سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 6 إبريل 1250.. لويس التاسع ملك فرنسا أسيرا فى المنصورة بعد هزيمة الصليبيين

الأحد، 06 أبريل 2014 08:51 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 6 إبريل 1250.. لويس التاسع ملك فرنسا أسيرا فى المنصورة بعد هزيمة الصليبيين سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وقع "لويس التاسع" ملك فرنسا فى مرض عضال شارف به على الموت، وعندما شُفِىَ منه قطع عهدا على نفسه بأن ينجز شيئا كبيرا يعترف من خلاله بفضل الله عليه، فقرر تجهيز حملة صليبية لتنفيذ ما أسموه بـ"تحرير بيت المقدس"، وكانت الحملة هى السابعة (عام 1248) فى مسلسل الحملات الصليبية، وأولها كان (عام 1095).

كانت الحملات الصليبية فى جوهرها استعمارا استيطانيا يفعل فى الأرض العربية مثلما فعلت إسرائيل بفلسطين، وجاءت إلى المنطقة حلا لأزمات سياسية فى بلادها، كما حدث فى "الحملة السابعة"، ويقول عنها المؤرخ الدكتور "محمود سعيد عمران" فى كتابه "الحروب الصليبية": "لعبت البابوية دورا فى هذه الحملة للتخلص من مضايقات الملوك والأمراء حتى تخلو الساحة بابتعاد لويس الذى كان له موقف حازم نحو رجال الدين".

حكم "لويس التاسع" فرنسا من 1226 حتى 1270، ولم يتوقع يوما أنه سيقع أسيرا فى مدينة المنصورة فى مثل هذا اليوم "6 إبريل 1250"، بعد هزيمة منكرة لجيشه على أيدى المماليك".

فى كتابه المهم "عصر سلاطين المماليك" للمؤرخ الدكتور قاسم عبد قاسم، يتحدث عن "معركة المنصورة" التى تواصلت جولاتها لأسابيع حتى انتهت بأسر "لويس التاسع"، ويشير إلى أن الظاهر بيبرس هو الذى أعد الخطة الماكرة لقتال "الفرنج"، ووافقت عليها "شجرة الدر" صاحبة النفوذ الفعلى، حيث مات زوجها الملك الصالح "نجم الدين أيوب" أثناء المعركة، لكنها أخفت الخبر حتى لا يرتب آثارا سلبية.

قامت خطة "بيبرس" على تشييد عدة كمائن من الفرسان داخل المدينة، وبقاء الأهالى فى منازلهم دون حركة مع الاستعداد للانقضاض على فرسان العدو فى اللحظة المناسبة، ودخلت القوات الصليبية إلى المدينة فوجودها صامتة، ولما تجولوا فى شوارعها ظنوا أن الحامية والأهالى فروا منها، وبينما هم يبحثون عن الغنائم، فتح عليهم فرسان المماليك وأهالى المنصورة والمتطوعون أبواب الجحيم من كل ناحية، فتبعثرت القوات الصليبية فى كل ثنايا المدينة، ووضع الأهالى المتاريس أمامها وقذفوها ب"القذائف المنزلية" من فوق أسطح المنازل، وكان عدد القتلى كبيرا من بينهم شقيق الملك "الكونت أرتو" وعدد كبير من النبلاء، والذين نجوا فروا على أقدامهم ليلقوا بأنفسهم فى النيل، بعد أن طاردهم الأهالى بالسهام والحراب والسيوف.

فى اليوم التالى لمعركة المنصورة عقد "فارس الدين أقطاى الصالحى" القائد العام للجيوش المصرية، مجلس حرب، عرض فيه معطفا قصيرا عليه شارة البيت الملكى الفرنسى كان يرتديه شقيق لويس التاسع "أرتو" الذى قتل فى المنصورة، ظنا منه أنه معطف الملك نفسه، وأعلن أن مقتل الملك يستوجب مهاجمة الجيش الفرنجى بلا تردد، وبدأ هجوما جديدا تمكن الفرنج من صده، ليتكرر مرة أخرى حتى ساءت أحوال الفرنج، فطلب "لويس التاسع" الهدنة، وعرض تسليم مدينة دمياط التى احتلها من قبل مقابل تسليمه "بيت المقدس"، وقوبل طلبه بالرفض، وتجدد القتال حتى وقعت الهزيمة كاملة لجيش لويس، وتم أسره فى قرية منية عبد الله، ونقله إلى دار "ابن لقمان".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة