د. مصطفى النجار

عن الحكومة والكهرباء والمصارحة

الأحد، 06 أبريل 2014 09:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عادت مشكلة الانقطاع المتكرر للكهرباء تضرب مصر بشدة خلال الأيام الماضية وبمعدلات لم تحدث قبل ذلك وقبل دخول فصل الصيف الذى يتوقع فيه زيادة الأحمال وبالتالى أوقات أطول سيقضيها المصريون فى ظلام دامس.
مشكلة الكهرباء ليست بجديدة، ولكننا لم نصارح الناس بالحقائق التى تتسبب فى المشكلة، وهى كما يقول الخبراء تتلخص فى نقص الوقود الذى نحتاجه لتشغيل المحطات وعدم وجود سيولة مالية كافية تسمح بشراء المواد البترولية لتعوض النقص بالإضافة إلى عدم انتظام الصيانة الدورية داخل المحطات مع ارتفاع معدلات الاستهلاك عاما بعد عام.
بعد انتظار عقدت الحكومة مساء الثلاثاء الماضى مؤتمرا صحفيا مهما تحدث فيه المسؤولون عن الكهرباء فى مصر وقال المهندس خالد عبدالبديع، رئيس الشركة القابضة للغاز الطبيعى، إن هناك بدائل لمواجهة أزمة انقطاع التيار الكهربائى منها استيراد الغاز بداية من أغسطس القادم وزيادة كميات المازوت وأوضح أن استيراد الغاز يتم عن طريق الوحدات العائمة، وأنه تم طرح مناقصتين لاستيراد الغاز، حيث تم اختيار الشركة التى ستقوم بتوريد الوحدة العائمة، مشيرا إلى أنه ليس من السهل توافر الغاز المسال، وبالتالى فإنه لم يكن من السهل الحصول على الكميات المطلوبة بالمناقصة وأكد أن عملية استيراد الغاز ستستمر لفترة فى مصر من ثلاث إلى أربع سنوات.
مؤتمر الحكومة للتعليق على مشكلة انقطاع الكهرباء خطوة إيجابية لأنها صارحت الناس بحجم المشكلة واعترفت بقدراتها الفعلية دون تبرير أو مبالغة، وهذه خطوة تأخرت كثيرا خاصة فى ملف الكهرباء، ليس هناك خيار آخر وسط هذه الظروف سوى تخفيف الأحمال، وذلك بقطع الكهرباء عن المناطق بالتناوب لعدة ساعات يومية، وإذا لم يتم قطع الكهرباء لتخفيف الأحمال فقد يؤدى ذلك إلى توقف بعض المحطات بالتوالى ثم سقوط الشبكة بأكملها، وهذا فى حالة حدوثه يحتاج إلى أيام وربما أسابيع لاستعادة الشبكة مرة أخرى بما يعنى شلل الحياة فى مصر وتأثر قطاعات كبرى مثل المياه والاتصالات وغيرها كما يقول الخبراء وهذا ما لا نتمنى الوصول إليه.
من المؤسف أن المصريين يدفعون فواتير الكهرباء ولا يجدون هذه الخدمة التى يدفعون ثمنها ولا يمكن اختزال المشهد فى المشكلة المتصاعدة هذه الأيام، بل هو سوء التخطيط ومواجهة المشكلة بعشوائية باستراتيجية «الواد اللى بياخد 20 جنيه ويشيل الفيشة» و«الإخوان هما اللى بيقطعوا الكهرباء» وهذا العبث المتهالك الذى أوصلنا لما نحن فيه الآن.
حل مشكلة نقص الوقود ونقص الإمكانيات المادية له علاقة بضرورة إعادة النظر بمنظومة دعم الطاقة والتوقف عن إهدار عشرات المليارات فى دعم لا يصل لمستحقيه ويستفيد منه الأغنياء أكثر من الفقراء، كذلك البحث عن مصادر طاقة بديلة واقعية واقتصادية مع غرس سلوكيات الترشيد لدى المواطنين الذين يجب أن يشعروا أن الماء والكهرباء هما أحد أسباب الحياة التى يجب أن يتعاملوا معها بشكل مختلف عما مضى.
إذا احترمت أى سلطة عقول مواطنيها وصارحتهم بالحقائق وطلبت منهم أن يشاركوها فى حل أى مشكلة فسيستجيب الناس إذا رأوا رؤية واضحة وتخطيطا علميا وقدوة ممن هم فى السلطة كمبادرين فى تنفيذ أى خطوات للإصلاح، سواء أفراد أو جهات.
مشكلة الكهرباء مثل كثير من المشكلات اليومية التى يعانى منها المصريون ستبقى قائمة إلا إذا سلكنا طريق العلم وإعادة التخطيط وفراق تراث ماضى الفشل والعشوائية.








مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

MONA ZOHDY

بارك الله فيك د/مصطفي واعانك

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

ايناس محمد

اوجزت وانجزت يا دكتور أحييك على المقال

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

هاله احمد

الكهرباء

عدد الردود 0

بواسطة:

هبه فاروق

شباب مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

داليا محمد

شكرًا مصطفى، أتمنى ان يسمع صوتك

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

على سامى

شكرا دمصطفى مصر بخير مادام فيها ناس زيك

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

مؤذن فى مالطه

حل مشكلة نقص الوقود ونقص الإمكانيات المادية له علاقة بضرورة إعادة النظر بمنظومة دعم الطاقة

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد

شكر ا يا كبييييييييييييييييييييييييير

مش عارف اقولك ايه يا كبير

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد انور

هو انت لسه عايش

فعلا اللي إختشوا ماتوا

عدد الردود 0

بواسطة:

مروه عبد القادر

مقال رائع يا مصطفى دومت لنا

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة