى ضرورة عدم إتاحة الفرصة للترويج لبعض الشائعات والأكاذيب لمجرد الاختلاف ‏الشخصى مع بعض الأفراد، واتهامهم بالانتماء إلى توجهات معينة.‏. وقال "ما أثير مؤخرا عن أخونة هيئة الطاقة الذرية عار تماما من الصحة"، معربا عن أمله فى ‏الابتعاد عن ترويج مثل هذه الشائعات، لأنها ليست فى صالح الدولة وليست فى صالح ‏مؤسسات مهمة وعريقة مثل هيئة الطاقة الذرية التى تعمل منذ عام 1955.

ولفت إلى أن الهيئة لم تعان من قبل من مثل هذه الشائعات، لأن كوادرها منضبطة تماما ‏وتعرف أنه يتعين على الجميع التخلى عن أى انتماءات خاصة بمجرد الدخول من باب الهيئة ‏والتركيز فقط على عملهم.‏

وقال إن "هيئة الطاقة الذرية جزء من الدولة وتعانى من جميع المشاكل التى يعانى منها بناء ‏الشعب المصرى، ولكن العاملين بالهيئة يدركون أنهم يعملون بجهة حساسة ويبتعدون عن أى ‏اضطرابات ويراعون الفترة الحساسة التى تمر بها مصر، والتى يجب أن نتخطاها لنتقدم إلى ‏الأمام ونقدم ما يفيد بلدنا.‏





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة