تواجه جماعة الإخوان، أزمة بعد الصفعة التى لاقتها من قبل دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات واليمن، وتحذير البعض الآخر لها بعدم التوغل فى بلادهم، وترحيل دولة الكويت لأحد القيادات الإخوانية.
يأتى التحدى الذى تواجهه جماعة الإخوان من الخارج، فى إطار القرار المبدئى الذى اتخذته إحدى غرف المشورة بمجلس النواب الكندى بحظر أنشطة جماعة الإخوان، وكذلك قرار الحكومة البريطانية بالتحقيق فى أنشطة الإخوان ومكتبها الإعلامى تمهيدًا لحظرها.
وقابلت هذه العقبات القوية، تصريحات من قبل قيادات التنظيم الدولى، تحاول على قدر المستطاع أن تبث فى نفوس شباب التنظيم بأنهم أقوياء، خوفًا من تفكك التنظيم نهائيًا.
وكشفت مصادر بارزة داخل جماعة الإخوان، فى تصريحات خاصة، عن أن الجماعة تدرس اتخاذ عدد من الخطوات لمحاولة تلاشى التصادم مع الدول الأوروبية التى تعمل على كسب ودها واللجوء إليها للتحريض ضد النظام المصرى، حيث قالت إنها تعتزم نقل مقر التنظيم الدولى من العاصمة البريطانية لندن إلى إحدى الدول العربية إما قطر أو تونس.
وأشار إلى أن الاجتماع الذى عقد فى الدوحة منذ أيام والذى حضره راشد الغنوشى رئيس حزب النهضة، ودار حول "الحوار والتعايش المجتمعى" الذى قال فيه إن التمزق والتحارب الطائفى والعرقى يؤكد وجود أزمة تعايش جذورها قائمة فى فكرنا السياسي، كما أنها انعكاس لضغوطات وتوازنات دولية قاهرة، لافتًا إلى أن الحركات الإسلامية فى الوطن العربى لا تزال تعيش جدلاً بشأن القبول بالتعدد والتعامل مع الأحزاب العلمانية على أساس المواطنة.
وفى الوقت ذاته أكدت المصادر، أن الغنوشى عقد عدة لقاءات مع قيادات الإخوان فى قطر ليؤكد لهم أن تونس جاهزة لاستقبالهم حال ما إذا تعرضوا لأى ضرر أو إيذاء أو تضييق من بعض الدول الخارجية.
وحذر إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولى لجماعة الإخوان بلندن، بأنه حال اتخاذ قرار الحظر "سيزيد هذا احتمال تعرضها لهجمات إرهابية".
وأضاف أمين التنظيم الدولى للجماعة فى تصريحات صحفية له، أنه إذا وقع الحظر، فإن هذا سيدفع كثيرين فى مجتمعات مسلمة إلى الاعتقاد بأن قيم الإخوان السلمية لم تنجح وأنهم يوصفون بأنهم جماعة إرهابية، وهو ما يفتح الباب أمام كل الاحتمالات، مشيرًا إلى أنها أى احتمالات "فى إشارة إلى إمكانية قيام عمليات إرهابية".
وأشار إلى أن هذا سيخلق مزيدًا من المشاكل أكثر مما يتوقع على الإطلاق وليس لبريطانيا فحسب، وإنما لكل المنظمات الإسلامية التى تعتنق أيديولوجيات سلمية فى أنحاء العالم، لافتًا إلى أن سمعة بريطانيا فى العالم الإسلامى سوف تتضرر إذا حظرت جماعة الإخوان.
وعقد منير مقارنة مع قرار غزو العراق، قائلاً: إنه كان ينظر إليه على نطاق واسع فى المجتمعات المسلمة باعتباره "حربًا على الإسلام، ثم ماذا حدث هنا، وفى لندن فى عام 2007؟ وفى العاصمة الإسبانية مدريد"، وذلك فى إشارة إلى هجمات إرهابية وقعت فى المدينتين الأوروبيتين.
واتهم أمين التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الحكومة البريطانية بالرضوخ لضغوط من السعودية والإمارات، معربًا عن مخاوف لدى الجماعة إزاء تكليف السفير البريطانى لدى السعودية بإجراء التحقيق، معتبرًا أن المناخ فى السعودية الآن سيؤثر على السفير هناك - بحسب تعبيره
من جانبه، قلل نائب المراقب العام لجماعة الإخوان بالأردن زكى بنى ارشيد، من إمكانية حظر الجماعة، على النقيض من أمين التنظيم الدولى، زاعمًا أن الجماعة ليست متخوفة، وغير قلقة من قرار رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، أمر السلطات البريطانية إجراء مراجعة لفلسفة وأنشطة جماعة الإخوان بشكل عام فى بريطانيا، معتبرًا هذا الإجراء ذى بعد سياسى واضح.
واستبعد بنى ارشيد، فى تصريح صحفى تأثر الجماعة فى الأردن من أى تضييق قد يصدر ضد الإخوان فى بريطانيا، متسائلا: "ماذا يعنى أن تعتبر أمريكا أو بريطانيا الإخوان جماعة إرهابية؟".
من جانبه، قال الدكتور مختار الغباشى، نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن تصريحات أمين التنظيم الدولى لجماعة الإخوان هو رسالة إلى دول أوروبا أن الجماعة سلمية، وتحمل فى طياتها رسالة تهديد لهذه الدول بعدم حظر أنشطة جماعة الإخوان.
وأضاف الغباشى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن فتح بريطانيا تحقيقًا حول أنشطة الإخوان يجعل عددًا من دول أوروبا تحذو حذوها، وهو ما يقلق جماعة الإخوان، لذلك أراد إبراهيم منير أن يقول للمجتمع الغربى إن حظر أنشطة الإخوان يشجع كثير من الشباب الذى أقنعته الجماعة بالديمقراطية إلى التطرف.
وأوضح، نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن استشهاد أمين التنظيم الدولى ببعض العمليات الإرهابية التى وقعت فى مدريد ولندن يؤكد أنها رسالة تهديد فى حال حظر الجماعة وأنشطتها فى أوروبا.
من جانبه، قال الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولى العام وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن السلطات البريطانية ستتخذ قرارًا مهمًا أو قرارًا خطيرًا بشأن الجماعة الإرهابية فى بريطانيا، وذلك بعد التوصيات التى ستقدمها اللجنة البريطانية الوطنية المشكلة خصيصًا لدراسة ماهية وطبيعة أنشطة الجماعة سواء فى بريطانيا أو خارجها ومدى انطباق القوانين والتشريعات البريطانية المعنية بمكافحة الإرهاب على هذه الجماعة باعتبارها جماعة إرهابية وفقًا للقوانين المصرية أو البريطانية.
أما بصدد تصريح القيادى إبراهيم منير، فقال سلامة فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، فما يعدو إلا تبرير للنهج الإرهابى الذى اعتادت عليه الجماعة حينما تعزل سياسيًا أو تفشل وأيضًا حين تفرض عليها العزلة من السياقات المجتمعية التى تتواجد فيها سواء كان ذلك فى العديد من الدول التى وسمتها بالإرهاب مثل روسيا والمملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات وكندا وغيرها من الدول، فضلا عن هذا التصريح الخطير الأرعن الصادر عن إبراهيم منير يمكن أن يكون سندًا أو حجة على الجماعة وقياداتها ومنتسبيها سواء فى بريطانيا أو غيرها من الدول.
على طريقة "البلتاجى".. أمين التنظيم الدولى للإخوان يهدد بريطانيا بهجمات إرهابية حال حظر أنشطة الجماعة.. وأساتذة قانون دولى: "الإرهابية" ستلجأ للعنف حال عزلها سياسيًا أو مجتمعيًا
السبت، 05 أبريل 2014 05:07 م