نقلا عن اليومى..
ظاهرة السيارات المهربة تتفاقم فى ظل الانفلات الأمنى الواضح، فالمهربون باتوا قادرين على تهريب أشكال وألوان من سيارات سقوط القيد التى عبرت الحدود دون أوراق عبر مدن «مطروح- العلمين- الوادى الجديد» حيث يقوم الأعراب بشرائها بأسعار زهيدة لا تتعدى نصف ثمنها بالأسواق.
أكبر تلك الأسواق هى «الواحات البحرية» الواقعة بالصحراء الغربية قرب الحدود مع ليبيا، والتى تعتبر المصدر الأساسى للسيارات المهربة، السيارات تهرب على شكلين، وهما «السيارة الكاملة» عن طريق التهريب من مدقات الصحراء، و«أنصاف السيارات» التى تدخل إلى مصر على أنها قطع غيار، ويتم تجميعها، ولحامها بمنطقتى «الحرفيين» و«الوكالة».
فى منطقة «الحرفيين» التقت «اليوم السابع» «م.أ» أحد تجار السيارات بالمنطقة الذى قال إن شراء السيارات المهربة لا ينطوى على خطورة، مضيفا، أن عيبها الوحيد هو إيجاد أوراقها الذى يتطلب القليل من الذكاء و«تشغيل الدماغ».
«م.أ» بدأ يشرح كيفية معالجة مشكلة عدم وجود ورق للسيارة، حيث قال إن الحل يتمثل فى البحث عن سيارة محطمة ومطابقة للسيارة المهربة فى النوع والموديل، وفى هذه الحالة يتم شراء «اللوحة المعدنية ورقم الشاسيه» فقط والذى يتم قطعه بطريقة حرفية من على «البطاحة» أعلى العجلة الأمامية بالسيارات الحديثة أو منطقة «حوض الموتور» بجميع السيارات بوجه عام ولصقها على الرقم الآخر الخاص بالسيارة المهربة.
وعن الفحص وعيوب اللحام وإمكانية كشفها بالمرور، أكد «م.أ» مدى حرفية العمال الذين يعملون لديه قائلاً «عيب عليك»، مؤكدا أنه سيقوم بإعادة ثمن السيارة المهربة وثمن الأوراق التى تم شراؤها حال كشفها، مؤكدا أنه قام بلحام العديد من السيارات التى لم يتم كشفها إلا لغباء المشترين الذين يتركونها على الطرق قبل معالجتها أو فحصها بالمرور.
بعد حل مشكلة الورق ورقم «الشاسيه» لا يتبقى سوى رقم «الموتور» حسب «م.أ» الذى أكد أن «الموتور» يتم شراؤه من محلات قطع الغيار أو من بورسعيد، مؤكدا أن شراء موتور جديد أفضل من تركيب الموتور المأخوذ من السيارة التى سيتم شراء أوراقها قائلا: «نشترى موتور جديد أحسن علشان نقدر نجيب ترخيص جديد للعربية» حيث إن الأمر سوف يزداد صعوبة إذا لم يكن رقم الموتور موجودا على «الكارتيرة» لأن هناك مواتير مطبوعة أرقامها على «البلوكة» مؤكدا أن قص أرقام الموتور يستغرق وقتا طويلا ويتطلب دقة شديدة فى العمل ويمكن كشفه بسهولة بالفحص.
يتبقى تحديد نوع السيارة، «م.أ» أكد أن الأفضل هى السيارات الفارهة مثل «B.M.W» و«M.5» على وجه الخصوص حيث يتم شراؤها بـ«100» ألف جنيه وأوراقها لن تتجاوز مثلها وموتورها لن يتجاوز الـ«30» ألف جنيه وقيمتها الحقيقية بالأسواق ما بين الـ«600 و700» ألف، فيكون مكسبها فى حدود الـ«500» ألف جنيه، أما عن باقى الأنواع الأخرى فقال إنها لن تكون مربحة بالشكل المطلوب، إذ لن تتعدى الربحية الـ«30» ألف جنيه، حيث أكد الشربينى أنها فى هذه الحالة ستكون «مش جايبة همها».
أمر تلك السيارات أصبح معروفا لدى رجال الشرطة، حيث تم اكتشاف العديد من السيارات المهربة فى الفترة الأخيرة، ومن بين هذه السيارات تلك التى تم التعرف عليها بمنطقة جسر السويس التى يحوزها أحد رجال الأعمال المعروفين والكائنة محلاته بالقرب من قسم عين شمس، وقد أكد سكان المنطقة أن السيارة كانت له لكنه أنكر علاقته بها أو امتلاكها.
اللواء «مجدى الشاهد» الخبير المرورى أكد أن مثل هذه التلاعبات أصبحت معروفة لرجال الشرطة، ويتم كشفها بسهولة عند الفحص عن طريق رقم «الموتور» و«الشاسيه»، حيث تكون السيارة مخالفة للمسافات والأحجام الهندسية، أما عن الأوراق فأكد أن هناك آلات حديثة تم تزويد رجال المرور بها لتسهيل كشفها عن طريق دوريات عشوائية تقوم بإدخال أرقام السيارة المشتبه فيها فيظهر كل ما يتعلق بالسيارة من نوع وموديل ولون وخلافه.
عن مراقبة الجهات المختصة لتهريب السيارات قال «الشاهد» إن مباحث سرقة السيارات تقوم بوضع رقابة مشددة على المنافذ الرسمية، مضيفا أن هناك لجانا عشوائية بالقرب من مداخل ومخارج مناطق التهريب ومن بينها الحدود المصرية الليبية ومدينة مطروح.
السيارات المهربة تغزو الأسواق..مكسب السيارة الفارهة يصل إلى 500 ألف جنيه.. وخبراء المرور: أجهزة حديثة للإيقاع بها
السبت، 05 أبريل 2014 09:46 ص