عندما يأتى شهر إبريل من كل عام يذكر العالم أجمع تلك الانتفاضة الشعبية التى شهدتها مدينة المحلة الكبرى، إحدى أكبر قلاع الصناعة فى مصر .
تلك المدينة التى أطلقت شرارة 25يناير، وكانت بداية سقوط حكم "مبارك"، والتى شهدت قيام الأهالى بإسقاط صورة الرئيس المخلوع، فى سابقة لم تشهدها مصر من قبل فى ظل حكم الحديد والنار، أعادت للأذهان إسقاط صور الرئيس العراقى صدام حسين أثناء الاحتلال الأمريكى، والتى تناقلتها جميع وسائل الإعلام العربية والعالمية، وأكدت أن هذه هى بداية سقوط الرئيس المخلوع.
يأتى هذا اليوم بعد أن حدد عمال المحلة يوم 6إبريل 2008 يوما للإضراب العام على مستوى الجمهورية، فى الوقت الذى تم تحديد يوم 8إبريل لإجراء انتخابات المحليات بالمحافظات بجميع مستوياتها على أن يتم الدخول فى الإضراب العام والدعوة إليه، للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية والاقتصادية والاجتماعية.
وفى هذا اليوم انتفض أهالى المدينة عقب خروج العمال فى الثالثة والنصف، وشهدت أعمال حرق وتكسير وتدمير وإشعال النيران فى المدارس والمحلات والبنوك والمطاعم والسيارات الخاصة والعامة والتى استمرت 10أيام متصلة.
فى الوقت الذى قام فيه أهالى المدينة بإشعال النيران على قضبان السكك الحديدية، وقطع الطرق المؤدية للمدينة فى جميع الاتجاهات، حينما اشتد جبروت الأجهزة الأمنية التى دفعت بمئات التشكيلات الأمنية لمواجهة هذا الطوفان من الغضب المحلاوى، والذى راح ضحيته 3 أشخاص وإصابة العشرات، ما دفع وزارة الداخلية للتعزيز بـ46 تشكيل أمن مركزى، قاده اللواء عدلى فايد، مساعد وزير الداخلية للأمن فى عهد حبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق، والذى لم يتمكن من الدخول إلا بعد مرور ساعات طويلة من احتجازه على الطريق والقوة المرافقة له.
وانتقل المستشار عبد المجيد محمود، النائب العام، للوقوف على حقيقة الأحداث واعترضه أهالى المدينة، فيما كان أحمد نظيف، رئيس الحكومة آنذاك، و6وزراء فى زيارة للمدينة، وعقد لقاء مع عمال الشركة بمسرح غزل المحلة وأكدوا موافقة الحكومة على تنفيذ مطالب العمال.
وحينها فرضت الأجهزة الأمنية حظر التجوال ومنعت تواجد المواطنين بالشوارع، إلا أن شعب المحلة وقف فى وجه تلك الأوامر، وقام المواطنون بمهاجمة قوات الشرطة باستخدام الدراجات النارية، والتى كانت تعد المرة الأولى التى تستخدم فيها الدراجات النارية بأسراب كبيرة فى مواجهة الشرطة من كل مكان.
وكانت هذه الانتفاضة هى الشرارة التى ألهبت حماس الشعب المصرى، للوقوف فى المظاهرات التى شهدتها مصر، منذ ذلك التاريخ فى المحافظات والمدن وأمام الوزارات وكانت بداية النهاية لإسقاط نظام الرئيس المخلوع فى 25يناير 2011.
وكان لانتفاضة عمال المحلة أثر كبير على حركة الشارع المصرى، الأمر الذى تمثل فى تدشين مجموعة من الشباب فى العام ذاته "6 إبريل" اسمها لحركتهم التى أسسها أحمد ماهر وآخرون، تحتفل الحركة اليوم ذاته بهذه الذكرى.
فى الذكرى السابعة لانتفاضة عمال المحلة.. الإضراب رفع أول كارت إنذار لمبارك ومهد الطريق لثورة 25 يناير.. وإسقاط صورة المخلوع إشارة لبدء انهيار نظامه.. وتأسيس 6 إبريل تيمناً بالأحداث
الأحد، 06 أبريل 2014 01:09 م