إذا أردنا اليوم، الحديث عن البحث العلمى فى مصر، فيكفى أن تصفه فى بضع كلمات قليلة، مفادها أنه مجال الخيال العلمى؛ نظرًا لأن رؤية المسئولين عن هذا المجال لا تتعدى مجموعة أفكار تخط على أوراق لتقبع فى أدراج المكاتب، ولا تخرجها سوى المصالح الشخصية! فمسئولو "الخيال العلمى المصرى"، يبيعون الوهم للمواطن البسيط، من خلال رسم مجموعة من فقاقيع الماء زاهية الألوان، وتسويقها فى وسائل الإعلام المختلفة، مع تدشين عدة مؤتمرات لتدعيم هذه "الفقاقيع"، لعلمهم المسبق أن المواطن المصرى ستصله هذه الإعلانات الصحفية ويصدقها، لكن المحصلة النهائية العملية، لا شىء يحدث على أرض الواقع، ما يحدث فى مصر، عبارة عن فيلم كوميدى خيالى، ورغم أن هذه البلاد زاخرة بآلاف النبغاء والعباقرة، الذين يفكرون ويبتكرون ويطورون، ولا يبحثون عن كسب أموال طائلة أو تحقيق شهرة، إلا أنهم لا يجدون من يستمع إليهم أو يوفر لهم أبسط الإمكانيات لتحقيق مشاريعهم العلمية، ويبدأ طريق انهيار العلم فى مصر، بتسليم الشباب أفكارهم وابتكاراتهم للمسئولين، عديمى الجدوى، فرغم أنهم أسماء لامعة تعرف بتميزها فى المجال العلمى، درست فى الجامعات الخاصة والأجنبية، إلا أنهم لا يأبهون بتطور مصر أو تقدم العلم بها، فأغلبهم يفتقدون للحب والانتماء لمصر، خاصة أولئك الذين منحتهم دول الغرب دوراتها ومنحها العلمية، فما يهمهم تحقيق فائدة مادية ومصلحة شخصية، أو فى بعض الحالات تحقيق أهداف دول لا ترجو الخير لمصر، وعندما أراهم يعودون للعمل بالبلاد، أتذكر المثل المصرى الشهير "الحداية ما بترميش كتاكيت!". للأسف مصر تعانى منذ زمن من مشكلة اختيار المسئول الصحيح، لوضعه على كرسى وزارة البحث العلمى، بحيث يسخر مقدرات الوزارة لاكتشاف شباب المخترعين وينفذ أفكارهم البحثية، ويوظفها لحل مشاكلنا فى كافة المجالات، فيضع مصالح العاملين بالبحث العلمى ومصالح الدولة قبل مصلحته الشخصية، ويحلم لرؤية مصر أفضل دولة فى العالم قبل أن يحلم بتحقيق أهدافه وطموحه الشخصى، فكم نفتقد لأولئك الذين يضعون مصلحتهم الشخصية جانبًا رغبةً فى تحقيق الصالح العام، أحلم أن أراهم قريبًا.. أحلم أن يأتى اليوم على مصر، فلا أرى المسئولين يهرولون لتحقيق مصالحهم الشخصية، وملء جيوبهم وحساباتهم الخاصة بالبنوك الداخلية والخارجية، ووضع إنجازاتهم فى سجل انتصاراتهم العملية! غبى من يقول أو يصدق أن فى مصر بحثا علميا.. فى مصر، مجرد خيال علمى غير ناضج!
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة