كشفت حركة "الخدمة" التركية، التى يتزعمها فتح الله كولن، والتى تعد أكبر الحركات الاجتماعية فى تركيا المناهضة لسياسات رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، من القاهرة عن تفاصيل الممارسات القمعية التى يقوم بها ضد الشعب التركى، وكيفية تحوله خلال السنوات الثلاثة الأخيرة إلى ديكتاتور تدعمه الولايات المتحدة، كما كشفت عن أدق تفاصيل علاقاته القوية مع إسرائيل.
وقال الدكتور إحسان يلمز، أستاذ العلوم السياسية بجامعة "الفاتح" التركية، وأحد أهم قادة الحركة البارزين والمقرب من كولن، لـ"اليوم السابع" إن أردوغان بدأ يتشكل كديكتاتور وحاكم سلطوى منذ عام 2010، وقال إن هناك 3 شواهد أكدت تحوله لحاكم سلطوى، أولها أنه خلال استفتاء 2010 تم تغيير هيكل المحكمة الدستورية العليا فى أنقرة، حيث سمح هذا التغيير بعدم إغلاق أى حزب سياسى يقوم على أساس دينى، مشيرا إلى أنه كان هناك محاولات منذ عام 2008 لإغلاق تلك الأحزاب وكان من بينها حزب "العدالة والتنمية" الذى يترأسه، ولكن مع التغيير لم يكن بوسع المحكمة الدستورية إغلاق أى حزب، وبالتالى تخلص أردوغان من مخاوف إغلاق حزبه، وبناء على ذلك أصبح أردوغان يشعر بالسلطوية بعد التخلص من هذه المخاوف.
وأضاف يلمز، أن من بين الشواهد التى أكدت على سلطويته، اعتقاله لمئات الأشخاص والعديد من لواءات الجيش التركى، بتهمة التخطيط للانقلاب ضده، وقام بحبسهم جميعا، وبعد هذا الإجراء شعر بالارتياح، مضيفا أنه بعدما تأكد أن حزبه لن يغلق وأن لواءات الجيش لن يقوموا بانقلاب ضده شعر بسلطوية أكثر، موضحا أن أردوغان خدع الأتراك حينما عبر عن عدم رغبته فى الانضمام للاتحاد الأوروبى، بعكس ما كان يعد خلال حملاته الانتخابية، مشيرا إلى أن أحد أبنائه أكد ذلك خلال أحد اللقاءات التليفزيونية، بأن تركيا ليست فى حاجة إلى الانضمام لهذا الاتحاد.
وأشار المعارض التركى البارز – الذى يعد من بين 40 شخصا مطلوب اعتقالهم من جانب نظام أردوغان حسبما أكد لـ"اليوم السابع" – إلى أن كبير مستشارى أردوغان كان دائما يقول إن هناك زعيمين ونصف فى العالم، وهم بوتين وأردوغان بينما النصف زعيم هو الرئيس الأمريكى باراك أوباما، لأنه لا يستطيع اتخاذ قرار حتى بتعيين سفيرا للخارج إلا بالرجوع للكونجرس وللإدارة الأمريكية، ولا يأخذ القرارات من تلقاء نفسه، وبالتالى فهو من وجهة نظر أردوغان ومستشاريه رئيس فاشل.
وعن العامل الأخير الذى أكد تحول أردوغان لدكتاتور، قال يلمز، إنه فى عام 2012 حاول تغيير نظام الحكم من برلمانى إلى رئاسى، مشيرا إلى أن هذا القرار لا يتضمن بطبيعة الحال أى توازن بين السلطات، ويجعل الرئيس هو من يسن القوانين ويشرعها، كما أنه أصبح باستطاعته أن يعين 56% من القضاة، موضحا أن هذا الأمر تم رفضه من قبل المعارضة التى كانت أغلبية فى البرلمان، ولكن هذا الأمر أظهر نوايا أردوغان.
وشبه يلمز، أردوغان بالرئيس العراقى الراحل صدام حسين، مشيرا إلى أنه استغل مشكلة الفلسطينيين، ولم يفعل أى شىء على الإطلاق لمساعدتهم، مضيفا أن رئيس الوزراء التركى فى السلطة منذ أكثر من 12 عاما ولكنه لم يفعل شيئا على الأرض لصالح الفلسطينيين، كاشفا أنه لا يوجد خبير واحد تركى بالجيش يستطيع تحليل قوة الجيش الإسرائيلى ولا حتى يوجد متحدثين للعبرية داخل الجيش يستطيعون رصد كل ما يدور بالدولة العبرية.
وأشار المعارض التركى البارز، إلى أنه بعد الحادث الشهير فى مؤتمر "دافوس"، عندما انسحب أردوغان من المؤتمر فى وجود الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز، ظهر أردوغان كبطل شعبى، ولكن العلاقات التركية - الإسرائيلية ظلت كما هى ولم تتأثر على الإطلاق، بل تعمقت تجاريا وعسكريا واستخباريا، وكشف عن معلومات لأول مرة تتعلق بالسفينة "مرمرة" التى كانت ضمن أسطول الحرية الذى أبحر عام 2010، وقتل خلاله 9 مواطنين أتراك على يد قوات الجيش الإسرائيلى، وهى أنه كان على متن السفينة 5 بحارة محسوبين على حزب أردوغان، وقاموا بالنزول من السفينة قبل إبحارها بدقائق، مؤكدا أن أردوغان كان يعلم أن هذا الأمر سيحدث ولم يمنعه.
وأضاف يلمز، أنه منذ 3 شهور سأل أحد نواب البرلمان أردوغان خلال استجواب له حول أحداث أسطول الحرية عن هذه الواقعة، ولم يستطع أردوغان الإجابة، كما لم يفسر لماذا لم يمنع السفينة من الإبحار، رغم علمه بتهديدات إسرائيل للأسطول ونزول 5 مسئولين من السفينة قبل إبحاره لقطاع غزة.
وكشف يلمز، أيضا أنه عندما اعتذر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، منذ أشهر لتركيا بضغط من أوباما كان هناك شروط بأن لا تقاضى تركيا إسرائيل أمام المحاكم الدولية، ولم يعلن أردوغان فى حينها عن هذا الشرط لكنه تم الكشف عنه مؤخرا.
وأكد يلمز، أن أحد أبناء أردوغان لديه شركة بحرية كبيرة بها حوالى 6 سفن تعمل بالتجارة مع إسرائيل، وأن هذه الشركة تستثمر أموالا كبيرة فى تل أبيب، موضحا أن العلاقات الإسرائيلية – التركية فى مجال التجارة والأمن زادت بشكل مذهل وعمقت خلال العشر سنوات الأخيرة رغم بعض التوترات السياسية التى لم تؤثر على تلك العلاقات المتينة.
وكشف يلمز، أن أردوغان هو الزعيم المسلم الوحيد فى العالم الذى نال وساما رفيع المستوى من اللوبى اليهودى الأمريكى الداعم لإسرائيل فى واشنطن "الإيباك"، وذلك لدعمه لإسرائيل وجهوده الكبيرة فى تدعيم العلاقات بين البلدين، كما أوضح أن الشاحنات التركية لا تستطيع العبور عبر سوريا حاليا بسبب الظروف الأمنية هناك، ولكن تتجه الشاحنات إلى مينا حيفا فى إسرائيل ومنها للدول العربية ودول الشرق الأوسط.
وأوضح المعارض التركى الكبير، والأستاذ بجامعة "الفاتح" أن المشكلة الآن فى أنقرة ليست صراعا على السلطة بين حزب "العدالة والتنمية" وبين "حركة الخدمة" ولكنها صراع بين أردوغان والديمقراطية، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء التركى يفرض حاليا ضرائب باهظة على كافة رجال الأعمال الذين يعارضون سياسته، ويغض الطرف على الآخرين.
كشف يلمز، أن أردوغان يمارس ضغوطا هائلة، على وسائل الإعلام والصحف اليومية وقنوات التليفزيون، مشيرا إلى أنه يسيطر على بعض وسائل الإعلام فى الدولة، وأن هناك إحدى الصحف المؤيدة له – لم يكشف عن اسمها - أصبح مالكها نائبا مقربا للغاية لأردوغان، موضحا أنه فى الوقت الحالى توجد 10 صحف و10 قنوات تليفزيونية تسيطر عليها عائلة أردوغان بشكل مباشر وغير مباشر.
وأضاف المعارض التركى، أن من بين التغيرات التى أجراها أردوغان مؤخرا لتعزيز مكانته السلطوية، أصبح القضاة والمدعون العام خاضعين لأردوغان، ويستطيع عزل من يشاء منهم، مضيفا أن من بين التغيرات أيضا أصبحت حرية الإنترنت محدودة جدا وأن أردوغان وافق على تلك الممارسات والتى كان أخرها حجب موقع "تويتر" من على شبكة الإنترنت فى تركيا.
وحول الممارسات السلطوية التى يمارسها أردوغان أيضا، كشف يلمز، أن أردوغان دائما ما يزعم بأن "حركة الخدمة" ومؤيديها المنتشرون فى جميع أرجاء تركيا يقفون ضد حل الأزمة الكردية، مضيفا أن تلك المزاعم باطلة تماما لأن المشكلة الكردية فى تركيا تتعلق بالأساس بأبسط حق من حقوق الإنسان، وهى اللغة، كاشفا أن أردوغان يمنع تماما استخدام اللغة الكردية فى الحياة العامة، ويقوم بحملة اعتقالات لمتحدثيها، ويمارس ضدهم أبشع أعمال الاضطهاد، وبالتالى أصبح أردوغان حاكما سلطويا يمنع حتى ممارسة التحدث بلغة ما داخل حدود الدولة.
وحول نشاط "حركة الخدمة" فى تركيا لمساعدة الجالية الكردية الموجودة بالبلاد، قال يلمز، إن الحركة لديها العشرات من المدارس والمؤسسات التعليمية والخدمية، حيث لديها حوالى 21 مدرسة خاصة فى المناطق التى يسكن بها أغلبية كردية، وبالتالى فهى تسعى لنشر الحرية والديمقراطية، عكس ما يزعم أردوغان.
وأكد يلمز، أن سياسة أردوغان الخارجية انهارت تماما، خاصة عقب هجومه على مصر عقب ثورة 30 يونيو، كما أنه خسر حلفاء كثيرون بمنطقة الخليج العربى بسبب موقفه من مصر من بينهم دولة الإمارات العربية المتحدة، وعدد أخر من دول المنطقة انهارت علاقتها مع أنقرة، لكنه لا يستطيع أن يتحدث عن ذلك إعلاميا.
وكشف المعارض التركى أن ثانى أكبر قاعدة جوية لأمريكا فى المنطقة بعد قطر توجد فى تركيا لحماية إسرائيل، مؤكدا أن وجود هذه القاعدة الأمريكية على الأراضى التركية لم يكن ضمن برنامج أردوغان الانتخابى، موضحا أنه يفعل كل شىء لاستمرار التعاون مع الولايات المتحدة وكسب تأييدها له دون النظر لمصالح الشعب التركى، مؤكدا أن واشنطن تفضل التعامل مع الأشخاص الديكتاتوريين لأن ذلك يوفر عليها مشاقة التحدث مع نظام يتكون من عدد من المسئولين بالتحدث مع شخص واحد ينفذ سياستها وأوامرها.
وأكد يلمز، أن هناك 11 مليون شاب تركى يعانون من البطالة ضمن 25 مليون عدد سكان تركيا، مشيرا إلى أن هذا الكم من العاطلين حدث خلال فترة عهد أردوغان فى الحكم.
وأشار المعارض التركى، إلى أن سياسة فتح الله كولن، الخارجية ترتكز على أن الشعب التركى ليس شعبا ديمقراطيا بدرجة كبيرة، ولذلك عليه تعلم تلك الأمور المرتبطة بالحياة الديمقراطية السياسية من الغرب والانضمام إلى الاتحاد الأوروبى، بعكس أردوغان الذى لا يفضل الانضمام إليه بعد أن اتضحت نواياه السلطوية التى لا تتناسب بالطبع مع ديمقراطية الدول الأوروبية.
وردا على سؤال هل تنون نشر فكر "حركة الخدمة" فى مصر؟، وكيف ستكون شكل العلاقات بين القاهرة وأنقرة فى حال سقوط أردوغان فى تركيا سواء بثورة شعبية أو من خلال انتخابات رئاسية وصعود أحد الأشخاص المحسوبين على حركة الخدمة، خاصة عقب البرود الأخير الذى أصاب العلاقات عقب سقوط نظام الرئيس المعزول محمد مرسى؟، قال يلمز: "نحن نأمل ألا تصل الأمور لثورة كما حدث فى أوكرانيا، والجيش فى تركيا ليس كما هو الحال فى مصر، فالجيش التركى علمانى جدا وهو لا يحب الإسلام بعكس مصر الذى يقول الدستور فيها "إن الإسلام هو دين الدولة، وأن حركة الخدمة ليست سياسية ولم ولن تنشئ حزبا وبالتالى فى حال سقوط أردوغان لن ترشح الحركة أحدا للرئاسة".
وأضاف يلمز، أن حركة الخدمة لم تدعم أردوغان أبدا طوال فترة حكمه، موضحا أن نظام أردوغان متمسك باعتقال جميع أعضاء الحركة وأنه شخصيا من ضمن 40 شخصا مطلوب اعتقالهم فى أنقرة، وأن أردوغان يريد أن يقضى على الحركة تماما، وبالتالى الحركة لن تدعمه أو أى شخص من حزبه خلال أى انتخابات مقبلة، ولكن ستدعم أى شخص يتميز بالصفات الإنسانية الحسنة التى لا تتمتع بالكذب وغيرها من الصفات السيئة.
وحول الجزء الثانى من السؤال الخاص بالعلاقات التركية – المصرية، قال يلمز، إن أردوغان نفسه يأسف لما حالت إليه العلاقات مع القاهرة، ولم يكن يتصور أن تصل العلاقات إلى هذا الحد، وأنه توقف عن رفع علامة "رابعة" المعروفة، مشيرا إلى أن أردوغان قد بالغ فى تقدير قوة تركيا من خلال إعلاء صوته، وأنه عندما يكون صوته عالى سيستمع إليه المصريون لكنه اكتشف أن هذا الأمر غير صحيح وبالتالى بدا بتخفيض صوته خاصة عقب الضغوط السعودية التى طالبته بعدم التدخل فى الشأن المصرى، مشيرا إلى أن رجال الأعمال السعوديين يستثمرون أموالا ضخمة فى تركيا، وبالتالى فقد تم التأثير عليه من جانبهم.
وحول نشاط "حركة الخدمة" سواء داخل تركيا أو خارجها، قال يلمز، إن هناك 3 قضايا رئيسية تركز عليها الحركة خلال عملها، أولها أن "الخدمة" لا تمارس السياسة باسم الدين أو بالنيابة عن الدين، لأن الإسلاميين فى تركيا مثلا فى سنوات السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات قالوا للناس إذا لم تصوتوا لنا فأنتم لستم مسلمين، مشيرا إلى هذا المنهج ليس من ثوابت الحركة، مؤكدا أن الحركة ليست معنية بمشاريع دينية، فهى لا تختار رسولا أو نبيا، ولكنها تساعد على اختيار شخص يقوم ببناء المدارس والمستشفيات والمؤسسات الخدمية وبناء دولة حديثة متطورة.
وأكد يلمز أن أول مهمة من مهمات "حركة الخدمة" أنها لا تتحدث باسم الدين، ولا تدعى أو تزعم أن هناك شخصا من أعضائها يمثل الإسلام، وأنها لم تؤسس ولن تؤسس حزبا سياسيا، فهى عبارة عن حركة مجتمع مدنى وليست حزبا سياسيا، وهى لا تريد أن تعتلى السلطة أو تكون فيها، ولكن لها مطالب رئيسية على رأسها إعلاء قيمة حقوق الإنسان والعدالة، وأن تمارس الدولة الشفافية وتضمن الحريات لجميع طوائف وفئات المجتمع الواحد.
وأضاف يلمز أن الحركة تعتقد أيضا "أن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر"، لا يقتصر على الأفراد فقط بل أنه يمتد للقضايا المدنية والجماعية، وليست فقط للقضايا الفردية فحسب، مشيرا إلى أن المواطنين حاليا يتحدثون عن هذه الحقوق الأساسية التى يجب أن توفرها الدولة لمواطنيها، وبالتالى الحركة تطالب بذلك أيضا، وأن تقوم الدولة بتطبيق هذه الحقوق على أرض الواقع، مشيرا إلى أن حركته لا تتحدث عن تلك الحقوق باعتبارها حزبا سياسيا، بل باعتبارها حركة مدنية اجتماعية.
وأكد يلمز، أن أعضاء الحركة لم يصوتوا أبدا للإسلاميين، ولكن الذى حدث فى عام 2001، أن الحركة دعمت حزب أردوغان فى ذلك الوقت خلال الانتخابات البرلمانية والرئاسية، لأنهم أوهموا الشعب والحركة أنهم سيحكمون ليس لكونهم إسلاميون وأنهم سيتخلون عن خلفيتهم الإسلامية، بل سيكونوا ديمقراطيين وبالتالى لم يصفوا الاتحاد الأوروبى، بأنه منظمة مسيحية مثلا، وبالتالى فهم لن يعترضوا على الانضمام إليه، وحينها وصف أردوغان الديمقراطية كالقطار وأنه سينزل من هذا القطار فى المحطة المناسبة، لكنه لم يطبق ذلك، ومارس أساليب قمعية ولم يلتزم بما تعهد به أمام الشعب التركى، وبالتالى تخلت عنه الحركة وعن دعمه بعد أن كشفت نواياه.
وأضاف يلمز، أن أردوغان، قبل توليه السلطة تعهد أيضا، أنه لن يحاول أن يجعل جميع المواطنين متدينين، وبالتالى صرح كولن فى حينها بأن حزب أردوغان فهم وأدرك علاقة الدولة بالدين، وأنه سيؤكد على علمانية الدولة، ولن يحولوا تركيا للنموذج الإيرانى، الذى ترفضه الحركة لأنه أخرج أشخاصا منافقين من أجل الحصول على منافع سياسية باسم الدين، مشيرا إلى أنه بعد أن أيدت "الخدمة" أردوغان وفهم الشعب التركى، هذا الكلام وهذا الحديث من جانب أردوغان وتأيد فتح الله كولن له، صوت الكثيرون لحزب "العدالة والتنمية"، خاصة بعد ما ساعده كولن والحركة فى إيصال برنامج أردوغان للرأى العام وطبيعة الدولة فى عهده وعلاقتها بالدين والعلمانية، وهو ما لم يحدث بالطبع خلال فترة حكمه.
وأشار يلمز، إلى أنه فى عام 2001، كان أردوغان وحكومته أكثر ديمقراطية والعاملون بالحركة ساندوهم فى هذا الاتجاه، ولكن خلال عامى 2010 و2011 تحديدا، تحول أردوغان وجرت أشياء كبيرة فى الدولة وممارسات قمعية على يد أردوغان جعلت منه شخصا سلطويا.
وأوضح يلمز، أن "حركة الخدمة" تقوم على الإيمان ولكنها ليست حركة دينية، وأن مشاريعها تتسم بطابع علمانى وليس بطابع دينى، مشيرا إلى أن المدارس التى تتبع الحركة مثلا لا يتم تدريس الدين فيها بل العلوم الإنسانية المختلفة وتدريس المبادئ الدينية كالصدق والأمانة وما شابه ذلك، وأن القائمين على هذه المشروعات لديهم أفكار علمانية ولكنهم لا يلغون الطابع الإيمانى، ويعملون بمبدأ "إنما الأعمال بالنيات".
وأضاف المعارض التركى، أن القيم التى تتبناها "حركة الخدمة" هى قيم عالمية فى المقام الأول، بمعنى أنها موجودة فى كافة الأديان السماوية، وأنه من ضمن هذه القيم الصدق والنزاهة والشفافية وأن يكون الإنسان شخصا نافعا لا يكذب ولا يقتل، وأن يكون إنسانا نافعا لمجتمعه وللعالم.
وأوضح يلمز، أنه بسبب طبيعة هذه المشروعات العلمانية فمن الممكن أن يرسل جميع أبناء الديانات والخلفيات العلمانية، أبناءهم للتعليم فى مدارس الحركة بالتالى يصبحون أفضل، مشيرا إلى أن الحركة ليست جماعة إسلامية، وأن معظم المشاركين فى مشروعاتها من المسلمين الصالحين والمسيحيين وأصحاب ديانات أخرى، ولا يتقاضون أموالا مقابل ما يقومون به من أجل نشر تلك الأفكار.
وأشار المعارض التركى، إلى أن حركة الخدمة تحارب الجهل والفقر والتفرقة بين الناس، وأن جميع الأنشطة التى تقوم بها ترتكز على حل جميع تلك المشاكل، مؤكدا أنها ليست كالجماعات التقليدية فى الساحة، ولكنها ظهرت فى الستينيات، وانتشرت فى بدايتها عبر المساجد والجامعات والمدارس والمؤسسات وكانت مبادئها منذ البداية هى حل تلك المشاكل وبالتالى فتحت المدارس والمساكن لحل مشاكل الفقراء.
وأضاف يلمز، أنه حينما بدأ الناس تبنى هذه الفكرة واعتناقها وتأيدها وجدت الفكرة إقبالا كبيرا من جانب الشعب التركى، ثم انتشرت وتوسعت فى جميع المحافظات التركية، ومع انهيار الاتحاد السوفيتى شجعت الحركة جميع الدول التى خرجت من عباءة الاتحاد السوفيتى المتحدثة بالتركية ومساعدتها فى مواجهة الجهل والفقر.
وأوضح يلمز، أن حركة الخدمة بكل أنشطتها ومشروعاتها موجودة حاليا فى 162 دولة حول العالم، وأنها تضم حاليا آلاف المؤسسات والجمعيات المنتشرة حول العالم، وهناك أيضا مستشفيات وجمعيات إغاثة ووسائل إعلام تابعة لها.
حركة "الخدمة" التركية تفضح ممارسات أردوغان وتكشف أدق أسرار علاقته بتل أبيب.. إحسان يلمز لـ"اليوم السابع": رئيس الوزراء التركى أصبح "سلطوى".. والمصريون صدموا أردوغان بعدما رفضوا الإنصات له
الأحد، 06 أبريل 2014 11:44 ص
الدكتور إحسان يلمز أستاذ العلوم السياسية بجامعة "الفاتح" التركية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
معلق
انتو لسه بتتكلموا
عدد الردود 0
بواسطة:
معلق
انتو لسه بتتكلموا