كلما أطل علينا شبح الإرهاب الأسود والذى يتزامن دائما مع الرسائل التى يبعث بها قادة جماعة الشر والإرهاب، وآخرهم مرشدهم عندما تحدث من خلف أسوار قفص الاتهام زاعما عن مدى الظلم والقهر الذى يتعرض له هو وأقرانه خلف الأسوار وكيف تمت الإطاحة بالرئيس الشرعى المنتخب، والدستور التوافقى وكيف كان الاستقرار والهدوء والأمن يعم البلاد طيلة تلك الأيام التى حاولت تلك الجماعة الإرهابية احتلال وتخريب مصر على كافة الأصعدة.
وتكتمل تلك الصورة مع الذيول والأتباع والمتعاطفين مع الإرهاب من الخارج والداخل سواء كان بطريقة مباشرة من خلال تعليقاتهم أو كتاباتهم المسمومة التى لا جدوى ولا طائل منها سوى محاولة إيجاد نوع من الانقسام أو التشكيك داخل المجتمع المصرى أو الطريقة غير المباشرة عن طريق النقد الدائم لكل ما هو وطنى وجاد ومخلص فى هذا البلد، وعلى رأسهم المؤسسة العسكرية المصرية التى هى من صميم تركيبة ونخاع هذا الشعب، والتركيز الدائم على مصطلحات العسكرة والدولة البوليسية والدولة العميقة.. فبالله عليكم إن كنا نعيش فى دولة بوليسية كما يدعى هولاء هل كنا نرى ذلك الدم النازف يوميا من ضباط وأفراد جيش وشرطة وقيادات أمنية أم تلك الفتيات والزهور التى لم تتفتح بعد كالصحفية الشابة "ميادة" أو "مارى"، تلك الشابة التى قتلت فى شوارع عين شمس، وكانت ضحية تلك الرسائل البغيضة من مرشد الشيطان.
ويتزين المشهد بمحاولات البعض أيضا لطرح دعوات المصالحة التى لا تجد صدى فى الشارع المصرى سوى التهكم والسخرية من أفراد الشعب الذى يدفع يوميا ثمن حريته، فيأتى هولاء لينادوا بالمصالحة ودم أبناء الشعب مازال ينزف فى شوارع المحروسة.
تحضرنى بشدة الآلية التى تعامل بها الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر" مع هولاء عندما أدرك مبكرا أنه لا حوار ولا جدوى منه مع من كان القتل والاغتيال عقيدته ومبدأه الأساسى.
أخيرا أوجه ندائى إلى سيادة رئيس الجمهورية، والقائمين على الأمن فى بلادنا يا سيادة الرئيس لم يعد الوطن يحتمل مزيدا من الدماء بل يحتاج مزيدا من قبضة القانون ولتتنحى جانبا أبواق حقوق الإنسان التى لا تغنى ولا تسمن من جوع.
