يعتبر إقليم القناة لمنطقة الإسعاف من أبرز المناطق سخونة، فضلا عن أنه ثانى أكبر منطقة على مستوى الجمهورية.
وقال الدكتور شريف مكين رئيس منطقة إسعاف إقليم القناة والذى يضم 6 محافظات الشرقية والإسماعلية وبورسعيد والسويس وشمال وجنوب سيناء "الإقليم يملك أكبر أسطول سيارات إسعاف وطاقات بشرية مقارنة بباقى القطاعات بقوة 450 سيارة و2800 فرد ما بين مسعف وقائد سيارة ومشرف، الأمر الذى يحتم عليهم تأدية واجبهم تجاه الوطن وعدم التخاذل أو التكاسل فى نقل أى مصاب دون النظر لهويته السياسية".

وأضاف مكين فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع" "سيارات الإقليم خاصة سيارات الشرقية والتى بها المنطقة المركزية تشارك فى جميع الأحداث الجارية منذ اندلاع ثورة يناير، فقد شاركنا فى أحداث محمد محمود الأولى والاتحادية فى عهد الرئيس السابق محمد مرسى، ونقلت جثمان الشهيد الصحفى الحسينى أبو ضيف، وكذلك فض اعتصام رابعة، وأحداث بورسعيد الأولى".
وأوضح مكين "أثناء مشاهدتى للمباراة ووقعت الأحداث فورا تحركت فيها أسطول السيارات من 6 محافظات وعملنا غرفة أزمة، بحيث تمت الاستعانة بسيارات الداخلية للتمركز على الطرق، بدلا من الطائرة والتى انتقلت لبورسعيد، لافتا إلى أن الأهالى فى المدينة ساعدوا السيارات، وقاموا بتنظيم المرور وفتح الطرق للمستشفى، بالإضافة إلى عمل مستشفى طوارئ على محطة قطار الزقازيق بتنسيق مع مديرية الصحة، وتم علاج المصابين ونقل بعضهم لمستشفيات الزقازيق الجامعى والأحرار".
وعن المخاطر التى يتعرض لها المسعفون خلال مشاركتهم فى الأحداث الجارية، أوضح مدير إقليم القناة أن المسعف يتعامل مع أى شخص على أنه إنسان لا يعرف أى انتماء له، ولكن الأزمة تكمن فى تعرض سيارات الإسعاف والمسعفين للاعتداءات وتحطيم السيارات والتى ظهرت واضحة فى منطقة شمال سيناء والتى وصفها بمنطقة "حرب قذرة"، لافتا إلى أن الحرب تكمن فى تعامل الجماعات التكفيرية والإرهابية مع المسعفين على أنهم مندوبون عن "الكفرة" على حد وصفهم، ويجب التخلص منهم على الرغم أن الإسعاف يتواجد فى أى منطقة قذف لنقل مصاب لا تُعرَف هويته.

وتابع: "فى مناطق الحروب فى أى مكان فى العالم يكون الإسعاف مأمنا لتأدية واجبه تجاه أى مصاب، موضحا أن الإرهابيين استهدفوا سيارة إسعاف، وفجروا فيها لغما قبل ذلك، وأيضا أطلقوا الرصاص على المسعفين، وأصابهم، فضلا عن تعدد حالات الاستهداف، خاصة فى المنطقة ما بين الشيخ زويد ورفح، قائلا: إنهم يعملون فى ظروف صعبة دون توفير أى وسائل تأمين أو حماية لتأدية عملهم سوى حماية الله وشجاعتهم وتحملهم المسئولية تجاه الوطن".
وأشار إلى أن الحال لا يختلف كثيرًا عن باقى محافظات الإقليم، وإن كان أقل حدة، وخلال أحداث عنف الإخوان بعد اعتصام رابعة وصل عدد السيارات التى تحطمت وتهشم الزجاج الخاص بها إلى 50 سيارة والتعدى على الأفراد والذين يتعرضون لكسور وجروح أبرزها إصابة مسعف فى أحداث السويس بطلق خرطوش فى العين.
وحول المعوقات التى تواجه طاقم الإسعاف فى تأدية واجبه، قال الدكتور شريف مكين إن من أبرز المشكلات والتى تستهلك 55% من طاقة سيارات الإسعاف هى عدم وجود آلية ربط إلكترونى للمستشفيات، حيث إن المسعف ينقل المصاب من مكان الحادث إلى المستشفى دون علم له، هل المستشفى مجهزة لاستقبال الحالة أم لا أو هل يوجد لها سرير بغرفة العناية أم لا ويضطر المسعف لنقل الحالة من المستشفى إلى أخرى والتى تستهلك الوقت وتعرض المريض لمخاطر أيضا.
وأوضح أن حالة الربط الإلكترونى للمستشفيات فى حالة الإبلاغ عن حادث وفور وصول المسعف سوف يعطى إشارة لغرفة العمليات بحالة المصاب والتى سوف توجه لأقرب مستشفى مستعد لاستقبال حالته.

واستطرد مكين أن من أبرز معوقات العمل أيضا استخدام سيارات الإسعاف فى نقل جثث الشهداء أو جثامين ضحايا الحوادث وغيرها، والتى بالطبع هى خدمة وطنية، ولكن خروج السيارة من منطقة تمركزها لنقل الجثمان تستغرق عدة ساعات، وأحيانا يوما كاملا قد يعرض حياة مواطن آخر حى للخطر الذى قد يتعرض لحادث أو تفجير خاص إن التفجيرات والأزمات أصبحت شبه يومية بالمحافظات.
وناشد المسئولين بالجهاز الحكومى والجمعيات الخيرية بتوفير سيارات لنقل الموتى للمساعدة فى نقل الجثمانين بصورة كريمة لذويهم ومساهمة منهم فى المرحلة الصعبة التى تمر بها البلاد.
وعن عمل غرف العمليات، أوضح مدير إقليم القناة "الغرف تعمل 24 ساعة وتوجد أجهزة تسجيل لكل المكالمات ونقوم بإعادة فحصها فى حالة تلقى أى شكاوى، كما أن أعضاء غرف العمليات والمسعفين أيضا لديهم تعليمات مشددة بعدم إبراز مشاعرهم او اتجاهاتهم السياسية خلال العمل".
وأضاف أن آخر إحصائية عن أجهزة التسجيلات بغرف العمليات وصلت إلى تلقى 27 ألف مكالمة فقط من الشرقية و12 ألف من المحافظات الأخرى والتى تكون 99% منها معاكسات وتوجيه ألفاظ خارجة، موضحا أن من بين 39 ألف مكالمة ورنة يوميا يكون منها 690 بلاغا حقيقيا يوميا على النحو التالى "الشرقية من 350 إلى 450 بلاغا حقيقيا يوميا، والإسماعيلية نحو 200 وبورسعيد 150 والسويس من 70 إلى 80 وشمال وجنوب سيناء من 50 إلى 60 يوميا".
