بالصور..قطع يدها وشج رأسها..ركع على ركبتيه طلباً للعفو فى ذكرى الإبادة الجماعية برواندا فعفت عنه .."أليس" اختبأت بمستنقع لأيام خوفا من عمليات القتل على يد"الهوتو"..فقدت 26 من أسرتها بينهم رضيعتها.

الأحد، 06 أبريل 2014 11:32 م
بالصور..قطع يدها وشج رأسها..ركع على ركبتيه طلباً للعفو فى ذكرى الإبادة الجماعية برواندا فعفت عنه .."أليس" اختبأت بمستنقع لأيام خوفا من عمليات القتل على يد"الهوتو"..فقدت 26 من أسرتها بينهم رضيعتها. أليس بجوار إيمانويل بعد أن أصبحا صديقين
نياماتا (أ ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هى فقدت طفلتها الرضيعة وكف يدها اليمنى أيضا فى موجة قتل شعواء، وهو كان يحمل المنجل الذى قتل طفلها وبتر كفها، لكن اليوم وبالرغم من أنهما كانا على طرفى النقيض فى ماض بغيض، أصبحت أليس موكاروريندا وإيمانويل ندايسابا صديقين.



تلك قصة العنف العرقى، شعور طاغ بالذنب ثم مصالحة، تلك قصة رواندا اليوم بعد عشرين عاما من إبادة عرقية الهوتو التى تشكل الأغلبية لما يزيد على المليون من عرقية التوتسى والفريق المعتدل من الهوتو، وغدا الاثنين تحل الذكرى العشرين لاندلاع حملة إبادة استمرت مائة يوم، غير أن تلك الحملة ظلت مقدماتها تعتمل فى الصدور لعقود، تنفث دخانها وخطابات الكراهية والعداء والتمييز وتدريب فرق القتل.



كره الهوتو التوتسى لثرواتهم الأكبر وحكمهم الذى رأوا أنه قمعى، وبالنسبة لأليس وهى من عرقية التوتسى فإن المجزرة بدأت عام 1992 عندما احتمت أسرتها بكنيسة طيلة أسبوع.

زعماء قبائل وعشائر الهوتو عكفوا على شراء وجلب المناجل فحرقوا المنازل وسلبوا السيارات، ووضع قادة الهوتو قائمة قتل تضم أسماء المثقفين البارزين من التوتسى.

كما عقدوا اجتماعات دعوا إليها العامة وحكوا لهم عن مدى بشاعة التوتسى وعنفهم، إيمانويل شأنه شأن كثير من أبناء جلدته أدرك الرسالة بل تشربها.



واشتعل الموقف يوم السادس من أبريل 1994 عندما أسقطت الطائرة التى تقل الرئيس الرواندى جوفينال هبياريمانا، وشرع الهوتو فى قتل التوتسى الذين فروا بأرواحهم وتدفقوا على قرية أليس، وبعد ثلاثة أيام قال زعيم محلى لإيمانويل الذى كان فى الثالثة والعشرين من عمره آنذاك أن لديه مهمة له.

أخذوه لمنزل أحد أبناء عرقية التوتسى وأمروه أن يستخدم منجله، إيمانويل، المسيحى، لم يقتل فى حياته مطلقا لكنه عندما دخل المنزل قتل أربعة عشر شخصا، وفى اليوم التالى 12 أبريل تحديدا، عثر إيمانويل على طبيب من التوتسى مختبئا فقتله هو الآخر، وفى اليوم التالى قتل سيدتين وطفلا.



وفى هذا الوقت سعت أسرة أليس للاحتماء بكنيسة كما فعلت من قبل، لكنها- الكنيسة- كانت تكتظ بالمئات من الباحثين عن الأمان، لكن الهوتو ألقوا بقنبلة داخل الكنيسة وأضرموا فيها النار، ومن حاول الفرار من النار لقى حتفه بالمناجل.

وفقدت أليس نحو ستة وعشرين من أعضاء أسرتها بين نحو خمسة آلاف ضحية أخرى سلبت أرواحهم فى واقعة الكنيسة تلك، وأليس التى كانت فى الخامسة والعشرين آنذاك فرت ومعها طفلتها التى لم يتجاوز عمرها تسعة أشهر وقريبة لها عمرها تسع سنوات، واتجهوا إلى المناطق الريفية، يتحركون ويختبئون ثم يتحركون إلى أن انتهى بهم الحال فى مستنقع فى الأحراش.

وبنهاية أبريل وصل مقاتلو التوتسى من المتمردين بقيادة كاجامى للعاصمة وطردوا الهوتو، وبدأت قوات الهوتو فى الفرار للبلدان المجاورة، وانتشر العنف وأعمال قتل من الجانبين.

وبحلول التاسع والعشرين من أبريل انضم إيمانويل لجنود الهوتو الذين كانوا يمشطون الريف بحثا عن التوتسى، وكان المهاجمون يطلقون صافرة عندما يعثرون على أحد عناصر التوتسى مختبئا.

وكانت أليس مختبئة فى المستنقع لأيام، لا ترفع سوى وجهها فقط لتتنفس، وهناك عثر عليها جنود الهوتو، وحاصروا المستنقع ثم هاجموا أفراد التوتسى.

وفى البداية قتلوا الفتيات، بعدها لاحقوا أليس، وكانت واثقة تماما من أنها ستموت لا محالة، لكنها وبغريزة البقاء رفعت يدها اتقاء لضربة المنجل.

إيمانويل، زميل أليس فى المدرسة، عرفها لكنه لم يتمكن من تذكر اسمها، ربما سهل هذا نزول المناجل على ذراعها الأيمن، فبترت الكف، وضرب وجهها فشجه بينما دفع أحد رفاقه برمح فى كتفها الأيسر، وتركوها تواجه الموت.

نعم كانت الدماء والندوب تغطيها، ويدها مبتورة لكنها لم تمت. تقول أليس إنها سقطت مغشيا عليها وعثر عليها ناجون آخرون بعد ثلاثة أيام، وقتها فقط أدركت أنها فقدت يدها اليمنى.



وبعد شهور من المجزرة ألهب الشعور بالذنب صدر إيمانويل، وكان يرى ضحاياه فى كوابيسه، وفى عام 1996 سلم نفسه للسلطات واعترف. وقبع إيمانويل فى السجن من عام 1997 وحتى 2003 عندما أصدر كاجامى عفوا عن الهوتو الذين أقروا بجرائمهم.

وبعد إطلاق سراحه بدأ يسأل أسر ضحاياه العفو عنه، وانضم لمجموعة من مرتكبى جرائم الإبادة والناجين منها تدعى "أوكوركو جانزى"، ولا يزال أعضاؤها يلتقون بشكل أسبوعى حتى يومنا هذا.

وهناك رأى أليس الشابة التى ظن أنه قتلها، وفى البداية تجنب النظر إليها، وفى النهاية جثا على ركبتيه أمامها طالبا العفو، وبعد أسبوعين من التفكير والمناقشات الطويلة مع زوجها عفت عنه.

ورغم أن رواندا أحرزت تقدما مهما على طريق المصالحة بعد حملة الإبادة الجماعية تلك، فإن التوترات العرقية لا تزال باقية، وما يثير تخوف أليس هو أن عددا من مخططى تلك المجزرة لم يلق القبض عليهم مطلقا، كما أن الرسائل التى تنكر حدوث إبادة جماعية لا تزال تتسلسل للبلاد قادمة من أبناء عرقية الهوتو المقيمين فى الخارج، وتعتقد أليس أن تذكر ما حدث مهما لضمان عدم حدوث مذبحة أخرى.

أما إيمانويل فموعد الذكرى السنوية يأتى وتعاوده كوابيسه، ويبدو كرجل يعاقب نفسه، رجل لا يريد أن يتكلم لكنه يشعر بأنه يجب أن يتكلم.









مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصراوي

تقرير يجب ان يقراؤة كل المصريين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة