البطريرك المارونى اللبنانى يدعو للسلام فى الدول العربية

أكد البطريرك المارونى بشارة الراعى أن المسلمين والمسيحيين فى الشرق الأوسط ينادون بالسلام فى بلدانهم وباستكمال ثقافتهم وحضارتهم المشتركة المسيحية والإسلامية. واعتبر البطريرك الراعى، فى تصريحات أدلى بها فى مطار بيروت اليوم قبيل مغادرته إلى سويسرا، أنه لا يمكن للمسيحيين والمسلمين البقاء عرضة لرياح تأخذهم شمالا ويمينا وتهدم عالمهم العربى.

ولفت إلى دور المسيحيين الحضارى والثقافى مع المسلمين وعيشهم سوية 1300 عام فى كل البلدان العربية وبنيهم حضارة مشتركة، مبديا الآسف لان تكون اليوم هذه الحضارة والثقافة التى بناها المسلمون والمسيحيون سوية تهدم، داعيا إلى العودة للوعى وإلى لعب دور السلام وأن يعود الشرق الأوسط والعالم العربى المسيحى والاسلامى ليحافظ على حضارته وثقافته لأنه لا يجوز أن يبقى الشرق الأوسط مكانا لاستهلاك الأسلحة.

ونوه البطريرك الراعى بالخطة الأمنية التى تم تنفيذها فى طرابلس بشمال لبنان، داعيا إلى أن تشمل الخطة منطقة البقاع وبيروت وكل المناطق المتوترة لأن الشعب اللبنانى يريد الأمن والسلام والاستقرار.

ونبه إلى الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة فى لبنان والدين العام يلامس 70 مليار دولار والحركة التجارية والاقتصادية شبه معدمة والناس باتت لا تتحمل فرض المزيد من الضرائب وعلى جميع المسئولين أن يبدأوا وبجرأة لوقف الهدر والسرقات ووقف وضع اليد على الخزينة وضبط الموارد وعدم إضافة رسوم وضرائب على الشعب اللبنانى المتعب وضبط كل التسريبات والقنوات التى تهدر المال العام.

وشدد الراعى على ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية فى المدة المحددة بموجب الدستور محذرا من ان الفراغ فى منصب الرئاسة يعنى الموت وقطع الرأس عن الجسد ويشكل الفراغ أكبر إهانة للمواطنين وللشعب اللبنانى بأسره وللبنان كدولة وفى حال حدوث فراغ فان ذلك يعنى أن مجلس النواب عاجز عن انتخاب رئيس فى الوقت الذى هو أهم واجب على النواب القيام به ومن المعيب على أى نائب ألا يحضر جلسة انتخاب الرئيس الجديد لأن الشعب اللبنانى قد فوض النواب القيام بهذا الامر.

وحول دعوة الوزير السابق فيصل كرامى له بتحديد موقف من ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للانتخابات الرئاسية.. أوضح البطريرك الراعى أنه لن يدخل فى صراعات داخلية وليس فى طبيعة عمله الانتخاب أو التعيين أو الاستثناء لأن هذه المبادئ من عمل السياسيين وعليهم تطبيقها بالطريقة التى يجدونها مناسبة.
وكان البطريرك الراعى قد توجه اليوم إلى جنيف فى زيارة تستمر خمسة أيام حيث يلقى محاضرة بدعوة من الممثل البابوى فى جنيف ويلتقى المندوب الأممى إلى سوريا الأخضر الإبراهيمى وأبناء الجالية اللبنانية فى سويسرا.