"ماكنش عشمى فيك، ملحقتش افرح بيك".. أعتقد أن هذا حال لسان الأم العظيمة مصر، بهية كل عصر، إلا هذا العصر وبكل أسى وأسف.
نعم يا أمنا العظيمة لقد أذنبنا فى حقك، أصبح أبناؤك اليوم عصاة قساة القلب قليلى الحيلة والحكمة، أصبح كل واحد فينا عاق لا نبرئ أحدا، فالكل مشارك فى الهم والغم، فى الانحطاط والمأساة، فى كل ما وصلنا إليه.
حنانيك يا أمنا، فإننا لا نستحق غزارة دمعك خوفا علينا بعد أن انكسرت عينيك بسببنا، لا نستحق أنينك وتوجعك علينا، لا نستحق تأوهك إلى ما آل إليه حالنا اليوم، بل لا نستحق أن نعيش على أرضك ولا حتى أن يحتضن ترابك الغالى عظامنا.
آلاف السنين وأنت يا بهية صبية مصرية شابة جميلة سمرا والا بيضا كل اللى يحبك يشوفك بعيونه، المهم أنت الجميلة يا مصر، مرت علينا أزمات وأزمات وحروب ونكبات وأزمان قاسية وصعبة وليالى طويلة، لكن لم ينل كل ذلك منك، لم تنكسر عزيمتك، ولم تنحنِ هامتك، ولم تنكس رايتك، لأن كل أزمة تنتهى بانتصارك وبعزيمة أكبر وبهمة أعلى لأنك أصل الحضارة والمكان وأم الدنيا وبهية كل زمان، من أرضك ترابك ونيلك وطينك اترسم ملامح ولادك، ومن ضرعك نهلوا الحب والصبر، ومن صوتك استمدوا العزيمة والقوة والعزة والكرامة.
أيه اللى جرى يا زمان، أيه اللى جرى يا بهية، فين ولادك العفية فين رجالك الوفية، فين راحت الوطنية؟؟ أيه اللى جرى فى أرضك ليه نيلك مابيرويش وزرعك ما بيطرحش، أيه اللى جرى لولادك يا مصر يا بهية فين التربية فين النخوة والرجولة، فين الأخلاق اللى كانت من سماتنا، فين الغيرة والوطنية فين وفين وفين.. يا بهية؟.
مش قادر أقول سامحينا يا مصر، مش قادر أوعدك لأن الوعد أمل، وأخشى أن أنكس بوعدى لو على أنا روحى فداك، أنا ابنك اللى شاف بالأمس أمجادك اللى وعى على آخر انتصاراتك، اللى شاف آخر ابتساماتك وأنت بتستقبلى أولادك وهما جايبين النصر حاملين الأمل لمصر.. جيلنا اللى مصر كانت ولا تزال كل حياته اللى كل نبض فى قلبه بيهتف باسمك وكل نقطة دم فى عروقه فدا أرضك.
خايف أقولها يا أمى إن طرحك من ولادك النهارده قطع سلالة سنين حافظتى على وصلها ضحيتى من أجلها بأعز أبنائك، صنتى تاريخ الأجداد علمتينا معنى الحب والوفاء، علمتينا نضحى لأجل أرضك ومجدك، خايف أقولها يا مصر إن أولادك النهارده مش ولاد بطنك.
نهر النيل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة