الماء واللبن والعصائر الطازجة مشروبات مفيدة للأطفال لا غنى عنها

تعكف معظم المواقع ووسائل الإعلام والكتب الطبية على إبراز الأغذية الصحية اللازمة لبناء أجسام الأطفال، وكيف تساهم الأغذية الصحية فى تكوين جهاز مناعى قوى.

يقول الدكتور خالد مصيلحى أستاذ العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية، إن المشروبات الصحية تلقى تجاهلًا من قبل كل المواقع الطبية، فهناك بعض المعلومات الضرورية عن المشروبات الصحية لابد أن نعرفها، و تساهم مع الغذاء فى بناء جسم صحيح يتمتع بجهاز مناعى قوى.

وأضاف،: "يعتبر الماء المشروب الأساسى لبناء خلايا الجسم بحيث يجب أن يتعود الطفل منذ الصغر على ضرورة ارتواء عطشه، وظمأه بمشروب ليس له طعم ولا رائحة مثل الماء، ولا يستحب إطلاقا استبدال الماء بأى مشروب آخر ذى نكهة أو رائحة حتى لا يتعود الطفل على هذه العادة من الصغر، فالظمأ ليس له إلا الماء".

ويعتبر الظمأ هو إحساس أو نداء من خلايا الجسم لشرب الكميات الكافية من الماء، فهو المشروب الوحيد الذى يساهم فى عمليات الأيض بالجسم، وهو المسئول عن مرونة الخلايا ونضارتها.

أما المشروب الثانى الضرورى لصحة الأطفال فهو اللبن وهو المصدر الأساسى للكالسيوم المكون الرئيسى لعظام وأسنان الأطفال، كما أن الكالسيوم ضرورى فى بعض العمليات الحيوية بالجسم، ويفضل من وقت لأخر استبدال اللبن كامل الدسم باللبن خالى الدسم، أو القليل الدسم خاصة للأطفال قليلى الحركة، الذين لا يمارسون الرياضة بانتظام حتى لا تصاب أجسامهم بالسمنة، والتشحم مبكرًا.

والأطفال من عمر سنة إلى 3 سنوات يحتاجون يوميا إلى 700 ملليجرام كالسيوم، وهو ما يعادل كوبين من اللبن يوميًا أو "حوالى 480 ملليلترا"
أما الأطفال من عمر 4 سنوات إلى 8 سنوات فأجسامهم تحتاج إلى 1000 ملليجرام كالسيوم يوميا، وهو ما يعادل كوبين ونصف من اللبن يوميا أو حوالى 600 ملليلتر.

أما الأطفال من عمر 9سنوات إلى عمر 18 سنة، فهم يحتاجون إلى حوالى 1300 ملليجرام من الكالسيوم يوميا، وهو ما يعادل 3 أكواب من اللبن يوميا أو حوالى 720 ملليلترا.

ويأتى بعد الماء واللبن، العصائر.. وبداية لا يصح إطلاقا استبدال اللبن بأى نوع من أنواع العصائر ويفضل استخدام العصائر الطازجة الطبيعية المحضرة من عصير الفواكه الطبيعية فى المنزل، دون إضافة أى سكر لها لأن معظم العصائر المحفوظة والمعلبة لا تحتوى إلا على نسبة ضئيلة من الفواكه الطبيعية، والباقى مكسبات طعم ونكهات صناعية وسكريات بكميات كبيرة، وهذه السكريات قد تكون سببًا فى ازدياد وزن أجسامهم طالما أن نسبة هذه السكريات أكبر بكثير من معدلات حرق الأطفال لها، ولذلك تحضير العصير فى المنزل يضمن أن العصير 100% فاكهة بدون أى إضافات أو مواد حافظة أو سكريات زائدة، ويجب ألا يزيد العصير الطازج عن كوب واحد يوميًا، ويأتى على قمة العصائر الصحية البرتقال والليمون والتوت والجوافة والتفاح ويجب علينا توخى الحذر، وعدم إعطاء عصائر مركزة للأطفال أقل من 9 أشهر .

وحذر "مصيلحى" من المشروبات الغازية ووصفها بالأكثر ضررا، وخص بالذكر مشروبات الصودا التى ليس لها أى فائدة للأطفال، ويجب تقنينها بقدر المستطاع لأنها مصدر للسعرات الحرارية العالية لاحتوائها على نسبة سكريات كبيرة، مما يصيب أبناءنا بالسمنة، كما أن البعض يعتبرها مصدرًا للكافيين الذى قد يصيب الأطفال بالتوتر والعصبية والأرق، وقد تكون سببًا لتعود الطفل عليها.

وأشار "مصيلحى" إلى أن إحدى الدراسات الحديثة أثبتت أنه كلما تعود الطفل على المشروبات الغازية مبكرا فى عمره كلما ازداد التهامه لكميات أكبر فى مراحل عمرية أكبر، فعلينا منعها تماما فى المراحل العمرية المبكرة (عمر سنة إلى أربع سنوات) ثم تقنينها بدون منع أو عنف لأن فى الغالب الممنوع مرغوب، ولكن علينا تقنينها بالتوعية بمخاطرها على الصحة، وكيف ستكون سببًا فى متاعب صحية قد تنعكس على زيادة وزنه، وهشاشة عظامه، وتسوس أسنانه، ويمكن أن تكون سببًا فى تقليل كمية اللبن المطلوب تناولها يوميًا، لأنها تفقد الطفل الرغبة فى تناول اللبن.

وأضاف "مصيلحى" أن هناك خطورة من تناول مشروبات الطاقة على الصحة فهذه المشروبات لأنها تصيب الجسم بالكسل، والخمول عند عدم تناولها لأنها تحتوى على مكونات تؤثر بالسلب على الجهاز العصبى وتجعله يتعود عليها بالتدريج حتى يتحول نشاط الجسم أسير هذه المشروبات وتصيبهم بالعصبية والأرق والصداع المزمن وقد تكون سببًا فى ظهور أمراض القلب والأوعية الدموية مبكرًا إذا تم التعود عليها فى مراحل عمرية مبكرة.